صفحات سورية

الصمت المخيف تجاه سوريا


طارق عيسى طه

بشار ألأسد ونظامه المتهاوي تحت التظاهرات السلمية التي تدوي هتافاتها الى السماء بقوة خارقة لها تأثير كبير ارعب النظام السوري الذي بدأ يضرب بكل ما أوتي من قسوة وشراسة شعبه ألأعزل المطالب بالحرية والديمقراطية والخبز الحلال وكل ما زاد النظام من حدة ضرباته التي وصلت الى حد التصور بانه هناك دولة معادية تدخل البلد تضرب البيوت ألأمنة بالمدافع والصواريخ بدباباتها الحديثة التي لم تستعملها ضد اسرائيل ولكنها تستعمل ألأن ضد مدينة حماة حيث دخل الجيش من اربعة محاور مستهدفا البيوت ألأمنة والمساجد و حتى المستشفيات لم تنجو من القصف حيث استعملت الطائرات الحربية وسقط اكثر من مئة شهيد في هذه المدينة الباسلة يوم ألأحد الدامي والتفتت قوات الجيش وألأمن الى دير الزور بنفس الطائرات والدبابات وقوات الجيش وسقط الكثير من الشهداء والجرحى ثم انتقلت القوات العسكرية الى البو كمال حيث قاموا بحرق البيوت والمدارس والمساجد وقد قام بعض الشرفاء من قوات الجيش السوري العربي يربو عددهم على ستة عشر دبابة فيهم بعض الضباط والمراتب بالأنشقاق على ألأوامر العسكرية والحملة مستمرة في درعة وبعض اطراف دمشق يسقط الشهداء يوميا والمستشفيات لا تقوى على استيعاب جميع الجرحى وهناك نقص في احتياطي الدم والدواء , وحتى روسيا التي انطلقت من مصالحها المرتبطة مع النظام الديكتاتوري السوري في مواقفها لم تستطع ألاستمرار على حماية النظام السوري و طلبت من بشار ألأسد ايقاف العنف تجاه المتظاهرين المطالبين بحقوقهم وحريتهم الديمقراطية وطالبت المانيا وايطاليا انعقاد مجلس ألأمن لغرض دراسة الوضع المأساوي المتردي في سوريا وطالبت وزيرة الخارجية للاتحاد ألأوروبي بفرض عقوبات جديدة على خمسة مسؤولين كبار سوريين بتجميد اموالهم وزيادة العقوبات المفروضة على النظام السوري, اما الدول العربية فقد انتابها صمت مخيف تجاه ألأحداث وقد وصل مسؤولين سوريين قبل اسبوع ووقعوا على اتفاقية اقتصادية مع العراق , ألا تعرف الحكومة العراقية ان عقد اي اتفاق اقتصادي سوف يقوي النظام الديكتاتوري الذي لا يختلف عن نظام صدام حسين وحزب البعث الذي سام الشعب العراقي العذاب والهوان والظلم وسياسة المقابر الجماعية التي اكتوى بها بعض حكام اليوم في العراق فما هو السر ؟ هل ان علاقتنا بايران تحتم علينا مراعاة مصالحها حتى في سوريا ؟ اليست ايران هي التي تقصف قرانا وتحرق مزارعنا وحيواناتنا وتشرد اهالينا من بيوتهم في كردستان العراق ؟ لقد سقط القناع وليس اليوم فقط وانما كان هناك بعض المترددين في مواقفهم حيال عصابة ألأسد بحجة هي نفسها التي اصبحت اسطوانة مشروخة دائما ان سوريا بلد ممانعة ,كما كان القذافي يؤمن بالمقاومة وصدام حسين ايضا الى متى نبقى نعيش بألأوهام ؟الم تكن علاقة ومفاوضات سرية بين سوريا واسرائيل ؟ الم تؤدي سياسة صدام الى تقوية العدو ألأسرائيلي ؟ اين موقع حقوق ألأنسان ؟ اين القيم الشريفة ؟ شعب يسحق بالدبابات والصواريخ التي دفع الشعب السوري اثمانها ليقوم النظام الديكتاتوري باستعمالها ضده, لم نسمع اية كلمة أدانة من الجامعة العربية او احتجاج , اذا كانت تركيا قد استقبلت اللاجئين السوريين الم يكن للدول العربية امكانية القيام باية مبادرة للمساعدة ؟على ألأقل فتح مستشفياتها لعلاج قسم من الجرحى وانقاذ حياتهم وهذا اضعف ألأيمان , الا ان المنطق يقول بان هناك تشابها في المواقف ولا تجرؤ اية حكومة عربية ان تبعث بقواتها لمساعدة النظام وما عليها سوى ألأنتظار, ويبقى اللوم على منظمات المجتمع المدني ووعاظ السلاطين العرب الذين سكتوا ايضا وصمتوا صمت القبور, الا ان الشعب السوري سوف يقاوم ويستمر بالمقاومة ولا ينسى التضحيات التي قدمها ولا الدماء التي سالت وان ضعف النظام السوري يدفعه للانتقام باقسى ما يمكنه عسى ولعل يستطيع اخماد هذا المد الثوري المتنامي يوميا والذي وصلت شرارته الى جميع ارجاء سوريا مدنه وقراه مثقفيه عماله وفلاحيه كلهم في انتفاضة ليستردوا كرامتهم وحريتهم من عائلة ألأسد التي طغت وتجبرت وسيكون مصيرها مصير صدام بقوة ولحمة الجماهير المنتفضة وسوف تكون حدثا تاريخيا يدرس في المناهج التربوية في المدارس بأذن الله .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى