صفحات سوريةغسان المفلح

المجلس الوطني السوري إلى أين؟


غسان المفلح

كان للدكتور برهان غليون ومحبيه ومريديه في الداخل والخارج!! دورا سلبيا واضحا في هز صورة المجلس عبر مناورات التهرب من طلب التدخل الدولي، باعتبار أن الرجل يؤمن بقضية السيادة الوطنية للدولة السورية غير الموجودة أصلا إلا في جيب الحكم العصبوي المافيوزي، لهذا كان له عبارات رددها كثيرا” انه ضد التدخل الدولي، وأن الجيش السوري جيش وطني” تراجع لفظيا عن هذه الامور إلا انه فعليا لم يتراجع عنها أبدا، واستطاع خلال فترة قصيرة باحاطة نفسه بشخصيات هزيلة، منها من وصل للمواقع القيادية بحكم قوانين المحاصصة، والتوافقية، هزيلة سياسيا ورخوة الموقف، وليس انسانيا فكل الناس انسانيا خير وبركة…

هذا الدور السلبي تطلب هلهلة في مؤسسات المجلس ورخاوة وارتجالية، وسمح لتدخلات من خارج المؤسسة لكي تقوم بتطويع هذه المؤسسة وفق تواطؤات الوضع الدولي والاقليمي، وبات السكوت عن هذا الوضع أمرا مخجلا في الحقيقة. هنالك اعضاء كثر مثلي حاولوا من داخل الاطر التنظيمية للمجلس أن يقوموا بواجبهم، ولايزالون…لهذا قمنا بفضح الاتفاق مع هيئة التنسيق الذي اراد الدكتور برهان ومجموعته تمريره بالتدريج!!

والآن نبذل جهدنا جميعا من أجل ألا يمرر كوفي عنان الجزء الأكثر تواطؤا مع العصابة الحاكمة، من خطته التي طالب ب8ملايين دولار لتمويلها لمدة عام، هذه الخطة التي يريدها وظيفة تستمر لمدة عام. والاصدقاء في الاخوان المسلمين لازالوا يعملون وفق طريقة خذ ما تريد، واترك لنا مساحة الفعل الحقيقي التي تعود على تنظيمنا لوحده بالفائدة الأكبر!!!

ويتركون لمن يدافع عن حقهم في المشاركة السياسية، في حالة من الشك والتشكيك غير مريحة. لن نتحدث عنها الآن..أما اعلان دمشق فوقع في الفخ بين الاخوان وبين الدكتور برهان..ونتيجة لضعف حضور مندوبيه السياسي والتنظيمي في هيئات المجلس فاصبح يصدر بيانات خاصة به تحمل رؤيته الخاصة لقضايا من المفترض أن المجلس هو مكانها!! المستقلون فحدث ولا حرج، من يمثلهم يعتقد أنه الافضل ومن حقه ان يبقى قائدا للأبد!!

رغم أن الاداء كان سيئا…وأنا هنا لا اعفي نفسي من المسؤولية أبدا..لكن من الواجب أن تعرف الناس ماذا يجري؟ كتبت تعليقا مختصرا عن الاجواء الحالية التي تسبق مؤتمر المعارضة في القاهرة برعاية نبيل العربي الذي هو أساسا ضد التغيير في سورية” في ظل هذه الاجواء تناسى كل مستفيد من وضع المجلس الحالي أن هذا المجلس الذي طالب به الشعب، طالب به ليس محبة بأحد منا، بل من أجل استجرار حماية دولية للمدنيين.. وليس من أجل وحدة المعارضة، ولا من أجل تقاسم اموال الثورة حزبويا وشخصانيا أو من أجل مراعاة نبيل العربي في رفض التدخل الدولي…

من لايرى نفسه ضمن هذا الأفق عليه ألا يوجع رأسنا…ليذهب إلى هيئة التنسيق…لسنا بصدد خوض معارك جانبية…” هذا التعليق يكثف رؤيتي ورؤية النسبة الغالبة من اعضاء المجلس، والتي هي امام تحد تجاوز فيتوات المحاصصة… الاطرف في الموضوع أن هذه الوضعية رغم كل سلبياتها كان لها ايجابية يبنى عليها، وهي أن جماعة” التكتكة والبروزة” لم يستطيعوا جر المجلس لمواقف لا تخدم الثورة..وبقي لديه استقلالية تزعج بعض حلفاءنا!!!

فالمجلس لديه من الخبرات والشخصيات ذات التجربة التاريخية المحترمة والوازنة، إضافة إلى خبرات اكاديمية متخصصة لم يتم الاستفادة منها ومن طاقاتها حتى اللحظة. أما الذين يطرحون اعادة الهيكلة من خارج المجلس ويقومون بتشكيلات استعراضية ومؤتمرات خلبية القصد منها التشويش على المجلس، تجد في المحصلة أن هنالك نقطة خلاف واحدة” نتفهم كل التشكيلات التي تقف ضد المجلس لأنها ضد التدخل الخارجي، لأنها رؤية سياسية رغم ضررها الأكيد، أما ما تبقى فغالبا هي مؤتمرات وأصوات لاعادة هيكلة المحاصصة داخل المجلس شخصويا وحزبويا وجهويا حتى. لهذا وغيره من الاسباب ربما لايتسع المقام هنا لسردها يطرح سؤال الآن المجلس الوطني إلى أين؟

لهذا الحديث بقية من أجل المساهمة في الاجابة عن هذا السؤال الذي يؤرق الناس اليوم…..لكن قبل أن نختم هذا الجزء لابد لنا من القول أن وجود الدكتور برهان غليون على رأس المجلس…كان مطمئنا للأقليات وهذه ميزة تحسب للرجل… اضافة إلى سمعته الفكرية والاكاديمية المعروفة..

ايلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى