صفحات الحوار

الشقفة: “النظام السوري تدعمه “إسرائيل” ولا يفهم إلا بالقوّة والموقف السعودي من التسليح جيد”


المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية: أعتقد أن الموقف الروسي سيتغير بعد نجاح بوتين والاجتماع مع الخليجيين

بيروت- من ريتا فرج

أعرب المراقب العام لحركة الإخوان المسلمين في سورية رياض الشقفة عن اعتقاده بأنّ روسيا ستغيّر موقفها وتتراجع عن استخدام حقّ النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، بعد نجاح فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية والاجتماع الوزاري الخليجي- الروسي السبت المقبل.

وقال إن “الحل ّاليمني (في سورية) لا يكفي ونحن نريد إسقاط كلّ رموز النظام الاستبدادي وقياداته”، مشدّداً على أهمّية اعتراف الاتحاد الأوروبي بالمجلس الوطني السوري كممثّل شرعي عن الشعب السوري، مطالباً المجتمع الدولي “باتخاذ خطوات عملية لحلّ الأزمة السورية”.

ورأى أنّ الموقف السعودي الذي عبّر عنه وزير الخارجية سعود الفيصل “موقف متقدّم”، مشيراً إلى أنّ الدعوات لتسليح المعارضة لن تؤدي إلى نشوب حرب أهلية “لأنّ الحرب الأهلية أصبحت وراء الشعب السوري”.

“الراي” اتصلت بالمراقب العام لحركة الإخوان المسلمين في سورية رياض الشقفة وأجرت معه الحوار الآتي:

* بعد اعتراف الاتّحاد الأوروبي بالمجلس الوطني كممثّل شرعي للشعب. كيف تقرأ هذه الخطوة وما انعكاساتها على الأزمة السورية؟

– خطوة جيدة وكان من المفترض أن تُتّخذ قبل هذه المرحلة، وتكمن أهميتها في أنّها تمهّد للتعامل مع المجلس الوطني كما يتمّ التعامل مع الدول وتؤكّد أنّ هذا النظام الأسدي المجرم فقد شرعيته. ونأمل أن يتبع هذه الخطوة سحب كلّ الدول سفراءها من سورية وطرد السفراء السوريين. ولا شكّ في أنّ هذه الخطوة ستزيد عزلة النظام السوري دولياً وإقليمياً وتمهّد الطريق لتقديم المساعدات كافّة للشعب السوري.

* ما تداعيات فوز فلاديمير بوتين على الملفّ السوري خصوصاً أنّ البعض راهن على تغيير الموقف الروسي بعد الانتخابات الرئاسية؟

– روسيا تتعاطى مع الأزمة السورية على أساس المصالح. وأعتقد أنّه بعد نجاح بوتين في الانتخابات الرئاسية وبعد القمة الخليجية- الروسية ستتراجع موسكو عن استخدام حقّ النقض “الفيتو”.

* قال وزير الخارجية السعودي، “إنّ الجهود الدولية فشلت في وقف نزف الدم والمجازر”. كما جدّد دعوته إلى تسليح المعارضة، كيف تقرؤون كلام الفيصل؟

– الموقف السعودي متقدّم ويتجاوز حتى الدول الغربية. وفي الواقع لم يبذل المجتمع الدولي والدول الأعضاء في مجلس الأمن الجهود الكافية لوضع حدّ للمجازر اليومية التي يرتكبها النظام، وهذا ما يسمح له بالاستمرار في القتل رغم عزلته الدولية. نطالب المجتمع الدولي بالتوقّف عن التصريحات وممارسة المزيد من الضغوط الفعلية لإنقاذ السوريين من هذا النظام الاستبدادي والمجرم.

والدعوة إلى تسليح المعارضة أمر جيّد، فهذا النظام الاستبدادي لا يفهم إلاّ بالقوّة. ونحن نشكر المملكة العربية السعودية على الخطوات التاريخية التي قامت بها تجاه الشعب السوري.

* ألا تتخوّفون من أن يؤدّي تسليح المعارضة إلى نشوب حرب أهليّة؟

– الحرب الأهلية أصبحت وراء الشعب السوري، ومن حقّ السوريين الذين يريدون إسقاط النظام الدموي الدفاع عن أنفسهم والوقوف في وجهه.

* عاد النموذج اليمني إلى الضوء من جديد، فقد دعا وزير الخارجية التركي محمد داود أوغلو إلى إمكان تطبيق الحلّ اليمني على سورية. ما رأيك في ذلك؟

– الحلّ اليمني لا يكفي. ونحن نريد إسقاط كلّ رموز النظام الاستبدادي. فهذه الرموز وقياداتها أساءت إلى الشعب السوري ولا يمكن استثناء أحد. يريد السوريون نظاماً ديموقراطياً تعددياً نظيفاً لا يكون له أيّ رابط مع النظام البعثي.

* كيف كان لقاء المجلس الوطني السوري مع داود أوغلو؟

– ركّز اللقاء على الأوضاع في سورية وكيفية التعامل مع الأزمة والدعم الذي يمكن أن تقدّمه أنقرة للمجلس الوطني وللشعب السوري.

* على امتداد سنة تقريباً استطاع النظام السوري الصمود. ما الذي يعطيه هذه المناعة رغم العزلة الدولية المتزايدة؟

– هذا صحيح. وفي رأيي أنّ النظام، وبسبب قبضته الأمنيّة، أكّد قدرته على البقاء، لكنّ الشعب السوري رغم المجازر قرّر ألا يتراجع عن ثورته وسيستمر حتى النهاية مهما طالت المدّة.

* ما تحضيرات المجلس الوطني للمؤتمر الذي سيعقد في تركية؟

– سيقدّم المجلس الوطني مشروعاً سياسياً إلى المؤتمر وسيتمّ التركيز على مطالبة الدول بمقاطعة النظام وعزله بشكل أكثر فعالية، بالإضافة إلى إغاثة الشعب السوري وتقديم المساعدات الإنسانية إليه، إلى جانب نقاط أخرى هي الآن قيد الدرس وسيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب.

* يؤكّد النظام وجود جماعات سلفية جهادية في حيّ بابا عمرو. ما ردّكم على ذلك؟

– لا وجود للجماعات السلفية الجهادية في حي بابا عمرو، وهذه الحجّة يستخدمها النظام للقضاء على الثورة السورية ولإقناع الرأي العام الدولي بأنّ سقوطه سيؤدّي إلى وصول المتطرّفين إلى الحكم.

* ماذا بعد “معركة الحسم العسكري” في بابا عمرو؟

– ستزداد جرائم النظام، وفي المقابل سيقاوم الشعب السوري حتى النهاية من أجل تحقيق مطالبه بإسقاط النظام وبناء سورية المستقبل.

* يرى البعض أنّ صمود النظام السوري يعود إلى نفوذه الإقليمي الممتد بين لبنان وتركية والعراق والذي يعزّزه الدعم الإيراني. هل المجتمع الدولي غير قادر على حسم موقفه من الأزمة السورية بسبب هذا النفوذ؟

– مماطلة المجتمع الدولي في حسم الأزمة السورية تعود بالدرجة الأولى إلى الدعم الذي يتلقّاه النظام من “إسرائيل”. النظام السوري مدعوم “إسرائيلياً” كما قال رامي مخلوف، ومن هنا يمكن أن نفهم التردد الأميركي في حسمه خياره تجاه الملف السوري. الأميركيون يتعرّضون لضغط كبير من اللوبي “الإسرائيلي” من أجل دعم النظام.

الراي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى