برهان غليونصفحات سورية

الشعب السوري هو المنتصر

 


برهان غليون

بمحاصرته العسكرية للمدن وبطشه بأبناء سورية العزل لجأ النظام السوري إلى آخر أوراقه، من اجل ترويع الشعب وتأكيد أنه هو السيد الذي يملي ويقرر والشعب هو العبد الذي يتلقى ويقبل ولا مهرب له من الخضوع. لكنه وهو يفعل ذلك لم يعمل إلا على توريط نفسه أكثر والدخول في مأزقه الأخير. فهو قادر على قطع الماء والكهرباء عن المدن المحاصرة، وتجويع الرجال والنساء والأطفال وقطع الدواء عنهم، واعتقال من استطاع من الناس الأبرياء، لكنه لن يخيف أحدا، بل بالعكس إنه يكشف اكثر عن وجهه العاري، وجه العنف والبطش والقطيعة الكاملة عن شعبه، ويعيد تعبئة الجميع، بما في ذلك عناصر في حزبه ضد سياساته الجائرة. وبدل أن يعيد الشعب إلى أقفاصه وعبوديته، هو يذكره بشكل أكبر بأن مستقبله أصبح أكثر من أي وقت سابق رهين بالخلاص من نظام القهر والاضطهاد والتمييز والعنف المنفلت من عقاله. ومهما بلغت قوته لن يستطيع النظام المتهاوي أن يفرض سيطرته على سورية بالقوة العسكرية، والشعب الذي انتصر على خوفه ونجح في استعادة شعوره بحريته لن يتراجع أمام حملة اعتقالات عابرة، بينما سورية تحولت خلال عقود طويلة إلى سجن كبير لجميع أهلها، عن قضيته، وسوف يستمر في الانتفاضة والمقاومة حتى سقوط الطغيان.

لن ترهب السيطرة العسكرية أحدا، ولن يخيف تفتيش البيوت حتى الأطفال والأمهات. ولن ينجح النظام مهما أفرط في استخدام القوة في دفع الشبيبة السورية الباسلة إلى الانحراف عن سلمية ثورة الحرية، وعن وطنيتها العظيمة. لن ينجح في دفع احد في اتجاه الفتنة الطائفية. ومن يندفع نحوها لأي سبب يكون قد نقض عهده وخان ثورة شعبه وسقط في مخططات النظام، وصار جزءا منه وعميلا له، سواء أدرك ذلك أم لا. لا حرية من دون تجاوز كل أشكال الاضطهاد والتمييز والطائفية.

والرد الوحيد على مخططات النظام الذي يريد أن يقسم الشعب ويعطي المبادرة للعناصر المتطرفة هنا وهناك، بإخضاعه لعنف متواصل، حتى يظهر لحلفائه وللدول الغربية أنه سيطر على الموقف، وأن حربه كانت مشروعة لقطع الطريق على المؤامرة والفتنة، هو التمسك أكثر بسلمية الانتفاضة والتاكيد أكثر على اتحاد الشعب السوري وواحديته، والاصرار على كسر أكبر لجدار الخوف وقيود العبودية، وتنظيم مسيرات شعبية أضخم تعلن لأنصار النظام وللرأي العام الدولي أن الشعب السوري لن يتراجع قبل أن ينتزع حقوقه وحرياته، وأنه مصمم على ذلك وقادر عليه.

لن ترهب حملات الحصار والتجويع ولا اعتقال المزيد من الشباب الشعب السوري. إنها تضع النظام بشكل أكبر أمام مازقه، أي عجزه عن أن يكون نظاما سياسيا، وتفاقم من رفض الشعب له وسحب ثقته به. وسوف يدفع هذا الوضع إلى المزيد من تبرؤ أنصار النظام منه، في الحزب، ويقدم للضباط والعسكريين الذين هم أبناء الشعب السوري وحماة وطنه الذريعة الشرعية لرفض اوامره والوقف إلى جانب شباب الانتفاضة وأهدافها.

الاستخدام المفرط للعنف هو تعميق لورطة النظام لا مخرج له من مأزقه.

والشعب السوري الحر المكافح هو المنتصر

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى