صفحات سوريةغسان المفلح

الصليب الاحمر وعنان ومؤتمر المعارضة السورية في القاهرة


غسان المفلح

قالت رئيسة عمليات الصليب الأحمر الدولي في منطقة الشرق الأوسط والأدنى بياتريس ميجيفاند روجو في بيان إنه كان هناك اتفاق مع السلطات السورية والمعارضة كي يقوم فريق الصليب الأحمر بعملية إجلاء يوم الأربعاء. وأضافت “في الموقع لم يتم الالتزام بما تم الاتفاق عليه ولم يتمكن أعضاء الفريق من العمل”. وأحجم المتحدث باسم اللجنة في جنيف بيجان فارنودي عن تقديم تفاصيل أو توجيه اللوم إلى أي جهة في الانتكاسة الأخيرة بعد موافقة الجانبين مبدئيا على هدنة لأغراض إنسانية”..28.06.2012

هذا التصريح للصليب الاحمر، وحمص المدينة التي كشفت فيها كل اوراق العصابة الأسدية المجرمة، وكشفت فيها أيضا كل ما حاول هو وحلفاءه الروس التستر عليه وتمويهه، كما كشفت حجم الكم الهائل من الحقد والجريمة المنظمة وغير المنظمة التي تعامل بها هذه العصابة وحليفيها الروسي والإيراني، الشعب السوري..لقد تم التعامل مع حمص: قتل بكل انواع الاسلحة، وتدمير لكل الاحياء التي خرجت وتخرج منها التظاهرات السلمية، وكثرت فيها المجازر على يد شبيحة النظام، وتم التحريض الطائفي في الاحياء العلوية، والتي هي محرضة أساسا على التنكيل والقتل والنهب وكل انواع الجريمة..حتى تحولت بعض احياء وشوارع حمص إلى شوارع خالية من الحياة ومدمرة..والعصابة تمنع منذ محاصرة المدينة السماح بدخول المساعدات الانسانية، ولم يستطع بالتالي المدعو كوفي عنان، ولا نبيل العربي معه، ولا هيئة التنسيق المعارضة، ومن يدور في فلكها الأيديولوجي، كتيارات وشخصيات مستقلة، ولا رموزها الداخلين الخارجين على سورية معززين مكرمين..

وأنا هنا لاأشكك أمنيا بأحد معاذ الله، لكن سؤال يفرض نفسه؟ لأن الشباب يتبنون نفس خط العصابة الاحمر: ضد التدخل الدولي!! وضد تسليح الجيش الحر…هذا هو الموضوع…وهذا ما تريده العصابة الأسدية ومعها روسيا وإيران، وهذه الهيئة ومعها كثر مثل نفس الطرح الايديولوجي!! وما يترتب عليه سياسيا وجرميا على الارض، ستكون الطرف الأكثر تمثيلا في مؤتمر المعارضة السورية المزمع عقده في القاهرة02.07.2012، بعد انتهاء اعمال مؤتمر مجموعة الاتصال الدولية في جنيف 30.06 وحمص وكل المدن المنكوبة ممنوع دخول المساعدات الانسانية لها..فكيف لعنان ولمجموعة اتصاله ان تتجرأ وتتحدث عن حل سياسي يبقي العصابة طرفا في هذا الحل؟ وكيف لمؤتمر معارضة لا يريد تغييرا في ميزان القوى على الارض لا بل نصوصه المقترحة تشكل غطاء يبحث عنه آل الأسد أن يعقد باسم الدم السوري؟

لو كان هذا المؤتمر والمؤتمرين- لا اتحدث عن الاشخاص بصفة شخصية فجلهم اصدقاء ونحترمهم ونحترم مسيرتهم النضالية- يمتلكون القدرة على تغيير فعلي لميزان القوى لصالح قوى الثورة، لقلنا نحن مع هذا المؤتمر..أما المؤتمر مطلوب منه التالي: فإما أن يوافق على البند السادس من مبادرة عنان، الذي يدعو لمشاركة إيران بالموضوع، والبدء بحل سياسي لتشكيل حكومة انتقالية العصابة جزء منها، وبالتالي يادار ما دخلك شر…وإما أن يرفض المؤتمر..وبذلك يقول العالم أن المعارضة هي من رفضت وهذا ما يريده نبيل العربي وكوفي عنان…ومن يدعهم…. وهنالك اتجاها دوليا ثالثا يدعم كلا الخيارين..لكي يريح ضميره…لهذا يجب على الاصدقاء المشاركين في المؤتمر….أن ينتبهوا للفخ…في إعطاء شرعية المعارضة السورية للموقف الدولي ومبادرة عنان فخ، وفي رفضه الانتقال للبند السادس منها فخ أيضا…من جهة أخرى في وثائق المؤتمر المقترحة، تأكيدا على تفارق بين مصلحة الأكثرية وبين مصالح الأقليات سنعود له في مكان آخر، وهذا تعبيرا عن مشروطية البنية الأقلياتية التي حكمت بها عصابة الأسد سورية…

ايلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى