صفحات سورية

الثورة السورية بين التكتيك المتطور والحراك الحقوقي القادم


سعاد جبر

شكلت قرارات الجامعة العربية مؤخراً شحنا مهماً للثورة السورية ، ودعماً سياسياً يستحق الإشادة به ، وشكل قفزة نوعية للثورة السورية في مجال التأثير على الرأي العام العربي والدولي ، وتضمنت حراكاً فاعلاً في دعم الثورة السورية ، تشكر عليه ، وكان له اثر كبير في امتصاص الغضب العربي و إدخال الفرح على الشعوب العربية بهذه القرارات التي تدعم الشعب السوري الذي ملأت دمائه الشوارع ، وعبق ذلك التأثير الفاعل في دعم الثورة السورية سياسياً ، تشكل في التصريحات الإعلامية لجلالة الملك عبد الله الثاني في قناة” بي بي سي” ، الذي دعا بها بشار الأسد إلى التنحي من اجل مصلحة بلده ، وقد لاقى ترحيباً شعبيا منقطع النظير من قبل الشعب السوري في الداخل والخارج ، وفي العالم العربي اجمع ؛ وتميزت تلك التصريحات من قبل جلالة الملك عبد الله الثاني بالشجاعة والصراحة ووضع الضمادة على الجراح وتشخيص حقيقي صادق للداء ووضع الدواء المناسب الناجع له ، علماً بأن هناك علاقة خاصة تربط الشعب السوري الحر مع الشعب الأردني الوفي في كافة المناحي ، من التآخي والمصاهرة والتضامن العربي الواحد ، ويعد الشعب الأردني أكثر الشعوب العربية شعوراً بحجم الإبادة والقتل والدموية والمجازر التي يتعرض لها الشعب السوري على اعتبار أن هناك عدداً لا بأس به من العائلات التي تتوزع فروعها بين الأردن وسوريا في نفس جهة العمومة والقرابة في المناطق الشمالية للأردن وبالأخص مدينة الرمثا .

وتأزرت تصريحات جلالة الملك عبد الله الثاني مع حراك تركي فاعل في دعم الشعب السوري وتشديد العقوبات على النظام الأسدي ، لإنقاذ الشعب السوري من آلة القتل الهمجية القمعية من قبل النظام الاسدي الذي يقتل شعبه يومياً بدم بارد .

ومن وراء الكواليس هناك حراك حقوقي على أعلى المستويات ، يتضمن أدلة موثقة لجرائم العصابات الأسدية ضد الإنسانية في سوريا ، وتشكل كم هائل من القضايا الحقوقية ، إن فلت بشار الأسد وعصاباته من احدها ، لن يفلت من الأخرى ، إذ هي في الواقع منظومة قضايا حقوقية متنوعة متعددة ، يشكل عددها أكثر من عشرين قضية حقوقية موثقة من جهة الأدلة الدامغة ، وشهادات العيان ، سترفع أو رفعت إلى اعلى المستويات ؛ تشكل سقوط سياسي لبشار الأسد وقانونياً ، لايمكن للعالم دوليا وعربيا أن يتجاهلها ويقف مكتوف الأيدي تجاهها ، ويقال أنها ربما هي حركت قرارات الجامعة العربية الجريئة ضد بشار الأسد ، لأنه في المرحلة الحالية لا يمكن المراهنة على هذا النظام الساقط سياسيا وحقوقيا وعربيا ودوليا وإنسانياً ، ولا يمكن لأي احد الدفاع عن مجرم حرب مطلوب للمحكمة الجنائية العليا .

وتشهد الثورة السورية في أيامنا هذه مخاضاً دموياً عسيرة من قبل العصابات الاسدية مع حالة الإمداد الهائل من قبل حزب الله اللبناني الذي يعززه تصريحات “حسن نصر الله ” في الشحن العقائدي لعناصره تجاه استمرار عناصره بممارسة جرائم الحرب اللاانسانية في سوريا ، ومن جهة أخرى تشكل شيفرات تهديد مرسلة إلى عناصره المتوزعة في العالم اجمع ، للقيام باللازم تجاه كل من يدعم الثورة السورية أو يصرح بأي تصريح يشكل قوة سياسية للثورة السورية عربياً ودولياً وبالأخص دول الخليج العربي والأردن على وجه التحديد .

ويدخل في حلبة المعارك الضارية مع الشعب السوري الأعزل ” مقتضى الصدر” من خلال تعزيز المستوى الكمي والنوعي لميلشياته التي يعرف عنها شعار واحد أمام خصومها إما الموت قتلا أو الحياة مع الخصم قتالا وتدميرا ؛ حيث دخلت الأراضي السورية مؤخراً كماً هائلاً من الباصات التي تحمل عناصر من ميلشيات مقتضى الصدر بدون تأشيرات بأمر من قبل الإرهابي بشار الأسد ؛ للقيام بما عرف عنها من الأعمال الوحشية المقيتة ، سواء في قتل الأطفال وشويهم بعد القتل بدموية متفردة من نوعها أو اغتصاب النساء وتعذيبهن ، وتاريخه الأسود معروف في العراق من خلال حوادث جرائمه الدموية في العنف ضد المرأة العراقية حيث تم ربط النساء بالسيارات وجرهن في شوارع المحمودية وغيرها من المدن العراقية التي ذاقت الويلات من سلوكهم المشين الذي يقوم على مبدأ اجتثاث الخصم وسادية التعذيب من خلال القتل الدموي الوحشي ، هذا عدا عن القنص لكل من يرونه أمامهم ؛ وتقطيع الجثث إلى أوصال متفرقة ، وبقر البطون وقلع العيون وسلخ الجلد وحرق شعر الرأس واستخدام المياه الحارقة في تعذيب الخصم وإذابه جلده ، وملفاته في انتهاكات حقوق الإنسان معلومة للقاصي والداني في العراق ، وبسبب تخاذل منظمات حقوق الإنسان الدولية عن إنصاف الشعب العراقي ولمصالح دولية تم التكتم عن تلك الجرائم ضد الإنسانية وجعلها في طي النسيان ، ولكن كما أن مجزرة حماة في الثمانينات لم تنسى ، فإن جرائم التيار الصدري في العراق وسوريا لن تنسى ، ولن تمحى من ذاكرة العراقيين الشرفاء والشعب السوري اجمع .

وتستمر حالة الإمداد بالمؤونات من قبل المالكي في هذه الحرب الدموية ضد الشعب السوري الأبي بكل أنواع الإمداد التي تتطلبها دولة العصابات الاسدية ، فضلا عن الدعم السياسي ، على اعتبار أن دولة المالكي لمن لا يعلم ؛ إحدى محافظات إيران التي يحكمها جملة وتفصيلا ” خاميئني” بتعليماته السياسية والعسكرية ، وهي واقعة تنفيذياً تحت إمرة ” احمدي نجاد” الذي انفتقت ابتكارات غرفة عملياته في نهب خيرات العراق مؤخرا إلى سحب المياه العذبة من الأراضي العراقية إلى الأراضي الإيرانية واستبدالها بالميادة العادمة ” مياه الفضلات الإيرانية ، هذا عدا عن سرقة الميزانيات العراقية ، وتحريك فرق الموت من هنا وهناك في العراق عبر خلايا التفجير المتوحشة ؛ وتعذيب عناصر الحرس الثوري الإيراني المعتقلين العراقيين على الهوية في سجون المالكي الدموية ، فكيف للمالكي الذي هو عميل إيران بإمتياز أن يخالف أوامر أسياده في إيران التي وجهت له تعليماته بالدعم اللامحدود بالمؤونات وفرق الموت للعصابات الاسدية في جرائم إيران وعملائها في سوريا لدعم حكم دولة العصابات الاسدية من خلال إبادة للشعب السوري أطفالاً ونساءً ؛ كباراً وصغاراً ، وتدمير الشجر والحجر وكل ما يخطر ببالك وما لايخطر ببالك من موجودات الحياة .

وتشهد الكوادر القيادية الإيرانية الاستشارية في سوريا حالة استنفار وطوارئ في المجال الاستخباراتي في سوريا ، يمكن تحديد مهامها في الأتي :

•                    توزيع رشاشات صغيرة الحجم ؛ لها خصوصيتها بسبب سهولة إخفائها تحت الثياب ،على فرقة أمنية أسست لغاية حفظ النظام كما تدعي تلك العصابات المجرمة ، تتضمن عناصر إيرانية استشارية وعناصر من المخابرات السورية والشبيحة وحزب الله اللبناني ، حيث تظهر للعيان بأنها تحمل الهروات فقط لقمع المتظاهرين ، لغاية التغرير والتضليل على اللجان المقرر بعثها من قبل الجامعة العربية أو المنظمات الدولية ، بأن من يقمع المظاهرات هم مجرد فرقة من الشرطة السورية وتقمع المتظاهرين فقط بالهروات ، وأنها ليست مسلحة البتة .

•                    تجهيز عشرات الالاف من المعتقلين ووضعهم في عدد من المواقع المهمة استراتيجيا للعصابات الاسدية مثل المطارات العسكرية وغيرها كدروع بشرية في حالة الحظر الجوي والتدخل الدولي .

•                    توزيع ابر منشطة للجيش السوري المتآكل الذي فقد لياقته من جهة ، وبسبب ضغط العمليات الممارسة عليه من تكثيف العمل ليل نهار في القتل والدموية والوحشية المقيتة .

•                    تكثيف توزيع أجهزة متطورة لضبط الخلويات ، وضبط شبكات الانترنت ورصد ما فيها من معلومات ، ووضع أجهزة تجسس في البيوت عند مداهمتها ورصد ما فيها بعد فترة عند مداهمتها مرة أخرى لأخذ تلك الأجهزة ورصد مواقع الناشطين السياسيين .

•                    استخدام فرق من الأمن السوري، لكي يندسوا بين المتظاهرين بالملابس المدنية ، وليقوم باللازم من القتل والوحشية ، لتشويه سمعة المتظاهرين عند قدوم وفود عربية أو وفود دولية أخرى لتقييم الوضع في سوريا ؛ لغاية تقديم صورة بأن المتظاهرين مجموعة من المسلحين الذي يهددون الأمن الوطني السوري المزعوم .

•                    مواصلة جاهزية الطيران الحربي السوري الإيراني ودك الإحياء السكنية وتدميرها بالكامل مع سكانها جميعا في باب عمرو على وجه التحديد ، وقطع لكافة مقومات الحياة في حمص وغيرها من المدن السورية المنتفضة من الكهرباء والماء والخبز والحليب والمازوت والغاز خصوصا بعد قدوم فصل الشتاء .

•                    توجيه الأولوية في القتل الدموي من خلال العصي الكهربائية والقنابل المسمارية لطلبة المدارس والجامعات والسكنات الطلابية ، لما ظهر مؤخرا من بروز نشاطهم التظاهري السلمي كوقود هام للثورة السورية الحرة الأبية .

•                    إعطاء الأوامر الإيرانية لبقايا الجيش السوري المجيش عقائديا مع الشبيحة من مافيا المخدرات في سوريا وعملاء إيران سواء من حزب الله اللبناني أو جيش المهدي العراقي ؛ باستخدام كافة الأسلحة والغازات المحظورة دوليا ودك المدن على بكرة أبيها وبالأخص حمص على وجه التحديد وكافة المدن السورية المنكوبة في هذه المرحلة العسيرة على العصابات الاسدية ومن يدعمها من الاحتلال الإيراني الغاشم وعملائه في لبنان والعراق ، كسلوك انتقامي من الشعب السوري الأبي ، بعد بروز تحرك حقوقي قوي له خصوصيته في هذه الفترة يتوقع أن ينبثق عنه سقوط بشار الأسد قانونياً من خلال اعتباره دولياً مجرم حرب ، وضرورة سوقه للمحكمة الجنائية العليا .

•                    دخول العائلة الاسدية من جهة أقارب بشار الأسد فعلياً في المعارك الضارية في إبادة الشعب السوري من أبناء عمومته وأصهار العائلة الاسدية من كافة فروعها ، علماً بأن الأحداث السابقة كانت تشهد متابعة حثيثة من قبل ماهر الأسد ، ولكن في الآونة الأخيرة دخلت عناصر العائلة الاسدية في حربها المستميتة ضد الشعب السوري متآزرة مع التخطيط الإيراني في توزيع أماكنها الجغرافية في كافة المدن السورية ، وبروز رفعت الأسد مؤخراً من خلال خطة إيرانية معه ، لتشكيل فريق معارضة مزعومة لتولي السلطة بعد بشار الأسد ، حتى تبقى سوريا في قبضة العائلة الاسدية المستبدة للأبد ، وبذلك يتم الالتفاف على الثورة سوريا بتغرير وتضليل الرأي العام الدولي والعربي ، تحت شعارات حقن الدماء في سوريا وتجنيبها الحرب الطائفية والحقيقة التي تريدها إيران من ذلك كله هي حفظ مصالحها الإستراتيجية الإرهابية في سوريا .

وتبرز في الآونة الأخيرة تكتيكات إبداعية للتظاهر السلمي في الثورة السورية تتسم بدرجات عالية من التفرد والتنوع ، واستيعابها الجماهير بكافة أطيافها ، واتساع رقعتها الجغرافية ، لغاية إثارة الرأي العام للتضامن مع الثورة السورية ، ويمكن إدراجها على النحو الأتي :

•                    بروز حراك شبابي طلابي بكافة فئاته العمرية سواء في المدارس أو الجامعات وبالأخص في درعا .

•                    تشكل تجمعات تكافلية في كافة المدن السورية المنتفضة لغايات تحقيق أغراض التكافل الاجتماعي بكافة أنواعه وبالأخص في حمص وتحديداً فيما يخص متطلبات الوقود المفقودة مع قدوم فصل الشتاء .

•                    امتداد الرقعة الجغرافية لحراك الجيش السوري الحر المنشق في مجال حماية المظاهرات السلمية في كافة المدن المنتفضة .

•                    دخول حلب في التشكيلات التظاهرية من خلال عنوان عريض وهو التجمع عند الأقسام الأمنية للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين .

•                    تواتر انشقاقات جماعية لتشكيلات عسكرية متكاملة مع أسلحتها في كافة المدن السورية المنكوبة ، ستؤدي بالنهاية إلى انهيار الجيش السوري لا محالة .

•                    بروز تظاهرات في دمشق على وجه التحديد وبالقرب من منزل الرئيس الفاقد الشرعية بشار الأسد ، علماً بأن هناك تقارير دولية سربت معلومات بأنه يقيم هو والثلة الفاسدة التي تحيط به في الفنادق والملاهي الليلية ، حتى يتم الترفيه عن الضغوط النفسية التي يتعرض لها بشار الأسد من جراء الثورة السورية ، علماً بأن تلك التقارير أكدت بأنه يعاني من اكتئاب وأزمات نفسية شديدة للغاية ، وبحسب توصية المستشارين النفسيين له فإن أماكن الطرب والغناء والملاهي والفنادق العامرة بالسهرات تناسب نفسيته بأن تضفي عليه الهدوء المطلوب ، وأجهزة إيران الاستخباراتية والعسكرية تؤدي المطلوب من إبادة الشعب السوري وزيادة .

•                    بروز حراك للمعارضة السورية في مصر ، وهي أكثر التجمعات للمعارضة السورية في الخارج كفاءة وحيوية ونشاطاً في المجال الحقوقي والتظاهر السلمي الهادف ، وتضم عناصر مهمة في المجال السياسي والحقوقي ، واهم ما تميزت به تكتيكات المعارضة السورية في مصر هو خطها العريض في التظاهر في مجال في فضح الجرائم الإيرانية ودموية حزب الله اللبناني في سوريا ، وهنا أيضاً يمكن القول بأن هناك معارضين سوريين شرفاء في بريطانيا بدأوا في الآونة الأخيرة يتبنون تلك الخطوط العريضة في فضح إيران وحزب الله اللبناني والتيار الصدري ويصرحون بذلك إعلامياً حتى لا يكون هناك تكتم عن جرائم هذا الإرهاب الإيراني وعملائه في سوريا وعلى رأسهم المعارض السوري وحيد صقر ، علماً بأن القائد الروحي للثورة السورية منذ بدء انطلاقتها ومحرك الجماهير السورية في كافة المدن والقرى والأرياف والإحياء والتجمعات السكانية وطلبة المدارس والجامعات بلا منازع منذ بزوغ فجر الثورة السورية في بدء انطلاقتها وهو الشيخ “عدنان عرعور” قد ابرز حقيقة الخطر الإيراني في إرهابه في سوريا مع ثلة عملائه في لبنان والعراق من خلال أدلة موثقة في برنامجه ” ماذا يريد الشعب السوري” في بدء انطلاقة الثورة في قناة “وصال” الفضائية ، وبرنامجه ” الثورة السورية حتى النصر” حالياً قي قناة “صفا وشدا “الفضائية ، فضلا عن أهمية هذه البرامج التي يقدمها الشيخ عدنان عرعور في تحقيق الوحدة بين كافة طوائف الشعب السوري وتقديم الضمانات لهم بمجتمع امن متكافل يتحقق فيه السلم الأهلي والتعايش البناء بين أفراد الشعب الواحد ؛ في ظل قضاء نزية ومحاكمات عادلة ، بالرغم من جهود المخابرات الإيرانية والسورية في التشويش على شخصية الشيخ “عدنان عرعور” وتشويه سمعته إعلامياً بفبركة فيديوهات مزورة أو تقارير استخباراتية كاذبة لإفقاد الجماهير الثقة به وببرامجه الإعلامية في دعم الثورة السورية على اعتبار الكاريزما الجماهيرية الشعبية الهائلة التي يتمتع بها الشيخ ” عدنان عرعور ” عند كافة أطياف المجتمع السوري ، و يأتمر بكلمته في التظاهر السلمي من منطلق الثقة والمصداقية ، فضلا عن استجابته لنداءاته بوحدة الصف السوري الواحد ، وتلك حقيقة دامغة ، تؤكدها استطلاعات الرأي في الداخل السوري لك أن تصدقها ولك أن ترفضها ، ولكن رفضك لها لا يلغي كونها حقيقة عند الشعب السوري في الداخل بأنه يعتبر الشيخ “عدنان عرعور” القائد الروحي للثورة السورية ، ولا يمكن لأي محلل سياسي واستراتيجي للثورة السورية ومقيم لمساراتها الحالية والمستقبلية أن يتجاهل مثل هذه الشخصية القيادية الفاعلة في مسار وتوجيه الثورة السورية نحو أهدافها العالية في الحرية والكرامة .

•                    ظهور تيار شيعي عربي معتدل ، يرفض إرهاب إيران وثلة عملائها سواء في لبنان وغيرها ، وبدأت انطلاقته من خلال استضافة قناة “بردى” لإحدى شخصياته ، لاعتبار أن تلك التيارات المتشددة التي تقودها إيران لا تعبر عن نهج التيار الشيعي المعتدل في العالم العربي ، وان هناك من أحرار الشيعة العرب وعقلائهم المعتدلين من يرفضون هذا النهج الإيراني المتشدد وإرهابه في سوريا ، وبالأخص من بعض علماء الشيعة العراقيين المقيمين في الأردن .

•                    بروز تصريحات إعلامية للمعارضين السوريين في الخارج وعلى رأسهم البرلماني السوري السابق مأمون الحمصي إذ صرح بأن عدد الشهداء في سوريا هو أكثر من عشرين ألف شهيد ؛ وليس كما قدم المرصد السوري لحقوق الإنسان التي يعتبرها مأمون الحمصي بأنها عميلة للنظام ، والتي رصدت العدد بأنه 3000 واعتمدته الأمم المتحدة .

•                    هناك مسافة في التنوع والتفرد والإبداع الثوري في التظاهر السلمي والتأثير على الرأي العام العربي والدولي ، بين حراك الداخل السوري في كافة أطيافه التظاهرية المتنوعة ؛ وبين حراك المجلس الوطني الموحد، الذي يتسم بالتقزم في حراكه السياسي والدبلوماسي الهزيل وتصريحاته المنزوعة الدسم من العملية والقوة السياسية وحسن التخطيط ؛ والاستشراف المستقبلي ، لأنه يضيع أوقاته وأوراقه في مسارات مترهلة لا تسمن ولا تغني من جوع ، مثل حراكه الاستعراضي إلى روسيا ، وغير ذلك ، يجعلك تؤكد أن هذا المجلس الوطني السوري الموحد يتعامل مع الثورة السورية ليس بإعتباره ورقة انتقالية تخطط لمستقبل سوريا ما بعد الثورة ، بل كشكل استعراضي إعلامي ، تحت شعارات الدبلوماسية المترهلة التي يعتمدها هذا المجلس ؛ فبعض رموز هذا المجلس الوطني يتقن الاستعراضات الإعلامية أمام الكاميرات والصحفيين والشاشات ، ولا يتقن فنيات الداخل السوري في الإعلام الشعبي الذي نال إعجاب العالم اجمع على بساطة أدواته ، وقدرات المتظاهرين التأثيرية في تأجيج الرأي العام على بساطة ما يملكون من لافتات وشعارات أو تفانيهم في خدمة الثورة السورية بعيدا عن الألقاب الرنانة وعقدة الأنا ، فتوقعاتي انه بعد حسم الثورة السورية بأن هذا المجلس سيسقط فوراً كهيئة سياسية – وليس كشخصيات سياسية معارضة لان منهم المخلصين والصادقين في تفانيهم لخدمة الشعب السوري ودعم الثورة السورية بكافة الإمكانيات المتاحة – لأنه لن يكون بمستوى إبداعية وعلو همة الثورة السورية الأبية وسيكون هناك هيئة سياسية أخرى فاعلة بحراك نشط وثاب تليق بالثورة السورية بعلو قامتها ومكتسباتها الحرة الأبية ومتطلباتها المستقبلية الاستشرافية .

ويستخلص مما سبق أن الثورة السورية في تألق سلمي ، رغم الجراح ، وفي دعم سياسي عربي ودولي متواتر ، وتكتيكات عسكرية متميزة نوعية للجيش السوري الحر المنشق ، والأبرز في المرحلة القادمة الحراك الحقوقي الذي يراهن عليه في خلخلة النظام الاسدي ، في دائرته الإيرانية ، في تصاعدات حقوقية ستؤدي به لا محالة إلى السقوط السياسي ، فضلا عن التحركات العربية والدولية التي لم يحسم أمرها بعد بتحديد شكل الحماية الدولية للشعب السوري الأعزل ، ولا خلاف أن الأيام القادمة تحمل في جعبتها عناوين مهمة من أبرزها سوريا ما بعد الثورة أمال وتطلعات ، وتصبحون على حرية ووطن .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى