صفحات المستقبل

الثورة بين مطرقة المجلس وسندان المبادرة

 

 خالد أبو صلاح

قد لايخفى على أحد الصراع في أروقة المجلس الوطني وكتله الرئيسة على التمثيل والمحاصصة ,وهذا كله على حساب التمثيل الميداني لقوى الثورة وحراكها ,لا بل أيضاً على حساب أصوات المستقلين الذين انضووا فيه ،وهذا أحد أهم أسباب فشله الذريع لأن يكون ممثلا حقيقيا لقوى الثورة ,فجميع من ينضوي فيه وبالتحديد الكتل الرئيسة

, تنظر وتتطلع الى استلام زمام الامور في البلاد لانها ترى ان الاسد سقط والآن هو موعد القطاف لهذا تتصرف بهذا المنطق الحزبي البحت ,ولو انها تجاوزت هذه المعضلة لنجحت وأنجحت المجلس بعد كل هذه التضحيات التي يقدمها السوريون .

هذا أحد اهم أسباب فشل هذا الجسم ,ويؤخذ بعين الاعتبار كذلك سبب لايقل أهمية عن الأول وهو: قطع الإمداد اللوجستي عن هذا الجسم من قبل “الدول الداعمة للثورة”والذي هو شريان حياة لأي مجلس او هيئة تريد بعض الشرعية من شارع منتفض بحاجة لكل وسائل الدعم .

ولسنا في صدد مناقشة أسباب قطع الدعم عن المجلس فكل له وجهة نظر ،ولكني لست ممن يؤيدون فكرة أنه حافظ على سقف الثورة السياسي لأننا لم ننسى بعد مواقفه القديمة والتي خسر بسببها الحاضن الشعبي وبعد خسرانه للشارع -الذي كان ينظر اليه المجلس عبارة عن مجموعة أولاد لا يعرفون أبجدية العمل السياسي -خسر كذلك من كان يمنيه بالدعم والاعتراف به كممثل شرعي ووحيد للثورة وعليه فإنه لم يكسب لا العير ولا النفير وعاد صفر اليدين من كل شيء إلا من وهم أنه صاحب السلطة المطلقة في البلاد الان وبعد سقوط النظام .

واليوم هو يجتمع في الدوحة من اجل إعادة الهيكلة بعد ان فشل بالتوسعة لانه لم يجد فندقا يتسع ل ٦٠٠ او ٧٠٠ عضو يكونون ديكورا جديدا لكتله الاساسية المهيمنة على كل مافيه ..

هل سينج في امتحانه الاخير هذا هو السؤال ؟؟لست من المتشائمين أبدا ولكن بعد جلسات عديدة مع المتنفذين فيه استنتجت الآتي :

بأن التغيير على صعيد المكتب التنفيذي سيكون ٣٠ بالمئة ولن يتم الا تغيير بعض هذه الوجوه لتصعد مكانها وجوه جديدة من نفس الكتل تتابع نفس السياسة القديمة .

التغيير على مستوى الأمانة العامة سيكون من ٤٠الى ٥٠ بالمئة وأعتقد هذا التغيير عبارة عن اضافة أشخاص وليس إقالة قديمين عبارة عن جثث هامدة امام تسلط المكتب التنفيذي .

هذا فيما يخص مطرقة المجلس أما سندان المبادرة فهو ربما أشد وأقسى اذا استمرت كما هي .

فالمبادرة اليوم كما طرحت بحاجة الى الكثير الكثير من الامور الهامة ليكتب لها النجاح وحتى لاتكون عبئا جديدا على السوريين وسأوضح هذا بعدد من النقاط :

١-الحوار مع النظام وهو عنوان عريض ترفعه بعض القوى التي لها ممثلين في المبادرة وهذا خط احمر لايمكن تجاوزه وعليه يجب ان يكون هناك بند واضح في بيانها التأسيسي بأنه لا ذهاب للحوار مع هذا النظام ولا مع فلوله التي ولغت بالدماء مع نسف نظرية انه يوجد في صفوفه عدد كبير من” الشرفاء” .

٢-وثائق القاهرة لاتكون مرجعية لهذه المبادرة وإن كان ولا بد منها, فيؤخذ منها البندان الاول والثاني فقط واللذان ينصان على إسقاط النظام ودعم الجيش الحر .

“مع التأكيد على أن كل الوثائق القديمة والجديدة هي عبارة عن وثائق مؤقتة لمرحلة مؤقتة ولايبنى عليها اي شيء في المستقبل بل يستفاد منها ويستأنس بها” .

٣-موضوع التمثيل في هذه المبادرة :

يكون التمثيل الأكبرر لقوى الحراك الثوري ومجالس المحافظات,فهل من المعقول ان تمنح المجالس المحلية للمحافظات مجتمعة ١٤ مقعدا في حين تمنح الأحزاب القومية واليسارية “هيئة التنسيق”خمسة مقاعد اي بحجم حصة حلب ودير الزور وادلب وحماة وحمص ؟؟؟!!!!!ونحن نعرف جيدا حجم وقوة هذه الأحزاب على الارض .

اما مايخص ممثلي المجلس الوطني في المبادرة ال١٥أو ربما ال22 فمن هم هل سيأتون لنا بالمكتب التنفيذي كما هو على هذه المبادرة ليقود فشلا جديدا بعد فشله القديم !!!

وفيما يخص الاعضاء الذين سيختارهم المجلس عن الحراك الثوري من ضمن 15 المقريين له فيجب ان يكون هناك توافق عليهم في المدن التي يمثلونها .

وتمنح كذلك المحافظات الكبرى مقعدين على حساب بعض الحركات التي تم تسميتها والتي لم نسمع بها -بسبب قلة معلوماتنا-ونقصد بالمدن الكبرى التالي ” حلب،ادلب،دير الزور،حماة،حمص،اللاذقية،دمشق،درعا” .

٤-نريد ضمانات حقيقية من الدول العظمى والعربية والاقليمية بأنه لا طلبات جديدة لتوحيد المعارضة والعزف على هذا الوتر حتى يبرروا تقاعسهم عن دعم السوريين فهم يعلمون بأن اعظم هيئة لايمكنها ان تمثل كل قوى المعارضة .

٥-أن يكون هناك اعترافا حقيقيا حالما تنجح هذه المبادرة وفق الشروط التي وضعناها اعترافا من كل المحيط العربي والدولي وتقديم كل ما يلزم لإسقاط النظام ودعم الشعب السوري ابتداءا من الدعم الإنساني وليس انتهاءا بالدعم العسكري مع ضمان عدم التدخل العسكري البري على أرض بلدنا الحبيب .

وعلى هذا فنحن اليوم بين مطرقة وسندان ممكن ان يتحول هذا السندان الى سيف يقاوم فيه السوريون عدوهم المجرم وممكن ان يبقى سندان يسحن تضحيات أبنائهم ويرميها في مهب الريح .

6-11-2012

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى