حسين الشيخصفحات مميزة

الكتاب هم الذين يمنحون الشرعية لأي كيان يمثلهم وهم الذين يسحبونها.


تحقيق صفحات سورية عن رابطة الكتاب السوريين

اعداد حسين الشيخ

ان انجاز اي استبيان عن أي شأن سوري لهو مغامرة غير مضمونة العواقب، الاسباب متعددة، فحين نرسل هذا الاستبيان الى أكثر من 25 كاتبا عبر الفيس بوك وعبر الايميل، ولا يصلنا سوى سبعة ردود يسحب اثنان ردهما ، يعتذر آخرون عند آخر لحظة، البعض يعدك وينسى، العديد لم يرغبوا في المشاركة لحسابات تتراوح بين الحذر وبين الترقب، البعض له ملاحظات نقدية مهمة ولكنه يؤمن باستحالة التغيير، لكن أن ينسخ الاستبيان أحدهم والذي أرسلناه اليه طالبين مشاركته، ويعدل فيه قليلا ومن ثم يصدره ، دون الاشارة أبدا إلى المصدر، ودون احترام للجهد الذي قام به موقعنا، ان ذلك يشير الى خلل ما.  ، لم يكن هدفنا في الموقع سوى الاشارة الى الايجابيات ومن ثم كان لابد أن نؤشر الى السلبيات التي لا يخلو منها أي عمل، هدفنا كان المساهمة في الحوار الدائر حول هذه الرابطة. ربما لم يعجب عملنا البعض، وربما شتمنا القلة منهم، لكن كل الملاحظات التي تلقيناها حول هذه الاستفتاءأخبرتنا أننا نسير على الطريق الصحيح.

أرسلنا الرسالة التالية إلى كل الكتاب  ونصها هو التالي: قام موقع صفحات سورية باستطلاع آراء شريحة من الادباء والكتاب عن تأسيس رابطة الكتاب السوريين، نأمل بهذا الاستطلاع أن نساهم في اغناء هذه الفكرة وتعميقها، كما نحاول أن نضع أمام الكتاب ايجابيات هذا الحدث وسلبياته. نتمنى منكم أيها الأعزاء بمشاركة صفحات سورية بهذا الاستطلاع لما فيه من فائدة للجميع، آخر موعدلاستلام الردود هو ظهر يوم الأحد الواقع في 15 من الشهر الحالي، الاسئلة هي التالية:

هل أنت عضو في رابطة الكتاب السوريين؟

ما هي أهمية تأسيس رابطة للكتاب السوريين في الوقت الراهن؟

ما هو الدور المطلوب من الرابطة بالنسبة للثقافة والمثقفين؟

كيف يمكن أن تكون عونا للثورة في سورية، ما هي أشكال الدعم التي تعتقد أن المثقف والكاتب يستطيع تقديمها؟

هل أنت راض عن خطوات تأسيسها , ما هي ملاحظاتك؟

هل أنت راض عن شروط الانتساب اليها، ما هي ملاحظاتك؟

هل تقبل أن ينتسب الكاتب الى اتحاد الكتاب العرب وإلى رابطة الكتاب السوريين بنفس الوقت؟

هل تعتقد أن آلية صنع القرار فيها هو ديمقراطي، هل تستطيع التعليق على عملها، هل نشر لك ذلك؟

هل تعتقد أن أسلوب الانتخاب فيها هو أسلوب ديمقراطي، وإذا ان جوابك بالايجاب هل تعتقد بأننا سنتمكن من تأسيس رابطة للكتاب بعيدا عن الشللية والمحسوبيات؟

الردود مرتبة حسب الترتيب الأبجدي. العنوان ن مساهمة الكاتب عمر قدور

جولان حاجي

((((ما استوقفني إثر الإعلان عن تأسيس رابطة الكتاب السوريين انفعالات عديدة نوقشت بها بعض الهفوات التي تعتور عادة انطلاقة أي مشروع ثقافي مستقل في بلدان كثيرة من العالم . ليست الرابطة معطى ناجزاً ولا مؤقتاً، فعيوننا كالآخرين جميعاً على المستقبل، وكل من سينتسبون إليها يساهمون شخصياً في تطويرها وتلافي العثرات. هذا ما يجدر بنا أن نصبو إليه، فالانتساب مفتوح، شأنه شأن الانسحاب، وما من أحد يرغم أحداً على شيء، وما من أحد يقبع عالياً فوق الانتقادات، بعيداً عن كيل الاتهامات لبعضنا البعض وتبادلها. ثمة غاية أولية انبثقت من أجلها الرابطة: دعم الحراك الشعبي في شوارع سوريا بمختلف الطرق، وإن لم تكن الغاية الوحيدة والنهائية. إلى الآن، قلما نجد توصيفاً راهناً للحياة اليومية في مختلف مدن سوريا، عبر نصوص واضحة تكتب بالحياد الممكن ما يجري على الأرض، وتخلو من فيض العواطف وإنشائيتها ومن السخط وسرعة التصنيف. ستصادف الكثير من المقالات السياسية والفكرية، لكن ثمة صعوبة في الوصول إلى هذا النبض اليومي مكتوباً ومتضمِّناً ما لا تلتقطه العدسات في خلسات الرعب، فالكلمة أحياناً أمضى من الصورة وأبلغ أثراً.

كانت شروط العضوية أو مستلزماتها ملتبسة، ولا أرى ضرورة في مقارنة الرابطة باتحاد الكتاب العرب، فهي ليست بديلاً ولا شبيهاً بأية حال، بل “مؤسسة” طرية العود وبيت للصداقات أيضاً. من الضروري إبرام قطيعة مع تلك الذاكرة المريضة، والانطلاق مستقلين عن إرث لا يريد أحد أن يعود إليه. تلزمنا قطيعة وتأسيس في آن.

ربما كان ثمة استعجال في الإعلان التأسيسي، قبل الانتهاء من بعض النقاط التي تثير حفيظة معظم من يعنيهم هذا الأمر: كالجمع بين عضويتي الرابطة والاتحاد. فالاختيار بينهما أمر لا بد منه.

أود أن أنوه أخيراً، في هذه المداخلة القصيرة، إلى ضرورة الاعتماد على بعض المختصين في الأمور الإدارية والتنظيمية، فخوضُ الكتاب سجالات مماثلة إرباك وهدرٌ للوقت، إذ تنقصهم مثل هذه الخبرات، وقد لا يجد الجميع تصوراً واضحاً لتنظيم الانتخابات وتنسيقها وكذلك للبنية الهيكلية وكيفية تصويبها وتقييمها. على سبيل المثال، لا أستوعب جيداً عبارات من قبيل آليات صنع القرار، ولا أميل إلى ما يسمى الأسلوب الديمقراطي أو إدخال مفردات سيئة الوقع والصيت كالشللية والمحسوبيات إلى سياق النقاش. بالطبع ينبغي أن يعلن عن الإجراءات المتخذة وعدم إخفاء أي شيء مما يتم التوصل إليه.

انطلاق الرابطة خطوة أولى، ولا يزال الطريق طويلاً. يبقى الأولى والأهم ما يمكننا القيام به: استمرار الكتابة.))))

عمر قدور

نعم أنا عضو في رابطة الكتاب السوريين. وأعتقد أن أهمية تأسيسها تأتي من اعتبارين اثنين؛ أولها إن إعلان التأسيس بحدّ ذاته خطوة معنوية أتت بعد تأخر طويل، وبعد أن تعثرت محاولات سابقة قبل سنوات لأسباب تتعلق بالاستبداد في سوريا. الاعتبار الثاني هو ما قد يتبين لاحقاً إن قامت الرابطة بدور ريادي في مجال إعادة إنتظام المجتمع السوري في جمعيات مستقلة تمثّله ولا تكون خاضعة للسلطة السياسية والأمنية. هذا الدور يتأتى من كون الرابطة هي أول إطار من هذا النوع، وكونها تعنى بالثقافة فمن المأمول أن تعيد للثقافة السورية دورها الذي تمرّغ طويلاً في وحل السلطة.

لو أننا في وضع ديمقراطي لما كان للرابطة أو أي كيان مشابه سوى القليل مما تقدّمه، لأن الكاتب يعتمد بالدرجة الأولى على علاقته بالمتلقي التي تمر عبر قنوات أخرى مثل دور النشر. أما وأننا نعيش بعد وقت من اغتراب الثقافة السورية ونفيها والتضييق عليها فإن تجمعاً للكتاب السوريين قد يكون مفيداً من حيث تسليط الضوء على الثقافة السورية المهمشة، وتقديمها إلى الآخر بشكل منتظم، والتعاون مع هيئات معنية إقليمياً ودولياً من أجل إيصال صوت المثقف السوري الحر. دعنا لا نتفاءل كثيراً لأن الأمر ليس سهلاً، لكن وجود الرابطة إن أُحسن العمل من خلالها قد يفتح نافذة للثقافة السورية.

بوسع الرابطة أن تدعم مطالب الشعب السوري من خلال تبني هذه المطالب، ومن خلال إيصال صوت الشارع السوري إلى المنظمات المماثلة دولياً بغية المساعدة في خلق رأي عام عالمي مساند. أيضاً بوسع الرابطة أن تقدم دعماً غير مباشر عبر تمثلها لقيم الحرية والديمقراطية التي ينادي بها الشارع السوري. أما على صعيد الكتاب المنضووين في الرابطة فالمأمول منهم تمثّل القيم إياها، ولكن مع تقديم سوية فنية وإبداعية لائقة بها، أي مواكبة الروح الإبداعية للثورة بروح إبداعية حقيقية.

يُفترض أن الرابطة حتى الآن تحت التأسيس، وهي على نحو ما على محك الاختبار الديمقراطي. في الواقع حتى الآن لم تنتظم الهيكلية الأساسية للرابطة، وهناك استبيان من الرابطة للأعضاء في هذا الشأن. آمل أن تكرّس الرابطة أسلوباً ديمقراطياً لأن هذا في الصميم من مبررات وجودها، وإن حدث ما لا يتمناه أحدنا، أي إن لم تكرس هذا النهج، فإن الكثيرين من الأعضاء الذين رفضوا الأساليب القديمة لاتحاد الكتاب العرب لن يقبلوا بذلك، وأعتقد ستكون لهم مواقف واضحة ومعلنة. لنقلْ إننا الآن على محك الديمقراطية والأيام القادمة ستجيب على هذا السؤال.

بخصوص الانتخابات المزمع عقدها؛ في الواقع لم أفهم الأمر تقنياً بعد. بالطبع أتمنى أن تسير العملية بشفافية مطلقة، وأفضّل ألا تتم الانتخابات بالاقتراع السري لئلا يكون هناك أدنى مجال لتنصل أحد من صوته. الشللية ربما يكون لها وجود عند البعض؛ أقول ربما لأننا عشنا هذه الحالة في الحياة الثقافية السورية، وقد لا يحدث التغيير الجذري بين ليلة وأخرى. هذا السؤال أراه في مرمى الكتّاب أنفسهم، فهم المسؤولون أولاً وأخيراً عن انحيازاتهم. على العموم يجب أن يمتلك الكتاب الثقة لأنهم هم الذين يمنحون الشرعية لأي كيان يمثلهم وهم الذين يسحبونها. إن فكّرنا في مسؤولياتنا على هذا النحو سنضمن للتجربة النجاح، وإن لم نتحمل مسؤولياتنا تجاه أنفسنا فسنترك الفراغ الذي سيتقدم أحد ما لملئه. لقد كان اتحاد الكتاب العرب رقيباً علينا، الآن ينبغي أن نرد الدين بأن نراقب بجدية ومسؤولية من نختاره لتمثيلنا.

ماهر شرف الدين

هل أنت عضو في رابطة الكتاب السوريين؟
نعم.

ما هي أهمية تأسيس رابطة للكتاب السوريين في الوقت الراهن؟
على مستوى مواكبة الثورة، هذه أفضل خطوة ممكنة لتشكيل ائتلاف ثقافي يجعل صوت المثقف السوري المعارض مسموعاً، في خضمّ هذا “التناتش” المخجل بين أجنحة المعارضة السياسية.

ما هو الدور المطلوب من الرابطة بالنسبة للثقافة والمثقفين؟
حالياً، دعم ثورة شعبنا ومطالبها العادلة… وبعد انتصار الثورة سيكون في انتظار “الرابطة” أدوار ومهمات كثيرة.

كيف يمكن أن تكون عوناً للثورة في سورية، ما هي أشكال الدعم التي تعتقد أن المثقف والكاتب يستطيع تقديمها؟
كوني كاتباً ومقيماً لأسباب سياسية خارج سوريا، فليس لدي من وسيلة سوى كتابة المقالات الداعمة للثورة ورفع الصوت بين الزملاء في المعارضة للتقويم الدائم للخطاب السياسي السائد منعاً لانحرافه نحو شعارات لا تخدم ثورتنا المدنية والسلمية.

هل أنت راضٍ عن خطوات تأسيسها، ما هي ملاحظاتك؟
ضمن الوضع الحالي الصعب أنا راضٍ، وخصوصاً أن الزمرة الضيقة التي بادرت إلى إطلاق الفكرة هي موضع ثقة واحترام.

هل أنت راضٍ عن شروط الانتساب اليها، ما هي ملاحظاتك؟
لم تتبلور الشروط بعدُ بشكل نهائي كي أستطيع إبداء رأيي. لكن أتمنى أن يكون الشرط الفني في رأس القائمة، فلا يجوز أن يتم قبول أي كاتب لمجرّد أنه مؤيد للثورة. كما يجب التمييز بين الكاتب الصحافي والكاتب الإبداعي.

هل تقبل أن ينتسب الكاتب الى اتحاد الكتاب العرب وإلى رابطة الكتاب السوريين بنفس الوقت؟
لا، لأن تأسيس “الرابطة” أصلاً جاء كموقف، وما يصنع ماهيّة أي موقف هو الوضوح. لكني في المقابل لا أريد أن أُزايد على أحد، فللبعض ظروفهم المعيشية الصعبة.

هل تعتقد أن آلية صنع القرار فيها هو ديمقراطي، هل تستطيع التعليق على عملها، هل نشر لك ذلك؟
مثل هذا السؤال يأتي لاحقاً، فعمر “الرابطة” بضعة أيام… والآلية في طور التشكُّل، والتجريب أيضاً.

هل تعتقد أن أسلوب الانتخاب فيها هو أسلوب ديمقراطي، وإذا كان جوابك بالايجاب هل تعتقد بأننا سنتمكن من تأسيس رابطة للكتاب بعيدا عن الشللية والمحسوبيات؟
أفضل الممكن ضمن الوضع الراهن، وبالنسبة إلى الشق الثاني من الجواب فأعتقد أن فكرة الشللية خطرت لله بينما كان يعجن طينة أحد الكتّاب. مع ذلك أنا أتمنى أن تكون ثورة شعبنا مطهراً لنا ككتّاب لنكون على قدر المسؤولية، بعيداً عن الأنانيات والمحسوبيات.

ياسين الحاج صالح

 

هل أنت عضو في رابطة الكتاب السوريين؟

نعم.

ما هي أهمية تأسيس رابطة للكتاب السوريين في الوقت الراهن؟

أرى أنها إحدى صيغ تشكل المجتمع السوري الجديد، ومعادل مؤسسي محتمل للثورة في مجال الثقافة.

ما هو الدور المطلوب من الرابطة بالنسبة للثقافة والمثقفين؟

أن تكون إطار تفاعل ديمقراطي بين كتاب سوريين، وأن توفر أيضا إطارا لإبداعات أدبية وفكرية تسهم في ارتقاء الثقافة في سورية الجديدة.

كيف يمكن أن تكون عونا للثورة في سورية، ما هي أشكال الدعم التي تعتقد أن المثقف والكاتب يستطيع تقديمها؟

عبر الموقف الصريح إلى جانب الثورة، وعبر تجسيد قيم الثورة التحررية والديمقراطية في هيكل الرابطة وبنيتها الداخلية والتفاعل بين أعضائها.

هل أنت راض عن خطوات تأسيسها, ما هي ملاحظاتك؟

لا بأس. والمهم أن تكون قابلة للتطور.

هل أنت راض عن شروط الانتساب اليها، ما هي ملاحظاتك؟

ليس هناك شروط انتساب بعد. وهذا أتاح دخول بعض اتحاد الكتاب التابع للنظام. أظن الرابطة متجهة إلى اشتراط انسحاب الراغبين في الانتساب إليها من اتحاد الكتاب النظامي. ومن جهة أخرى، لم يكن هناك تعريف مسبق للكاتب، فكان أن ضمت الرابطة أعضاء قد يجادل في صفتهم ككتاب.

هل تقبل أن ينتسب الكاتب إلى اتحاد الكتاب العرب وإلى رابطة الكتاب السوريين بنفس الوقت؟ لا. هذا لا يستقيم.

هل تعتقد أن آلية صنع القرار فيها هو ديمقراطي، هل تستطيع التعليق على عملها، هل نشر لك ذلك؟

لم نر بعد خير الرابطة من شرها. هي مبادرة أفراد، ولا تزال عمليا في طور التأسيس.

هل تعتقد أن أسلوب الانتخاب فيها هو أسلوب ديمقراطي، وإذا ان جوابك بالايجاب هل تعتقد بأننا سنتمكن من تأسيس رابطة للكتاب بعيدا عن الشللية والمحسوبيات؟

لم تجر انتخابات الرابطة كي يكون ممكنا قول شيء في هذا الشأن. ويفترض أن العمل جار الآن على وضع نظام أولي للانتخابات المقررة في مطلع الشهر القادم. وأظن أن نظرة إلى أسماء أعضاء الرابطة اليوم تعطي انطباعا بأنهم ليسوا “شلة” أو “محاسيب” بعضهم. لكن في النهاية ما يحدد م الشللية وتأثير المحسوبيات هو ديمقراطية هيكل وعمل الرابطة ومقاومة الأعضاء الآخرين، والجمهور العام، لظهور شلة مسيطرة.

ياسين السويحة

هل أنت عضو في رابطة الكتّاب السوريين؟

نعم. تشرّفت بتلقّي دعوة للانضمام قبل أيامٍ من إشهارها، وبالطبع قبلتها بكل سرور.

ما هي أهميّة تأسيس رابطة الكتّاب السوريين في الوقت الراهن؟

بعد مضي عشرة أشهر على اندلاع اﻻنتفاضة السوريّة ضد اﻻستبداد والطغيان تبرز الحاجة إلى تجمعات وآليات نشاط مدني عام من طراز رابطة الكتّاب أكثر من أيّ وقتٍ مضى، بل أنني أعتقد أن إطاراً كهذا كان يجب أن يظهر، برفقة أطر أخرى لمختلف أنواع النشاطات في الحقل العام، منذ وقتٍ طويل. نضال الشعب السوري ﻻ يتوقف فقط عند الجوانب الميدانيّة أو السياسيّة (بمعناها الضيق)، بل أن وجود أطر وأدوات مدنيّة في صفّ التطلّعات الشعبيّة ضروريّ جداً.

ما هو الدور المطلوب من الرابطة بالنسبة للثقافة والمثقفين؟

أعتقد أن أكبر خطأ يمكن أن تقع فيه الرابطة هو أن تقصر دورها على منافسة “اتحاد الكتّاب العرب”. يُفترض في العقليّة المؤسِسة للرابطة أن تبتعد عن هذه المعارك قدر الإمكان وأن تسبر وتستكشف مناطقاً وأشكالاً جديدة للثقافة، بعيدة كلّ البعد عن “اتحاد الكتّاب العرب” وعقليته ومنطقه، وحتّى لغته. لا شك أن الرابطة مطالبة بالعمل على تفكيك نمطٍ من الشموليّة الإقصائية التي يشكّل اﻻتحاد أحد أدواتها، لكن منافسته باعتباره ندّاً ليس خياراً جيداً باعتقادي.

الرابطة مدعوّة لأن تكون مظلّة جامعة لالتقاء الأصوات والأقلام المعنيّة بالدفاع عن نضال الشعب السوري من أجل حقوقه وحرّياته في وجه استبدادٍ طال أمده وعظمت ويلاته. بالتالي، يجب عليها أن تكون، ثقافياً، راعية النقيض التحرّري لهذا النظام الفاشي القائم. معنى ذلك أنها يجب أن تكون منصّة عرض أخلاق ديمقراطيّة من الطراز الرفيع، دون الوقوع في النخبوية والتعالي.

كيف يمكن أن تكون عوناً للثورة؟ ما هي أشكال الدعم التي تعتقد أن المثقف والكاتب يستطيع تقديمها؟

يُفترض في المثقف أن يكون قادراً على إستنباط نوعٍ من البوصلة الفكريّة- الأخلاقيّة في داخله انطلاقاً من مبادئه وقناعاته، وأن يكون لديه مهارة التعبير عمّا تخبره هذه البوصلة وإيصال صوت هذا التعبير إلى جمهوره. بالتالي، يكون المثقّف عوناً للثورة كلّما كان أكثر نقديّة وصدقاً مع نفسه ومع حسّه النقدي. ليس على المثقّف أن يكون سياسيّاً وﻻ أن تكون له معايير السياسي وأساليبه في التحليل والتفكير والتصرّف، بل على العكس تماماً. أؤمن أن فائدة دور المثقّف تكبر كلّما كان صوته أكثر إقلاقاً للسياسة والسياسيين. انطلاقاً من هنا أعتقد أن نجاح الرابطة في مساعدة ثورة الشعب السوري مرتبطة بمقدرتها على أن تكون ساحة متنوّعة وتعددية لأصواتٍ نقدّية تنطلق في نشاطها من الإيمان بحقوق وحريات الشعب السوري.

هل أنت راض عن خطوات تأسيسها , ما هي ملاحظاتك؟

لا أمتلك الكثير من المعطيات ولست مطّلعاً على “كواليس” الفكرة أو كيفية نشوئها، وما فعلته حتى الآن لم يكن أكثر من إعلان إنشائها. بالطبع ما زال هناك الكثير من الجهد الواجب (وهو جهد يقع على عاتق جميع أعضائها) لكنني لا أعتقد أن هناك ما يمكن أن يوجّه من ملاحظات حتّى الآن. بالتأكيد هذا مجرّد رأي شخصي.

هل أنت راض عن شروط الانتساب اليها، ما هي ملاحظاتك؟
أعتقد أن الرابطة معنيّة باﻻبتعاد عن تعريفات ضيقة لمصطلح “كاتب” أو “مثقف” وأن تكون منسجمة مع المناخ الفكري السائد اليوم، لا سيما بعد تطوّر وسائل النشر والتواصل بشكل لا يسمح بالاكتفاء بتعريفات تعود إلى عقودٍ خلت. أعلم أن ثمة نقاشات تدور حول هذا الأمر في الشبكات الاجتماعيّة، وبعضها يدور بشكل مباشر حول حقّي، كمدوّن، في عضوية الرابطة. أتمنى أن توسّع الرابطة باحتها لمختلف أنواع الأنشطة الفكرية، القديمة منها والجديدة، وأن تجتهد لتوفير مناخٍ من التعددية ﻻ يخص مضمون النشاط الفكري وإنما شكله أيضا، وأﻻ تغرق في تعريفات وتحديدات باتت ضيّقة اليوم.

هل تقبل أن ينتسب الكاتب الى اتحاد الكتاب العرب وإلى رابطة الكتاب السوريين بنفس الوقت؟

صراحةً، أعتقد أن ثمة تناقض صارخ في هذه العضوية المزدوجة.

هل تعتقد أن آلية صنع القرار فيها هو ديمقراطي، هل تستطيع التعليق على عملها، هل نشر لك ذلك؟

لا أعتقد أن للرابطة ما يكفي من العمر كي نحكم على ديمقراطيتها من عدمها. بيانها التأسيسي يبشّر بالخير، كذلك الأسماء الموجودة في لائحة أعضائها. لم أشارك بعد في نقاشاتٍ داخلية تخص الرابطة ولم يكن لديّ تعليقات على عملها حتّى الآن، وﻻ أعتقد بوجود مشكلة بخصوص سعة صدر الأعضاء ورغبتهم بممارسة حياة فكرية ديمقراطية سليمة، داخل وخارج الرابطة.

هل تعتقد أن أسلوب الانتخاب فيها هو أسلوب ديمقراطي، وإذا ان جوابك بالايجاب هل تعتقد بأننا سنتمكن من تأسيس رابطة للكتاب بعيدا عن الشللية والمحسوبيات؟
ﻻ أعتقد أن أسلوب اﻻنتخاب سيء. بالتأكيد يمكن أن يكون أفضل، ككل شيء، وإن لم يكن لديّ تصوّر عن هذا الأفضل الممكن. ربما تفرض ظروف الزمان والمكان منهجاً في اﻻنتخاب ليس الأمثل، وﻻ شك أن ثمة أخطاءٍ ستحصل، ولا مشكلة في ذلك، بل المشكلة ستكون إن لم تصحح، أياً كان سبب عدم التصحيح.

بخصوص الشلليّة والمحسوبيّة، أعتقد (متفائلاً) أننا قادرون بسهولة على اﻻبتعاد عن هذه العيوب. ما أريد قوله هو أن التنوّع مطلوب، وﻻ مشكلة في أن تلتقي مجموعة من الأعضاء على رأي أو فكرة فهذا ﻻ يجعلها تكون “شلّة” (بالمعنى السلبي للكلمة). أرجو وأتمنى أن يكون النشاط داخل الرابطة بعيداً عن الشخصنة، وأن تكون اﻻختلافات فكريّة المنبع فقط. وﻻ أعتقد أن اﻻبتعاد عن الشخصنة مستحيل..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى