صفحات سورية

الرد الوردي على الشاعر سعدي .. المخلوق الدبق برهان غليون يمثلني.


فادي عزام ‏

لم ألقَ في حياتي، البتّةَ، شخصاً في تفاهة برهان غليون

يفتتح الشاعر الكبير سعدي يوسف سليل زهير بن أبي سلمى  ” حوليّة هجائه ”  بوضع الدكتور برهان غليون على قائمة الشخصيات الأكثر تفاهة التي ألتقاها في حياته العارمة. ومثل كل شاعر يعتمد المادية التاريخية مرجعية صارمة لبنية عقله المنطقي التحليلي الفذ. يحدد إثباتات التفاهة بست حقائق دامغة. سنناقشها وفق مذهب المقاربة بين التافه والمُتفه. علنا نصل إلى حل ألغاز أعظم ما كتبه الشاعر عن التفاهة والتافهين منذ “ردح”  طويل من الزمن.

أوًّلاً: هو لا يعرفُ كيف يلبسُ

إذا أخذنا المعنى المجرد، عملنا بقول الجرجاني في نظرية النظم.

ترفض الفصل بين اللفظ والمعنى. يكون المقصود إن أناقة الدكتور غليون تؤكد الحد الاول من الحدود الستة للتفاهة اليوسفية.

وهنا ربما ارتداء الدكتور للجورب الأبيض على الحذاء الأسود أو البني . الذي يعتبر كارثة للأناقة في عواصم الأناقة. دليل لا يقبل الشك عن صحة هذا  الحد.

أما إذا اتخذنا من نظرية ابن جني في البلاغة في كتابه الخصائص

فيصبح. يلبس تعني يلتبس. وهنا نذهب إلى هذا المعنى المغامر في قلب الشاعر الثري لأننا لا نظن إن قميصه الأحمر وطوق الذهب في رقبته تعني أناقة يمكن للمرء أن يعول عليها. إلا كما يعول العبد على الطوق، أو”فرساتشي” على  خيش قبائل الرولى.

ثانياً: هو لا يعرفُ ما يضعُ فوق رأسه من غطاء

المنطق الشكلاني يحيلنا إلى حل أحجية الحد الثاني لإظهار تفاهة الدكتور برهان. والمقصود هنا بالطبع القبعة أو ما في حكمها، البيريه أو الشماغ، أو القلنسوة.

والمنطق السيمولوجي. وعلم السيمياء، يقودنا إن دلالة الشاعر الكبير في الحد الثاني. إن غليون العلماني. يرتدي فوق رأسه أي عقله، اللفة أو القلنسوة الإسلامية. بوضع عقله في خدمة أصحاب القلنسوات. والحقيقة المجردة. نجدها في كتاب الدكتور برهان غليون ” اغتيال العقل ” يجعلنا نحدق في قبعة الشاعر سعدي لنرى أنه وضعها في خدمة الأخر المناقض للتفاهة غليون. أي القاتل الصارم، الدكتاتور الواجم، الشاعر الثائر. غيفارا العرب. الشيوعي الأخير كما يحب أن يسمي نفسه. وللصدفة يلتقي بالضبط هنا سعدي مع أدونيس. وهو الذي سماه يوما النخاس السوري. في اتهام الجامع ويوم الجمعة.

على كل سندعو السوريين أن يشتروا نظارات من الماركة التي يستخدمها سعدي يوسف للقراءة علنا نستطيع أن نستبين نوع القبعة التي يرتديها برهان. حتى استوجب هذا السخط والاحتقار.

ثالثاً: هو لا يعرفُ موطئ قدمَيه.

طبعا الإحالة البلاغية للحد الثالث تجعلنا نتجمد أمام أكتشاف تنقشع منه أنوار الدهشة النحاسية، الدكتور برهان ينتعل غيمتين في قدميه أو يمخر عباب حقول الأرز الرطبة الغارقة في الوحل، يمشي بلا ثبات مهزوزا بالترنح يحيد عن طريق الثورات المفصلة في قواميس الحانات. فهو لذلك أستحق السخط والتتفيه من الشاعر المختص بقيافة وقص أثر التفاهة.

التفسير الشكلاني حسب الجرجاني. يقول إن الشاعر يتهم المفكر بالواقعية. وهو يخبص في مستنقعات الإسلاميين القادمين على جناح الثورات العربية الكاذبة.

رابعاً: هو يهرفُ بما لا يعرفُ

في الحد الرابع يصعب الشاعر علينا المهمة، ويطلق حكم قيمة نهائي، إن ما يخرج من فم برهان لا صحة به ولا برهان.

فالهرف في لسان العرب: مجاوزة القَدْر ( القيمة ) في الثناء والمديح والإطناب في ذلك حتى كأنه يهذر

وفي قاموس “العباب الزاخر” الهرف شبه الهذيان من الإعجاب بالشيء.

أما بما يعرف، تجعلنا نضع المجلدات التالية من مؤلفات الدكتور برهان لنر شبه الهذيان ومجاوزته لقدر” لقيمة ” العقل والديمقراطية والفكر والاقليات والدكتاتورية.

المسألة الطائفية ومشكلة الأقليات، ثقافة العولمة وعولمة الثقافة (سلسلة حوارات لقرن جديد

العرب وعالم ما بعد 11 أيلول/

النظام السياسي في الإسلام)

اغتيال العقل

/ مجتمع النخبة/

المأساة العربية: الدولة ضد الأمة

نقد السياسة: الدولة والدين

لنقف قليلا وبدون أي هرف. نحيل الشاعر إلى كتاب الدكتور مجتمع النخبة. ففيه حقا ما يفيد المفلس النخبوي وكيف يعمل عقله بشكل ” حركي حسي ” يعني كطفل لم يبلغ الرابعة بعد

 الحد الخامس الذي حدده الشاعر لإثبات تفاهة الدكتور برهان فعلا حد لم يسبقه إليه أحد.فهو يقول

خامساً: هو يشتغلُ مع الأجهزة الفرنسية منذ بدْءِ الكون

العجيب هو ربط العمل مع “الأجهزة” ودون تحديد أي نوع من الأجهزة هي. أكانت مخابرات أو أجهزة كهرباء، أجهزة تعليم وثقافة أو أجهزة ألكترونيات وخدمات عامة..إلخ

 أيّا يكون تستطيع مخيلة الشاعر الحسي الحركي أن تقضيف منذ بدء الكون وهو اكتشاف عجيب حقا جدير بالاهتمام مفاده – ليس به إن نوع من الهرف-   إن الاجهزة الفرنسية على مايبدو هي المسؤولة عن الأنفجار الكوني العظيم. والأهم إن الدكتور كان موجودا في الدقائق الثلاث الأولى من عمر الكون.. مما يعطيه خاصية فريدة تمنحه أن يكون سرمديا بامتياز مما يجعله أن يكون ” رئيس سوريا ” قليل عليه بل يجب ان يحكم السموات والارض.

سادساً: بعد بيانه الكاذب عن الديموقراطية، صار داعيةً للهمجيّة الإمبريالية الفرنسية

سارعت فعلا إلى الكتاب المذكور، ولدي نسخة الطبعة الرابعة منه عام 1986 الصادرة في بيروت عن مؤسسة الأبحاث العربية.

وطبعته الأولى في حزيران عام 1978. وجدت العبارة التالية جملة في مقدمة الصفحة الرابعة كتبها الدكتور برهان. تقول:

 ” منذ  أن صدر بيان من أجل الديمقراطية لم يخطر ببالي أن أعيد التفكير به، ورفضت مرارا أن أعيد النظر فيه لتوسيعه أو تطويره إيمانا مني بأنأهم ما الكتاب هو ما يحمله من بصمات حقبته وما يعكسه من تفكير صاحبه في وقت تأليفه, وإن عليه أن يتحمل مصيره كما هو إخفاقا أو نجاحا”

وحين واصلت القراءة فهمت سر وضع الحد السادس للإثبات تفاهة غليون .. وربطه بهذا الكتاب بالذات من قبل الثري الغني الشاعر الماهر الباهر سعدي  يوسف.

إننا أمام رجل يتحمل مسؤولية أخفاقه كما يتحمل مسؤولية أنجازه. وإن الكتاب الأول للدكتور برهان ..بيان من اجل الديمقراطية. هو الحجر الزاوية التي ستبنى عليه الديمقراطية العربية. فعلا.

وإن اتهام الكتاب بأنه المروج للهمجية الأمبريالية الفرنسية هو بالضبط ما يجعله كتابا فريدا من نوعه. لأنه فضح كيف أودت الشيوعية الهجينة والعلمانية المصطنعة إلى قتل الديمقراطية على حساب الهرف القومي، وقتل سمات الثورة الطبقية، والاستعمار الأمبريالية وعلاقته مع الاستعمار الوطني،كيف تتحول الأمة إلى شعب، وكيف يتحول الأنقلاب إلى ثورة.

سأشكر الشاعر سعدي طويلا لأنه جعلني أعيد قراءة هذا الكتاب واقتني كل ما خطه الدكتور برهان.  على امل أن أتزود من هذا التافه الدبق ببعض تفاهته.

من الحدود الستة يذهب سعدي إلى إثبات العمالة والنذالة والتفاهة عبر أقصوصة مكثفة

■ ■ ■

هذا المخلوق الدبِق، لم أجدْ أيّ معنىً في أن ألقاه، آنَ كنتُ في باريس مقيماً، أواخر الثمانينياتِ فأوائل التسعينيات

.

(قال لي مفتشٌ وطنيٌّ في الداخلية الفرنسية بعدما رفضتُ عرضه التعاونَ مع الأمن الفرنسيّ مقابل إقامتي في فرنسا: إن كل المثقفين العرب يتعاملون معي

).

أنا مستعدٌّ لذِكْرِ اسمه (أعني المفتش) حين الضرورة.

■ ■ ■

شرح مفردات الأقصوصة.

المخلوق:  لفظ يطلق على أي كائن حين غير معروف جنسه بالطبيعة، وهنا نعود إلى تاكيد سرمدية الدكتور برهان في عقل الشاعر الباهر.

دبق : رغبة بإثارة التقزز من المخلوق.. وغالبا ما تعطي نتائج عكسية وخاصة إنه ينطبق على الشاعر قول الشاعر . لسانك لا تذكر به عورة أمرء .. . وكيف إذا كانت العورة هنا.. دبق والدبق شيء يلتزق. يطلق على العسل الجيد وصف العسل الدبق حسب قاموس المحيط.

مفتش وطني في الداخلية: رجل مخابرات يشغل المخبرين.

بعد أن رفضت عرضه بالتعاون مع الأمن الفرنسي مقابل إقامتي في فرنسا.. ؟ تعجز المعاجم عن شرح هذه الجملة.

ولكن هل تعني إن الشاعر الغير قابل للاستعمال المخابراتي الفرنسي قد وافق  وافقت على عرض مفتش وطني في الامن البريطاني مثلا؟ حيث نال الشاعر الإقامة والجنسية لاحقا؟

والأهم في هذه الأمثولة البديعة العبقرية التي يسوقها سعدي. إنها تحمل في طياتها . وحسب المنهج السقراطي في الفهم العميق لبواطن الأشياء المضادة للتفاهة. نجد سعدي يصل بنا إلى الاستنتاج التالي.

كل مثقف عربي لديه إقامة في فرنسا عميل للأمن الفرنسي.

برهان غليون مثقف عربي مقيم في فرنسا

برهان غليون عميل للأمن الفرنسي.

 الثانية.

كل مثقف عربي لديه إقامة في فرنسا عميل للأمن الفرنسي.

سعدي يوسف رفض ان يكون عميلا للأمن الفرنسي.

 سعدي يوسف ليس مقيما في فرنسا.

الثالثة

كل مثقف عربي لديه إقامة في فرنسا عميل للأمن الفرنسي.

محمود درويش كان مقيما في فرنسا.

محمود درويش كان عميلا للامن الفرنسي.

طبعا يمكن تطبق كوجيتو سعدي يوسف على أكثر من 500 مثقف عربي يعيشون بفرنسا. ربما يجب عنهم صبحي حديدي يخبرنا كم كلفته الإقامة في فرنسا

نصل إلى الفقرة العجيبة الحسية التي شاهد فيها سعدي برهان للمرة الأولى والاخيرة في حياته الفانية. .

كيف حدثَ أن رأيتُ هذا المخلوقَ؟ كان ثمّة في سفارة جمهورية اليمن الديموقراطية، استقبالٌ

.

ذهبتُ إلى هناك مع محمود درويش (نحن شيوعيّان على أيّ حال

).

هناك انقضّ محمود درويش على برهان غليون

:

وَلَك

!

بَدّك تصير مستشار لعبّاسي مدَني؟ تلعثمَ الرئيس السوريّ برهان غليون…

■ ■ ■

حسب المنطق التاريخي إن الواقعة وقعت بين عامي 1970 -1990. وعناصرها هم أربعة

عباسي مدني  مؤسس الجبهة الأسلامية للأنقاذ في الجزائر.

ومحمود درويش الغاضب الذي يخاطب الدكتور غليون في سفارة اليمن الديمقراطي.  بلفظ

ولَك .. بدك تصير مستشار لعباسي مدني.

والدكتور برهان المتلعثم..

الله يرحمك يا ستي .. كانت تقول أكذب أثنين: شب تغرب .. وختيار ماتو ولاد جيلو.. ؟

 ولك يا سعدي .. اكاد اسمعها من قبر محمود درويش … ؟  ويلحقها  بالمثل الفلسطيني

البيت ضيّك  والحمار رفاص

 لنصل إلى لب الحكاية. فيتوهج سعدي وهو يعلن.

 برهان غليون، المحتقَر

صار أخيراً مستشاراً لعبّاسي مدني آخر.

عبّاسي مدني من سوريّا:

رُلى عربٌ قصورُهمُ الخيامُ

ومنزلهم حَماةٌ والشآم

 منازل حماة والشام تقول ما قال المتنبي..

لك يا منازل  في لاقلوب منازل.. حتى يصل إلى  البيت الذي يقول فيه.

إذا أتتني المذمة من ناقص ..

 العزيز سعدي والأعزاء في جريدة الأخبار العتيدة..

مادام للشعر منزلة

لابد والتذكيرك  وتذكير جريدة الأخبار بقول الحطيئة .

دع المكارم لا ترحل لبغيتها.. واقعد فانك انت الطاعم الكاسي

فادي عزام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى