صفحات المستقبل

المجلس الوطني – عاش من شافك حبيبي


مقدمة غير مرتبطة بالموضوع كثيرا لكن هذا خبر قنوات النظام الفاقد الشرعية اليوم والبارحة:

نحو مليوني سوري يحتشدون في ساحة الأمويين رفضاً للمؤامرة والتدخل الخارجي وشكراً للدول الصديقة ودعماً لمسيرة الإصلاح الشامل بقيادة الرئيس الأسد

أنا فرح حقيقة بهذه الصورة المشوهة والملونية المهزلة التي لا تذكرنا إلا بساحات يستخدمها الطغاة العرب للبحث عن شرعيتهم المفقودة فيها – لماذا أفرح لأنها تعمي الطغاة دوما عن رؤية الحقيقة – صدقني يا فاقد الشرعية أوكد لك من اليوم أن مجرور القذافي لم يتسع لأحد معه فلا تظن ان هذه الملايين التي تجبرها كل حين بطرق مباشرة او غير مباشرة لتحبك أنها ستدخل معك في مجرور نهايتك.

ثانيا لو كان النظام يؤمن ويعترف هو نفسه بشرعيته لماذا إذا يخرج الناس للشوارع، يا سقاطة الأنظمة لو كنتم ولما تكونوا –  حقا شرعيين وأتون للحكم بإنتخابات ديمقراطية وتعبرون عن إرادة الشعب لماذا هذه التقيئات الشعبية اللاعفوبة كل يوم.

هل تستطيع أن تتخيل ان الناخبين في أي دولة بالعالم يخرجون كل يوم ليؤكدوا على شرعية من انتخبوهم؟ ولماذا الانتخابات إذا؟

اليوم الخميس وقد يتم النشر اليوم او غدا، وكي لا نزيد الخلاف خلافا على أسماء الجمع الأفضل أن لا نعطي الموضوع أكثر من حقه لكن لا بد من التنويه ان هناك جزءا من الثوار مقتنع أن سوريا الغالية هي سورية الاسد ويعاملونها كأنها شخص يجب التخلص منه ومن ثم نأتي بسوريا جديدة من كوكب المغامرات ربما. لقد تعودنا أن النظام بغباءه يعطي الثورة هدايا مجانية من جراء تخلف عقله وعدم امكانيته استيعاب الثورة ومجرياتها، على ما يبدو أن البعض مصريين على رد الجميل من مبدأ الثورة صاحبة واجب وما بتترك شي عليها.

لنعود لقضية المجلس – المجلس حاف بدون القاب – يبدو أنه من الافضل لنا جميعا أن نحيد المجلس عن خلافات المعارضة وأن لا يكون حكما بين المختلفين وأن لا يحاول أحد جره الى طرف معين – هناك خلافات كثيرة في المعارضة وهي صحية وبعض الاختلافات القوية وهي مشكلة ما لم تتم معالجتها لكن ما زال هناك صفاء ثوري هدفه التحول نحو الدولة الديمقراطية ويرى رواده ان إسقاط النظام عقبة في طريق التغيير الطويل – .

كي لا نجتر كلاما أخذ صدى أكثر من المجلس نفسه، وإلتزاما بخط ونهج سحب المجلس من خلافاتنا – عمليا الموضوع صعب فالنقطة الجوهرية للخلاف هو قضية التدخل الخارجي ولا شيء غيرها – لن أتحدث عن الولادة المشوهة لهذا المجلس لكن سأرتكن إلى علم مدروس وهو جبر المنطق وأقتبس منه مسألة بحثية أكيدة تقول بكل بساطة ما يلي:

الصواب في طريقة الحل يؤدي الى صواب الحل بلغة اخرى أن الصح يؤدي حتما إلى صح أي ما دمنا بدأنا من شيء صحيح سنصل لشيء صحيح ولكن الخطأ في المعطيات أو طريقة الحل قد – خطين حمر تحت قد – يؤدي إلى صواب بمعنى اخر لنفترض انك تحل مسالة رياضية واخطأت في خطوات الحل هذا لا يمنع أن تصل لجواب صحيح.

المعطيات تظهر أن مجلسنا قد ابتدأ من خطأ لكن لا بأس فالكمال لله وحده والثورة بقوتها الجمعية والدافعة نحو التغيير قادرة على الوصول الى الصواب، وهنا نرى أن إمكانية ان يكون المجلس صيغة جيدة ومقبولة تضطلع بمهمة قيادة الإنتقال والتحول التي طرحتها الثورة، أي أن يقدم رؤية واضحة لما يريد أن يصل إليه وعدم الإختباء خلف إصبعه بأنه ينفذ مطالب الشارع فقط، فالشارع فوضه بنسبة جيدة ليتولى القيادة لا ليكون عبئا إضافيا عليها فإن كان قادرا وكفؤا لهذا التكليف فليكن أو فليتنحى.

لماذا لا يبدأ المجلس بمهمة إنشاء بوتقة فاعلة ناشطة تصب فيها كل الجمعيات والافراد التي عملت في المجال الحقوقي والإنساني معلوماتها، ليقوم هو برسم خريطة واضحة لشهداء الثورة السورية وعوائلهم والمصابين بدرجاتهم والملاحقين أمنياً وكل من فقد عمله أو تضرر سكنه أو تحمل ماديا تكاليف يعجز عن تحملها، بشكل مختصر جمع معلومات كافية عن الاضرار التي ألحقها النظام الفاقد الشرعية، بشرية ومادية ووضع خريطة طريق واضحة تكون خطوتها الاولى بدأ المساعدات الفورية ومحاولة إيجاد صيغ عملية لايصالها وإخراج المصابين للعلاج وإيجاد منافذ أمنة لخروج المطلوبين – هناك اناس مطلوبة للقتل من قبل النظام –

الخطوة الثانية والتي يجب ان يبدأ فيها المجلس من الآن، هي قياس حجم الاضرار وتقديرها، والبدء من اليوم بالتفكير بسبل واقعية لاستيعاب حاجات ومتطلبات الفئات الاكثر تضررا من قبل النظام الفاقد الشرعية بعد سقوطه.

إن ظهور نتيجة كهذه من قبل المجلس سترفع من رصيده الأخلاقي، وتنزهه من عيوب قد تلتصق به عن غير قصد وتفتح أمامه الباب للإحتكاك المباشر مع الشريحة الاكثر تضررا من بطش النظام ليستمع لمطالبها ويخفف عنها بالسرعة الممكنة، كما ستساعده على بناء روابط أوثق مع العديد من النشطاء والجمعيات التي عملت بشكل منفرد ويوحد الجهود لما فيه مصلحة الجميع، فهذا النشاط ضروري ومهم جدا الآن وبعد سقوط النظام.

هل هناك خير في ثورة لا تولي أهلها من ذوي النفوس الابية والذين وقفوا في الصفوف الأولى من أجلنا جميعا الأولوية وتسعى جاهدة للتخفيف عنهم مرحليا والبحث عن سبل واقعية لإعادتهم للحياة الطبيعية قدر الإمكان، جميعنا يعلم أن من ضحى لا يمكن تعويضه ولن تكفي المواساة المعنوية أو المادية عن رفع البلاء، لكن هي نوع من الوفاء والتكافل الجتماعي.

فكما على المجلس أن يحمل مطالبنا السياسية وغيرها عليه ان يبدأ التصرف كقائد للمرحلة ويعطي أولوية لمن أعطوه تكليفا مكتوبا بالدم ومسطرا بالعذاب والالام.

ثورة الإنسان وتحرير الإنسان يجب ان تبدأ من الإنسان …

نحو سوريا حرة ديمقراطية واحدة قوية موحدة

http://the-syrian.com/archives/49861

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى