زين ابراهيمصفحات سورية

الخطة (ب) للشعب السوري


زين ابراهيم

اعذروي كلماتي فقد تكون مؤذية لعدد كبير منكم ومرفوضة لما تحملها من أفكار

سئلت قبل وقت طويل في جلسات لبعض الأصدقاء عما أعتقده شخصيا لمآلات الانتفاضة السورية وكانت وقتها كل المدن السورية تقريبا منتفضة ومن خلال التواصل مع عدد كبير من السوريين في الداخل وفي الاغتراب بات جليا أن كلا الطرفين الشعب والنظام قد نجحا في حشد القوى التي كان متوقعا تحشدها أصلا في صف كل منهما ولا داعي في أن أطيل شرح ما شرحه الآخرون في استفاضة ويوميا تتآكل جبهة النظام وتضعف ولكن ليس إلى الحد الذي تجبره على السقوط نهائيا وهنا لا تزال الصورة ضبابية تماما فيما يخص المواقف الدولية

فليس واضحا ما يمكن أن تؤول إليه الأمور في ظل مشهد كهذا وفي ظل تصارع قوى وإرادات مختلفة أولها إرادة الصراع بين الشعب والنظام وليس آخرها إرادات قوى اقليمية ودولية وطائفية .

سينحاز التجار إن آجلا أو عاجلا لمنطقهم البسيط في الربح والخسارة وكذا القلة العاقلة من الطائفة العلوية وباقي الأقليات  وهذا سوف يسرع السقوط بلا شك   ؛ ولكن عفوا هل نحن متسرعين قليلا في حكمنا هذا ؟

لا أعتقد أن العقل الأمني المشرف على النظام في سورية غير منتبه لهذا الأمر ولم يدرس احتمالاته وبالرغم من حالة الارتباك التي تعصف به نتيجة الصمود الاسطوري لشعبنا البطل .

وأنا شخصيا أعتقد جازما أن النظام يدرك حجم مشكلاته البنيوية في الاقتصاد والسياسة والتنمية وهنا يمكنني تذكر حديث بشار الأسد لبعض ضيوفه الأجانب  حين عبر عن قلقه من التزايد السكاني السريع والمخيف للسكان قبل الثورة بشهور طويلة

إذا أين تكمن الاستراتيجية في عقل النظام الأمني ؟

الحل الأمني هو الوحيد الممكن عمليا في ذهن النظام  وهو الذي سيمنع السقوط بنظره أو يؤخره  وأي حديث آخر هو إضاعة للوقت وهو الحل الذي قد يضمن حلولا أخرى  لمشكلته يرفضها عقلنا ومنطقنا .

لم نستشر نحن السوريون أحدا في ثورتنا ولكن عفوا لماذا  الآن صارت الثورة السورية الآن  مشكلة للعالم شرقه وغربه ؟

لا تحدثوني بمنطق الأخلاق فالعالم بصورته الحالية أبعد ما يكون عن هكذا منطق ؟

أنتم لم تأخذوا رأينا ؟ فلماذا نساعدكم ؟

ويمكنني قراءة هذا الخطاب في سلوك قوى إقليمية وعربية ودولية .

لربما كان حديث وليد المعلم سقطة كلام فحسب “لا أحد مهتم بالتدخل العسكري في سورية لأننا لانملك نفطا”

ولكنها توحي بالكثير الكثير من طريقة التفكير السائدة داخل العقل الأمني

حسنا سنقمعهم بالحديد والنار وإذا فشلنا وهنا لانعتقد أننا سنفشل تماما لا بد من الانتقال للخطة ( ب).

هل  يدفع أحدهم فاتورة اسقاط النظام في سورية ؟ قد يقول قائل ربما تدفعها دول الخليج العربي ؟ إذا لماذا تؤخر هذه الدول السقوط ؟

ماذا لو تشجع البعض مدفوعا بحسابات خاصة على اسقاط النظام ؟

حسنا ماهو السيناريو ؟

 تركيا والاردن يدعمان قوى سورية على الأرض وبتمويل خليجي لاسقاط النظام ؟ سيناريو قد يكون ممكن التطبيق ولكن هنا وقد تقولون أنه متشائم أو ربما هو طائفي يتكلم من منطلق انتمائه للطائفة العلوية

عفوا ولكن لماذا تتجاهلون إرادة الآخر على الأرض وإمكانياته ؟ من أقصد بالآخر ؟

أقصد به النظام السوري بكل القوى التي تقف ورائه من طائفة ومن قوى اقليمية ودولية

هل سنشهد يوغسلافيا أخرى وصربيا أخرى .

 ليست  يوغسلافيا كسورية ولكن من قال أن من خطط ودعم سايكس بيكو لن يدعم أخرى جديدة على الأرض وليكن هناك لبنان أخر شمال هذا اللبنان الحالي تسكنه غالبية علوية ومسيحية وتتوضح معالمه النهائية جغرافيا وبشريا  تبعا لصراع هذه القوى على الأرض

من قال أننا نجادل في امكانية هكذا كيان للحياة ولكن أيضا أقول اعذروني فلبنان بصيغته الحالية وإن كانت أقرب للمريض موجود منذ مايقرب من سبعين عاما .ولم تستطع جهود السوريين واللبنانيين في عودة الوحدة جغرافيا بل وحتى نفسيا  ولم يسأل اللبنانيون أنفسهم مثلا لماذا طالبوا بالانفصال عن سورية وماهي الخصوصية التي تميزهم عن باقي السوريين وعموم أهل بلاد الشام ؟ هل سيعيد بعض السوريون نفس المأساة ؟

هل نكذب حين نقول أن الكثيرمن اللبنانيون يعتبرون  أن لديهم خصوصية ما ، تجعلهم يحسون بأنهم  أرقى من باقي شعوب بلاد الشام ؟

ولما نهتم نحن وهنا أتكلم بلسان قوى عظمى بهذا البلد ليذهب السوريون إلى الجحيم ولتقسم بلادهم ماداموا لايستطيعون العيش معا هذه ليست مشكلتنا في العالم “الحر” فلدينا من المشاكل والهموم أكبر بكثير من بلد تسكنه جميع أقليات العالم

لنتوقف عن الخداع فهذا بالضبط ما يبعدنا عن تخيل أبعاد المشكلة في سورية وأنا هنا أطرح هذا كسؤال أضعه أمام جميع السوريين وأتمنى أن نساعد بعضنا في إيجاد حلول مناسبة فأنا لا أدعي أنني أملك ولو جزءا من الحقيقة  ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى