صفحات الناسوليد بركسية

التوتر بين “أورينت” والأكراد يهدد وحدة الائتلاف السوري/ وليد بركسية

 

 

عمقت قناة “أورينت” التوتر بين أكراد سوريا ومكونات المعارضة السياسية، حتى طالت مكونات الائتلاف الوطني السوري، بعدما علق أحد مكوناته الأساسية، المجلس الوطني الكردي، مشاركته ضمن هيئة التفاوض مع النظام في جنيف، على خلفية برنامج إذاعي بثه الراديو التابع للقناة يوم السبت الماضي، ناقش مسألة “فيدرالية شمال سوريا”، في حين رأى فيه ناشطون أكراد “خطاباً عنصرياً تحريضياً”.

الحلقة كانت ساعة إعلامية حوارية ضمن برنامج “الرادار”، استضافت عطا كامل عطا وعدنان البوش، وتضمنت إساءات عنصرية ضد الأكراد وردت في عبارات مثل: “الشعب الكردي همجي ومرتزقة، ثلة من المجرمين وقطاعي الطرق، والكردي بليد بالوراثة، ودعوات إلى تطهير سوريا من الأكراد بالكامل، لأنهم يحتلون شمال وشمال شرق سوريا”. واضطرت إدارة “أورينت” إثرها إلى حذف الحلقة من أرشيفها وتقديم الاعتذار عما صرح به ضيوف الحلقة على الهواء.

الجدل لم يتوقف هنا، فالنقاش حول تاريخ “أورينت” الطويل في الخصومة مع الأكراد بات مشرّعاً، فتناقل صحافيون وناشطون مقاطع سابقة للقناة ومديرها غسان عبود تظهر هذه الخاصية من وجهة نظرهم منذ 2011، كان أبرزها تسجيل صوتي قديم للعميد أسعد الزعبي رئيس الوفد السوري المعارض في مفاوضات السلام في جنيف حالياً، يناقش فيها مخاوف إقامة دولة كردية في شمال سوريا خلال مداخلة مع راديو “أورينت” قبل 9 أشهر.

وعلى الرغم من أن التصريح المذكور مقتطع من سياقه، ويمكن تفسيره بعدة احتمالات وتحديداً الجزء المتعلق بنظام حافظ الأسد ومساواة جميع مكونات الشعب السوري في المعاملة الدونية منه بما في ذلك الأكراد، مال الناشطون لاعتبار تصريحات الزعبي مهينة وعنصرية، فيما قال الزعبي لـ”أورينت” إن تصريحاته أخذت من سياقها وإنه لم يقصد أبداً الإساءة للأكراد الذين “يكن لهم كل الاحترام”، بل كانت مخصصة لحزب PYD.

في ضوء ذلك، أطلق ناشطون وصحافيون أكراد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بياناً عبروا فيه عن استيائهم من قناة “أورينت” السورية المعارضة، لكونها “تتجاوز شرف المهنة وتصف الشعب الكردي بأبشع الأوصاف”، معتبرين أنها تحمل “سياسة عنصرية تحريضية ضد الأكراد وأقليات أخرى في البلاد”، مستذكرين تاريخ المؤسسة ضدهم، في تصعيد جديد للصراع العرقي الذي بات بارزاً شمال شرق سوريا منذ إعلان الفيدرالية الكردية هناك أخيراً.

وعلى الفور، أعلن “المجلس الوطني الكردي” تجميد مشاركة أعضائه ضمن وفد الهيئة العليا للتفاوض الممثلة للمعارضة السورية، مطالباً بإزاحة الزعبي من منصبه كرئيس للوفد المفاوض في جنيف. ويمثل ذلك تطوراً سياسياً لافتاً قد يودي بالائتلاف الوطني إلى خلافات أكبر وأعمق، وكل ذلك لا يخدم سوى النظام السوري الذي يبدو كتلة واحدة مقابل شرذمات المعارضة.

يأتي ذلك بعد أسابيع من حظر الإدارة الذاتية الكردية لقناة “أورينت” في مناطق سيطرتها، حيث تعتبر الإدارة التابعة لحزب “الاتحاد الديمقراطي”، خطاب القناة تحريضياً ومنبراً للشائعات.

والحال أن التوتر العرقي بات سمة جديدة في الخطاب الكردي- العربي المتبادل، وهو تيار يغذيه الإعلام الكردي المنادي بالانفصال أو الفيدرالية من جهة، والإعلام القومي العربي من جهة أخرى.

ونفى الصحافي مسعود عكو أحد المنظمين للبيان الاحتجاجي، عبر صفحته في “فايسبوك” أن يكون البيان ضد “أورينت” وموظفيها، متحدثاً عن ابتعاد القناة عن المهنية وعن “أخلاقيات مهنة الصحافة ومواثيق الشرف الإعلامي واحترام مبادئ حقوق الإنسان خاصة مبدأ حرية التعبير ونقل المعلومة بمهنية وإعادة تناولها ونشرها، ونشر الأكاذيب وانتهاج سبل ومنهجية التضليل الإعلامي، والتحريض الطائفي والمذهبي والقومي، وتأجيج نار الطائفية التي تحصد الأخضر واليابس في سوريا، وتزيد الفجوة والشرخ بين أبناء ومكونات الشعب السوري المنقسم أصلاً بفعل الحرب الأهلية”.

المدن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى