صفحات الحوار

الدكتور عبد العزيز الخير : النظام الحاكم يريد شهود زور ولا يريد التغير


كشف الدكتور عبد العزيز الخير ان الدعوة الرسمية التي أرسلت الى هيئة التنسيق الوطنية للمشاركة في لجنة أعداد الدستور لم تكن سوا رغبة من النظام ان تكون الهيئة شاهد زور لتعطي اللجنة تلوينا وطنيا مقبولا لدى السوريين, دون ان يكون لها أمكانية التأثير الفعلي نظرا لقلة العدد المشارك في اللجنة من جهة ولحشد أنصار النظام وأزلامه في اللجنة المحددة من جهة ثانية.

كما قلل الدكتور الخير نتائج الاستفتاء على مشروع الدستور السوري لانه اعد بطريقة تقليدية درج عليها النظام الحاكم خلال أربعين عاما في أعداد الوثائق الأساسية للدولة ولنظام الحكم على حد وصفه.

وللحديث عن نتائج الاستفتاء وموقف الهيئة منها, نشرة كلنا شركاء أجرت لقاءا مع الدكتور عبد العزيز الخير رئيس اللجنة الإعلامية لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغير الديمقراطي المعارضة.

أجرى اللقاء كمال شيخو- كلنا شركاء

كلنا شركاء: قاطعت المعارضة في سوريا مشروع الدستور, ودعت السوريين الى مقاطعة الاستفتاء, ما هي الأسباب لهذه المقاطعة؟

الدكتور الخير: أولا: هذا الاستفتاء على مشروع الدستور اعد بطريقة تقليدية التي درج عليها النظام الحاكم خلال أربعين عاما في أعداد الوثائق الأساسية للدولة ولنظام الحكم, وهو تأكيد جديد على ان هذا النظام لا يتغير ويرفض ان يغير شيء ويرفض ان يصلح نفسه. لقد اعد هذا الدستور بالطريقة نفسها التي عمل بها النظام خلال كل هذه العقود من حكمه, والتي قدم الشعب السوري ألاف الشهداء وعشرات ألاف من السجناء وآلاف من الجرحى والنازحين من العام الماضي المنصرم, لكي يتخلص من هذه العقلية ويتجاوزها. اليوم وبعد نتيجة الاستفتاء والتي كانت 89% يجدد النظام الدلالة على انه يتبع الأساليب نفسها لكي يقول انه لم يتعلم شيئا. ثانيا: المفروض لو كان النظام لديه أدنى أمكانية لإصلاح نفسه ويهتم بأعداد وثيقة للدستور كان عليه التعامل مع كل ألوان الطيف السياسي في البلاد, وكان من المفروض ان تطرح هذه الوثيقة على الرأي العام لفترة كافية وان تنظم أوسع الندوات والحوارات وسماع المقترحات وتوعية الشعب لكل بند من بنوده وإتاحة الفرصة للتعديلات وإيجاد البدائل. ثالثا: كان من المفروض ان يجري الاستفتاء في أجواء تضمن للناس حرية التعبير حقا بشفافية وقبل النظام الرقابة الحقيقة والمخلصة على آليات التصويت. طبعا كل هذا غير محقق ويجري بالطريقة المتكلسة لسلطة استبدادية لكل ذلك رفضنا ونرفض كل فكرة أعداد مشروع دستور بهذه الطريقة ورفضنا ونرفض دعوة  المشاركة في الاستفتاء لذلك قاطعنا الاستفتاء ودعونا جماهيرنا المقاطعة أيضا.

كلنا شركاء: ولكن أرسلت لهيئة التنسيق الوطنية دعوة رسمية المشاركة في لجنة أعداد الدستور؟

الدكتور الخير: بدية أريد التوضيح ان دعوة النظام في لجنة أعداد الدستور كانت لأفراد في هيئة التنسيق, ولم تكن لهيئة التنسيق كجهة سياسية, وكانت شبيهة بدعوته لما سماه بالحوار الوطني. فالنظام الحاكم يريد شهود زور ليعطي اللجنة تلوينا وطنيا مقبولا لدى السوريين, دون ان يكون لهم أمكانية التأثير الفعلي نظرا لقلة العدد من جهة ولحشد أنصار النظام وأزلامه في اللجنة المحددة من جهة ثانية. نحن نرفض ان نكون شهود زور ولن نقبل ان نكون ديكور في اي علمية كما هي الحال لدى جبهة النظام. فمن الطبيعي والحكمة ان نرفض تلك الشروط ونحن لانريد بالأصل ان نشارك بمعزل عن كل أطياف المعارضة السورية التي نحرص ان يكون موقفنا موحد تجاه كل هذه القضايا؛ وان نتشارك جميعا في صناعة مستقبل سوريا, نحن لا نبحث عن حصة خاصة لنفسا نحن نريد تغيير في بينة النظام وفي آليات عمله وبمشاركة كل القوى التي ترغب هذا التغيير.

كلنا شركاء: عقدت هيئة التنسيق الوطنية مؤخرا عدة لقاءات رسمية مع الدول التي تساند النظام الحاكم في سوريا, منها الصين وايران, ولديكم نية لزيارة روسيا. ما نتائج تلك الزيارات وهل تعتقدون ان تلك الدول ستغير موقفها مع زيادة وتيرة العنف المفرط في سوريا؟

الدكتور الخير: نحن التقينا مع تلك الدول كما التقينا أيضا مع مختلف الدول التي تأخذ مواقف أخرى من النظام. هيئة التنسيق حريصة في علاقتها الخارجية بالاتصال بكافة دول العالم التي تستطيع الوصول أليها, من اجل خلق التأثيرات المطلوبة التي توفر فرص اكبر من اجل نجاح عملية التغير الديمقراطي في سوريا. في هذا السياق أتت زيارتنا الى كلا من ايران والصين ولاحقا الى روسيا, كلها تهدف الى الهدف نفسه وهو البحث عن العناصر التي تساعد في أنجاح التغير الديمقراطي والانتقال الى نظام برلماني تعددي تداولي. في هذا المجال لايجوز لنا ولا لغيرانا ان يستثني أحدا هذا خطأ منهجي في العلاقات السياسية والدبلوماسية نحن لا نستثني أحدا من كل دول العالم سوى إسرائيل, ونسعى الى علاقات مع كل الأطراف والقوى السياسية التي يمكن ان يكون لها تأثير في حل الازمة السورية, كما نحرص ان نوظف هذه التأثيرات في طريق أنجاح الثورة السورية.

من جانب اخر الدول تبحث عن مصالحها والاتصال معها يحدث التأكد من حقيقة هذه المصالح من جهة, وخلق قناعة لدى هذه الدول انه لضمان مصالحها عليها ان تقف الى جانب الشعب السوري وليس الى جانب النظام الذي ينتمي للماضي أكثر مما ينتمي الى المستقبل؛ نقول لتلك الدول وسنضل نقول لها ان مصلحتها تكمن بالانسجام مع تطلعات ورغبات الشعب السوري وليس مع رغبات ومصالح النظام الذي أصبح في موقع مناقض للشعب. هذه هي أهداف اتصالاتنا ونحن على ثقة ان الدول في النهاية ستلتزم بمصالحها واذا نجحت قوى المعارضة ويجب ان تنجح في أقناع تلك الدول ان مصالحها تكمن في نقل موقفها من موقف داعم ومساند للنظام الى موقف اخر على الأقل مستقل وحيادي ان لم يكن موقف داعم للشعب, فإذا نجحنا في ذلك فنكون قد حققنا خطوات داعمة للثورة السورية في تحقيق أهدافها.

كلنا شركاء: قاطعت هيئة التنسيق الوطنية مؤتمر أصدقاء سوريا الذي عقد في تونس الأسبوع الماضي, لماذا لم تحضروا هذا المؤتمر الذي وصفه البعض انه كان ناجحا في أنشاء تكتل دولي صديق للشعب السوري؟

الدكتور الخير: للتدقيق لم نقاطع مؤتمر أصدقاء سوريا من الناحية السياسية وكان وفدنا حاضرا في تونس وكان قرارنا المشاركة, الذي حصل هو ان وفد الهيئة الذي ظل متواجدا في العاصمة التونسية وحول المؤتمر قاطع جلسات أعمال المؤتمر, لسببين الأول: أخطاء ارتكبت في التعامل مع وفد الهيئة لا يمكن قبولها, ثانيا: ان مسودة مشروع البيان الختامي التي وزعت على المشاركين كان فيها نقاط مقررة مسبقا تحاول بعض الأطراف إملائها على المؤتمر وعلى سوريا وعلى المعارضة السورية بشكل خاص, وهو ما لم يمكن ان نقبل بها على الإطلاق. كانت مقاطعة الوفد للجلسات هي نوع من الاحتجاج والضغط الصارخ على القوى التي حاولت ان تفرض على المؤتمر ما لا يتناسب مع مصالح الشعب السورية كما نراها ومع مصالح الثورة السورية كما نراها وعلى مصالح المعارضة السورية كما نراها, نعتقد ان هذا قد لعب دورا في تصحيح عدد من النقاط وتصويبها.

كلنا شركاء: هل هناك رؤية أخرى او مقترحات ستقدمها هيئة التنسيق الوطنية في هذا الخصوص؟

الدكتور الخير: مازالت الهيئة ترى ان مبادرة الجامعة العربية الأخيرة هي الأرضية والإطار الصالح والمناسب لإنجاح الثورة السورية وإيصالها الى أهدافها بأقل الخسائر الممكنة وبأقل قدر من نزيف الدم لان الثورة السورية دفعت كثيرا الى الان وستدفع المزيد من الدماء لتحقيق أهدافها. مبادرة الجامعة العربية هو الإطار المناسب والمحتوى المناسب لتحقيق الانتقال الديمقراطي في سوريا بأقل الخسائر وفي الإطار الذي يحرص على دماء السوريين ونحن نفضل هذا الإطار على اي أطار أخر سواء كان دوليا ورسميا ومعترفا به مثل الأمم المتحدة؛ او ان كان غير رسمي وتسعى بعض الأطراف لبلورته كبديل عن الجامعة العربية والأمم المتحدة كما هو الحال لمؤتمر تونس الأخير.

كلنا شركاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى