صفحات العالم

القتل في سورية


عبدالعزيز السويد

على الجامعة العربية حفظ ما تبقى من ماء الوجه، برصد كل المشاهد المروعة التي تحفل بها شبكة الإنترنت عمّا يحدث في سورية. مشاهد مصورة مفزعة لذبح ونحر وتقطيع تتفطر لها القلوب وتجزع منها العقول، هذا هو الدرك الأسفل من الإجرام المتوحش. على الجامعة أن تنحاز للإنسان وتحقق بشكل عاجل في هذه المشاهد من خلال خبرات عربية بعيدة من التجاذب السياسي، لا يصح الانكفاء على الجهود الديبلوماسية بما يتيح هذا للظلمة المتجبرين مزيداً من الترهيب وذبح البشر. إنها مشاهد تبعث على الخزي والعار، ولا تدل سوى على حقارة مرتكبيها، وهي أدلة إدانة دامغة سواء كان النظام السوري مسؤولاً عنها أو ما يقول إنه مجموعات مسلحة. في إمكان الجامعة العربية الفصل لحالة التداخل الإعلامي بين ما يردده النظام السوري وما تعلنه المعارضة من خلال لجان تحقيق ميدانية، لقد ساهمت بعض القنوات الفضائية التعبوية باستقبالها لكل ما يصل من أخبار وبثها في توفير مزيد من الغموض الإعلامي، ولا أدل على حالة الغموض في سورية من تصريح ملك الأردن الملك عبدالله الثاني حينما قال لشبكة «سي أن أن»: «لا أحد يفهم ما يجري في سورية»، والجامعة هنا ليست معنية بما قيل ويقال من مسؤولين سوريين عن «تجاوز حدود الصلاحيات». هنا واجب على الجامعة تجاه الشعب الأعزل وبسطاء الناس لا يجوز التفريط فيه وله الأولوية جنباً إلى جنب مع العمل الديبلوماسي. وإذا ما رفضت الحكومة السورية تسهيل عمل لجان التحقيق فهي تدين نفسها.

***

قال الشيخ أحمد حسون مفتي سورية إن الرئيس بشار الأسد لن يستمر رئيساً مدى الحياة. ولم يحدد أي حياة يقصد، حياته هو أم حياة الأسد أم حياة الشعب السوري، وكل الرؤساء العرب الذين سقطوا قالوا هذه المقولة في اللحظة الحرجة، وحده القذافي قبل سقوطه نفى كونه رئيساً وإلا لرمى الاستقالة في وجوه معارضيه، إذ كان له غيبوبة خاصة، ولكل زعيم غيبوبته. والشيخ حسون هو المفتي بما يعني هذا مسؤولية العلم الشرعي وحينما يذكر أن وسائل الإعلام «المغرضة» تنشر ما «ينافي الواقع ولا يعبر عن الحقيقة» عمّا يحدث في سورية فهو سيسأل عن هذه الشهادة في يوم طالما حذر منه الآخرين.

وذكر مفتي سورية لمجلة «دير شبيغل» أن بشار الأسد يريد الإشراف على عيادة متخصصة في طب العيون، «طبعاً» بعد الانتهاء من الإصلاحات، وأزعم أن الأسد حشر فيما ليس بأهل له، حينما ورث السلطة ولم يتمكن من إحداث التغيير بل عجز عن استيعاب الزلزال الذي أصاب المنطقة، وهو الآن عالق في وضع لا يحسد عليه.

الحياة

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. و الله ان العين تدمع و القلب يحزن على موت اخواننا فى سورية ارجو من المول ان يرفع عليكم الظلم و يقهر هدا الطاغية عليك اللعنة الى يوم الدين انت و انصارك و جيشك الجبان و الله ما فعلته انت ببني جلدتك لم يفعله اليهود بالفلسطينيين

اترك رداً على youcef mourad إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى