صفحات الناس

الثورة في حمص – سورية : هل هؤلاء هم الأكثر شجاعة على وجه الأرض ؟!

ترجمة : سنديان الثورة

تقع مدينة حمص في وسط سورية , وكانت قد تأسست في الحقبة الرومانية , وقد ذكرت في الكتاب المقدس تحت اسم زوبه , وهي تعد واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم , ولكنها لن تبقى كذلك بعد الهجوم البربري الذي يشنه عليها بشار الأسد .

يتجاهل العالم معاناة سكان حمص , وكذلك الآخرون الذين يهتفون لبشار الأسد , ورغم ذلك فإنهم لا زالوا يملكون الشجاعة لخروج والتظاهر عقب صلاة الجمعة .

وفي هذه الأثناء , تقوم الصحافة البرجوازية , بمحاولة نشر الانهزامية من خلال الترويج بأن حمص سوف تسقط خلال أيام , تماما كما فعلوا قبل سقوط القصير ب 17 يوما . وبخصوص داعمي المقاومة في حمص , فإن صحيفة التايمز اللندنية نشرت هذا العنوان المزعج صباح اليوم :

الثوار السوريون يستعدون للتخلي عن حمص :

نيكولاس بلاندفورد

ستسقط المناطق المتبقية تحت سيطرة المعارضة السورية في قبضة الجيش السوري النظامي خلال أيام , وذلك بعد أن قررت قوات المعارضة التضحية بثالث أكبر المدن السورية لمصلحة نظام الأسد . حسب تسريبات من الديبلوماسيين و مصادر في المعارضة . سيمثل سقوط حمص نصرا استراتيجيا و إعلاميا لنظام الأسد , يعزز قبضته على الطريق الواصل بين دمشق وساحل المتوسط , أما مقاتلي المعارضة فمن الواضح أنهم قرروا التخلي عن حمص , وتعزيز سيطرتهم على مناطق أخرى مهمة في الشمال وحول دمشق .

ولكن صحيفة EAWorldView تقول أن ذلك لن يحدث وفقا لمصادر من النشطاء السوريين , برغم أن المقاومين في حمص لن يصمدوا إلى مالا نهاية دون دعم .

أخبار سقوط حمص سابقة لأوانها :

إن الأخبار التي تتحدث أن حمص على وشك السقوط بيد نظام الأسد هي أخبار سابقة لأوانها , حسب مصادر من الداخل السوري . ففي يوم الخميس قالت صحيفة التايمز أنه وفقا لمصادر ديبلوماسية لم تحددها ووفقا لمصادر من المعارضة السورية , أن المدينة على وشك السقوط في قبضة نظام الأسد و أن مقاتلي المعارضة يحضرون للتضحية بالمدينة لصالح نظام الأسد .

ولكن مصادرنا الموثوقة تقول أن حمص لن تسقط اليوم أو غدا , مع ملاحظة المعنويات العالية لقوات الجيش السوري الحر في المدينة في مقابل الخسائر الكبيرة التي يتكبدها النظام بالرغم من ضرباته المكثفة . وعلى الرغم من ذلك فإن مصدرنا يؤكد أن الوضع على الأرض سريع التبدل مع احتدام المعارك . حيث يقول المصدر : ” أتلقى إشارات مختلفة من حمص , وليس من الممكن دائما التمييز بين العواطف و التفاؤل من جهة وبين النجاحات الحقيقية على الجبهات , الوضع غير مستقر بشكل كبير , وفي أغلب نقاط الهجوم فإن الجيش الحر لا يزال يحتفظ بمواقعه , ولكن هناك خسارة لبعض المناطق “

ويضيف المصدر أن حي الخالدية , هو أحد المناطق التي خسر فيها الجيش الحر مواقع , حيث تسعى قوات الأسد المدعومة من مقاتلي حزب الله إلى السيطرة على مسجد خالد بن الوليد مهما كلف الأمر . ” ليس هناك جبهات ثابتة ” يقول المصدر , والسيطرة على أجزاء متنوعة من المدينة تتغير بين ساعة وأخرى , المشكلة الأخرى التي يواجهها الثوار , هي النقص في عدد المقاتلين في المدينة , بالإضافة إلى النقص في إمدادات الطعام والذخيرة , نظرا لتقطع خطوط الإمداد بفعل المعارك الشرسة في الأيام الماضية .

ينهي المصدر حديثه بالقول : ” الحقيقة هي أن الناس في حمص لا يمكنهم القتال إلى الأبد دون مساعدة , وفي الوقت الراهن ليس هناك مساعدة ذات أهمية تلوح في الأفق . “

في هذه الأثناء عرض تلفزيون ITV شهادة لأبي الفداء وهو مقاتل في حي الخالدية قال فيه أن الثوار لا يجهزون للتضحية بالمدينة , ويضيف : ” لا يمكن وصف هذا الحصار الأخير سوى بالجنون والهستريا , إنهم يمطروننا بعدد كبير من الصواريخ لدرجة أننا نسمعهم يتفجرون مع بعضهم البعض عند سقوطهم على الأرض , لقد أجبرنا على نقل ما يقارب ال 800 عائلة إلى حي آخر حفاظا على سلامتهم , الرجال هنا سيقاتلون حتى النهاية رغم النقص في إمدادات الذخيرة والسلاح , الوضع محبط الآن , ولكننا لن نسمح بسقوط حمص بين يدي النظام القاتل طالما اننا ما زلنا نتنفس “

لصحيفة التايمز كل الحق بالقول أنهم يعتقدون أن حمص ستسقط خلال أيام , ولكن إخبار العالم أن المقاتلين في حمص يقولون ذلك وأنهم يحضرون للتخلي عن المدينة , هو كذب صراح .

عندما تقوم صحيفة التايمز بذلك , فإنها لا تورده كرأي في افتتاحيتها عن الوضع العسكري , ولكنها تبث الأخبار الكاذبة في محاولة لدعم تيار الأسد وروسيا وإيران , بينما يتحدث الإعلام الغربي عن أن العقدة قد انحلت وأن الأسد يترنح !

إن الجريمة الأولى لوسائل الإعلام بأنها لا تركز على الصور ومقاطع الفيديو كالتي ذكرت سابقا , حتى في قناة الجزيرة الإنكليزية , ولكن صحيفة التايمز , تأخذ الموضوع إلى غايات أخرى عندما تقول :

” الثوار يقررون التخلي عن ثالث أكبر مدينة في سورية لصالح نظام الأسد “

والإعلان عن سقوط حمص قبل سقوطها الفعلي , وأنا في الواقع لست خريج الكلية الحربية لأستطيع الحكم , أي طرف يستفيد من هذه الجهود الإعلامية .

النكتة أن هناك الكثير من اليساريين البسطاء يعتقدون أن الإعلام الغربي يدعم الثورة السورية , كما أنني أظن أنهم سوف يجادلون أن كذبة التايمز الدعائية , هي حقيقة رغم أن تلك الصحيفة تمثل البرجوازية بكل معنى الكلمة .

وإني أجد الأمرين , ممتعا وساخرا .

رابط المقال الأصلي :

http://claysbeach.blogspot.com/2013/07/protest-in-homs-syria-are-these-bravest.html

المصدر : مدونة Linux Beach  / http://claysbeach.blogspot.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى