صفحات الثقافة

الكلمة هي الحانة الوحيدة في البلد/ سركون بولص

 

 

] في أسفارك الطويلة اعتمد على المرآة

اشرب من نهر المرأة الذي يجري نحو مدن

يجري بناؤها الى الأبد في الوديان

وضّاءةً بأقمار البداية.

كل شيء في العالم يتبعك أينما ذهبت

ميزان العدالة

في طريقه إلى المزادات

كذلك عين الزعيم اليمنى

ساهرة على أمنك في نفق المسدس.

] وليمة الجلاّد

عندما

نصب الجلاد خيمته

فارشاً آلات شرابه

على الأرض

في حديقتنا الصغيرة

مستعداً للاحتفال بالنصر

بعد نهاية المذبحة

رأينا الأزهار تنطفئ

والنجوم تعمى.

] ديون

الكلمة هي الحانة الوحيدة في البلد

حيث يشرب الشعراء بالدّيْن

فودكا مع الليمون، وشيء من المرارة.

لكن كلماتي اليوم تهاجمني كأنها معادن زرقاء وبليدة

والغبي الذي لا يفهم انها العاصفة

يخرج واثقاً ويفك مرساة يقيني.

] حلم ليلة صيف

كم أبعد الآن

عن طرف البستان

حيث كنت في ليالي الصيف

أتربص بمراهقة حيرى

لا تستطيع أن تنام؟

وكم سأمشي

لأبلغ المكان الموعود…

عبر أية أرض نائية، نائية وملفوفة بالموت

حيث ما زالوا ينادون

وهذا حطام الجسر

الذي كان سيحملني إليهم.

] لحظة أعرفها

أي شيء تركت ومضته آثارها

كالنجم إذ يهوي عميقاً في الزوايا

أي شيء مر

فوق القصب

الأجوف فاهتز على مهله

في مستنقعات الذاكرة؟

لحظة أعرفها:

ليل، ومرساة بلا حبل

على رمل مصاريني

تجر الصارية.

] وصول

الليالي

حجر في قبضتي.

قرية تظهر في الليل:

قطار يختفي

وسرير يحتويني

بثيابي.

غرفة

ضيقة، نافذة

دون ستار، خلفها ليل

على ليل…

على سقف بعيد

فجأة

المح نجماً

مرة، يومئ نحوي..

] سر بين الخرائب

عليك اليوم بالموت وبالصمت

عليك النوم في الكهف لألفٍ

أو يزيد!

لكي تسير وفي يديك

الفجر كالأفعى

يصارع مائلاً بين الكهوف

يشرّد النوم

وتنصبه على الأسوار: سر بين الخرائب

راكلاً جثث العبيد، افترس الدنيا!

] حكام

قل لحاملي جمجمة التاريخ في مواكبهم

قل لحاكم المرفقين

في مزبلة أيامه المظلمة

حيث يربط النهار إلى سارية الخوف

قل له

إنني استيقظت هذا الصباح

من كوابيسه اليتيمة

على أدراجٍ عصرٍ مجهولٍ عانقني

واستغفرت في كل خطوة

واحداً من نائميه.

] (بلا عنوان)

I ممكن أن يكون هناك شيء أعمق من هذه السماء؟

II طبعاً ممكن

I أعمق من هذه السماء؟ (بدهشة)

II أعمق من بطن امك (يضيف) وأمي أيضاً.

(صمت)

I ولكن مَن قال ان امي (ويضيف) أو امك بطنها عميق؟

II (بحزم) كل امرأة بطنها عميق

(صمت ينظر I إلى II)

] الشاهد

بأذن مرهفة، وعين لا ترى

تقدم الأعمى تقوده عصاه كنقار الخشب

على اسفلت الشارع اللزج إلى حيث تمت المذبحة

بعد أن فرزوا القتلى، وغابت

عربات الإسعاف.

 

] صدر الكتاب عن «دار الجمل»، وهو في معظمه غير منشور أو منشور بعضه في مجلات عربية. وقد عملت الدار على جمع هذه النصوص، وعنونة بعضها، وتضع عنواناً عريضاً لها «رسالة إلى صديقة في مدينة محاصرة».

المستقبل

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى