صفحات مميزةعلي الأمين السويد

المجلس الوطني في الائتلاف الوطني السوري حزب الله في لبنان


    علي الأمين السويد

    بعد مرور أشهر على إنشائه نجح المجلس الوطني في تحقيق فشل ذريع في تحقيق أي من أهدافه الخمسة التي غلّف نفسه بها حتى صار قاب قوسين أو أدنى من أن يكون اسماً يطالب الثوار بإسقاطه وسحله في شوارع المدن الثائرة قبل اسقاط و سحل النظام.

    غير أن زيادة جرعة إجرام الارهابي بشار الاسد شجع الثوار على العزوف عن القاء بال لهذا الكيان الذي أصبح عالة على الثورة بحكم عدم فعاليته، و عدم استطاعته الحصول على اي اعتراف دولي ذا قيمة تذكر و تفيد غير أعضاء المجلس الوطني.

    و مع تعاظم الويلات و ازدياد حجم براميل بشار التي ان تي ولدت فكرة الإئتلاف الوطني من أدمغة سورية خالصة، و استطاع هذا التشكيل آن يضم مكونات عديدة جداً، و منها المجلس الوطني ذاته الذي لم يكن ليدخل في هذا الإئتلاف لولا أن أن تداركته غضبة من هنا و غضبة من هناك، و لولا أن أحداً ما قام بتقطيب حاجبيه في وجوه بعض أعضائه المترهلة فقبل المجلس الوطني الوضع المتاح له، على ان يكون له وضعا مميزاً اثناء حفل التوقيع.

    إن الفشل ليس سبة على أحد بقدر ما هو يقاس على انه خطوة غير موفقة في اتجاه تحقيق النجاح حين تخلص النيات، وقد حاول المجلس الوطني و اجتهد و لم يوفق فله أجر ولا يسعنا ان نقول الا ماقاله ذالك الثائر المصري الذي وجه كلامه للريس المتمسك بالكرسي:”شكر الله سعيك”

    وجاء الائتلاف الوطني كما جاء المجلس الوطني سابقاً، ولكن محاولاته لنيل الشرعية الداخلية و الدولية أخذت منحاً مشجعاً وفي مدة زمنية قياسية. و للتذكير فإن الهدف من تشكيل المجلس الوطني أو الائتلاف الوطني له أهداف محددة، وبما أن المجلس الوطني آصبح جزءاً من الائتلاف الوطني الشرعي و الممثل الوحيد للشعب السوري حسب بعض الدول حتى الآن، فكان من الأجدر أن يقوم المجلس الوطني، و بعد أن تمثلت مكوناته في الإئتلاف بشكل مناسب جدا،بتسليم الراية لقيادة الإئتلاف و الإعتراف بأن هذا المكِّون، وليس غيره، هو الممثل الشرعي و الوحيد للشعب السوري.

    و لا يكفي الاعتراف اللفظي فالاعتراف يتطلب من المجلس الوطني أن يقوم بتسليم كافة الأموال و المواد الإغاثية التي مازالت بحوزته والتي حصل عليها باسم الشعب السوري إلى الإئتلاف الوطني، لا أن يتحدث أعضاءه عن قوائم إغاثية صممها المجلس الوطني وهي ستبقى بحوزته و كأنها ملك له و لا يمكن التنازل عنها.

    الاعتراف بالإئتلاف الوطني يعني أن يقوم المجلس الوطني بحل كيان الدولة الذي اقامه من نفسه بطريقة النفخ الأفقي والعمودي لا أن يبقي له رئيسا و هيئة عامة و كيانات يراد لها ان تكون بديلا للإئتلاف في اية لحظة.

    “أية لحظة هذه” التي سيعمل على اتاحتها لنفسه بكل ما يستطيع من قوة. و الأمر ليس انه “سيعمل” بل لقد بدأ العمل فعلا من اللحظة التي لم يقرر الاعتراف بالهيئة كممثل شرعي و ووحيد للشعب السوري وأن يترجم اعترافه بحل مكاتبه التي اصبح لا هدف لها سوى اصطياد العثرات امام الائتلاف إن لم نقل ايجادها.

    كيف نقرأ أنه تم الاعتراف بجسم على انه ممثل شرعي ووحيد للشعب السوري في الدوحة بينما في مكان آخر يتم الآن اصدار جوازات سفر ممهورة باسم المجلس الوطني؟ هذا يعني أننا نتحدث عن دولة ضمن دولة، فالمجلس الوطني يعتبر نفسه الأساس و ان هذا الإئتلاف مؤقت و سيزول عند أول هفوة وحتى قبل زوال النظام و انه سيعيد انتزاع الشرعية و التصرف وفق شرعية لم ينجح في الحصول عليها منذ نعومة أظفاره.

    و ماذا نفهم عندما يتحدث و يتباهى أعضاء المجلس الوطني أنهم هم من تحدث عن ضرورة دعم الجيش الحر و ليس الأستاذ أحمد معاذ الخطيب “الفوردي”، وهذا للعلم لم يحدث أبداً. هذامنطق حزب الله في لبنان، ومنطق مقاومة و ممانعة الإرهابي بشار في سوريا.

    ومن المفيد هنا هو تذكير المجلس الوطني اليوم بأمور ربما يكون قد نسيها في خضم التعارك على نسب التمثيل الداخلي و الخارجي الذي جلب أزمات قلبية لبعض قياداته وتم نقلهم للمشافي أن اليوم الذي فيه تم ابتداع فكرة المجلس الوطني كان ذلك مبنياً على خمسة أهداف رئيسية سأقتبس منها الهدف الثاني فقط والذي يقول:

    ‫ثانياً: وحدة الصف الوطني في مرحلة التغيير

    ‫يتمثل دور المجلس الوطني السوري في تعزيز التضامن الوطني بين جميع السوريين على السواء مع الثورة لبناء تحالف قوي لإنجاح الثورة ثم لبناء سورية موحدة أثناء المرحلة الانتقالية. كما ويجسد معاني الوفاق الوطني بين جميع السوريين ويمثل تطلعاتهم في بناء المجتمع المتسامح، لأنه الإرث التاريخي للمجتمع السوري. وسيعمل المجلس الوطني السوري على مواصلة تعزيز الوحدة الوطنية وسيادة الأراضي السورية.

    انتهى الإقتباس.

    هذا البند وعند تطبيقه فعلاً، يدعو الأخوة في المجلس الوطني لصهر الأنا “المجلسية” عندهم في الأنا الإئتلافية و يدفعهم لبذل كل ما يفيد و ينفع السوريين لا أن يتحولوا الى صائدي تخمينات و متشابهات متنرجسين و متناسيين أن هنالك وطنا يُغتصب كل ثانية، وان هنالك ارواحاً تزهق، ودماءاً تسيل و أعراضاً صارت للفرجة في شتى طرقات العالم و ساحات مدنه.

    كنت آمل ،مثل أمل الكثيرين الذين أعرفهم، أن يقوم أعضاء المجلس الوطني و بعد تثبيت عضوية ممثلي الكتل كأعضاء في الائتلاف الوطني الجديد بالاعلان عن انتفاء الحاجة لوجود هذا التكتل، وأن الولاء لله ثم للوطن الذي يمثله حاليا هم و آخرون ولكن يمثلونه من خلال الإئتلاف الوطني الجديد.

    هل سيبقى هذا مجرد أمل؟ أعتقد أن الأمر مازال في ملعب الشرفاء من أعضاء المجلس الوطني لكي يؤكدوا تفانيهم في الكل ورفضهم أن يكونوا “حزب الله” في جسد الإئتلاف الوطني الجديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى