صفحات الحوار

المخرج السوري رسلان شميط: جان رينو بطلا في العمل السينمائي الضخم ‘سلطان باشا الأطرش’

 

اجرى الحوار: عبد الجبار بن يحي:

يكشف المخرج السوري الشاب رسلان شميط ( نجل المخرج غسان شميط) عن أضخم مشروع سينمائي عربي حول شخصية ‘ سلطان باشا الأطرش ‘ يشارك فيه الممثل الفرنسي المشهور جان رينو، ويؤكد رسلان شميط بأن العمل سيجمع نخبة الممثلين من الدول العربية وسيتم تصوير العمل في عدة دول عربية وأوروبية ابتداء من شهر شباط 2013 .

يرى رسلان شميط بان الأحداث في سوريا تؤثر بشكل عام على الأوضاع الحياتية خاصة على السينما التي تأثرت بشكل مباشر لما يجري مشيرا إلى أن الدراما السورية تراجعت بشكل كبير جدا فتشتت الفنانون فيما بينهم فمن عارض عارض ومن ساند ساند ومن التزم الصمت وهاجر فكان له ذلك وكل هذا حسبه لا يخدم البلد أبدا ، ويطمح رسلان شميط إنتهاج خطى والده غسان حين ساعده في إخراج عدة أفلام منها ‘ الهوية ‘ الذي نال الجائزة الكبرى بمهرجان تطوان الدولي في المغرب، وجائزة مصطفى العقاد في مهرجان فجر في إيران، ‘الطحين الاسود ‘ ، ‘قلاع الشمس ‘، ‘أماكن وأسرار ‘ ،’ المدن المنسية’ ‘ منارات مضيئة’ و المسلسلات التلفزيونية ‘ موزاييك ‘ ، فيما تعاون في إخراج الفيلم الأخير مع والده ‘ الشراع والعاصفة’، عن رواية الكاتب الكبير حنا مينه كتب السيناريو بالتعاون مع الأديب وفيق يوسف. رسلان شميط المقيم حاليا باوكرانيا أسس مع زميل له شركة نيو فيجن ويعد فيلمه القصير ‘الطريق’ باكورة أعمالهما يكشف لنا المزيد في هذا الحوار.

نستهل البداية بالأحداث في سوريا فإلى جانب من يقف رسلان شميط ؟ مع الشعب أو النظام ؟

الوضع في سوريا خطير جدا وبلغ درجة من الحساسية التي صرنا نتحاشى الخوض في تفاصيلها خوفا من وضعنا في خانات لا نرغب فيها أصلا، الدماء التي تنزف من الوطن الجريح ومئات الشهداء الذين سقطوا هو سوريون وليسوا أجانب إذن من المستفيد الأول مما يجري في البلد الآن؟، أنا لا اعتقد بان الدماء وحدها ستحقق الهدف الذي ينشده أبناء البلد، إن كنا نتحدث عن الشعب فهناك شعب مع الرئيس بشار الأسد أيضا وان كنا نتحدث عن ‘ الثوار’ فهناك جزء من النظام انشق وانضم للثوار، وكل هذا لا يخدم الوطن ، هناك انقسام وشقاق حتى في الأسرة الواحدة، الوضع في سوريا لا يحتمل بتاتا إنها فتنة بكل ما للكلمة من معنى، أنا لا أبرئ طرفا على حساب الأخر لكن في الأخير أتمنى أن تهدأ الأحداث ونجد مخرجا سليما بأقل الأضرار حتى نتجنب قتل المزيد من الأرواح .

ما رأيك في قوائم الفنانين التي تم إعدادها؟

هناك حديث عن قوائم للمعارضين وأخرى للمساندين فيما تم وضع قائمة ثالثة للجهة الصامتة، وبالنسبة لي إنها فقط لعبة قذرة لتقسيم النخبة السورية وتشتيتها أكثر مما هي عليه ، إنها لا تخدم الهدف الأسمى أبدا، هذه أرضنا وليس لدينا ارض أخرى فلنوحد جهودنا مع بعض ولا أحد يساوم في وطنية الأخر .

حدثنا عن تجربة فيلمك القصير ‘الطريق’؟

الطريق هو قصة حقيقية لشاب عراقي مقبل على الحياة بكل جوارحه يتعرض لحادث أليم بعد مغادرته للعراق بسبب الحرب وولوجه لأوكرانيا بحثا عن حياة أفضل، الشاب الذي هرب سعيا للرزق من اجل إعالة عائلته يجد عائلة أوكرانية تتكفل به بسبب عدم قدرته على المشي مجددا إلا بصعوبة بالغة ويروي الفيلم قصة عيش الشاب العراقي في غرفة واحدة مع صديقه البنمي يوميات يستعيد من خلالها صعوبات الحياة أملا في غذ أفضل،

إذن من الممكن أن يتم إسقاط هذه التجربة على الوضع الحالي في سوريا ؟

ليس بالتحديد فقط سوريا، إنما على كل البلدان التي تعرف عدم استقرار سواء من الناحية السياسية أو الأمنية أو الاجتماعية ، الفيلم رسالة لللهاربين من وضعهم في بلدهم ويعتقدون فعلا بان الضفة الأخرى هي الملاذ الآمن لأحلامه وأمالهم بينما يتفاجؤون بوضع مغاير تماما للذي كانوا يتصورونه ، مثلما حدث للشاب العراقي الذي هرب في محاولة منه لإعالة عائلته فأضحى ينتظر الإعانة من عائلته بسبب الوضع الذي تعرض له في أوكرانيا، الطريق هو رسالة واضحة للجميع بأنه لا مكان لهم غير بلدهم وان أرادوا الأفضل فعليهم أن يغيروا الواقع بكل الطرق .

شاركت في إخراج عدة أفلام مع والدك غسان شميط لما هذا الارتباط ؟

والدي هو قدوتي في الإخراج ولولاه لما ولجت هذا العالم، كلما أشترك معه في أي عمل أحس بالاستمتاع أكثر وأكثر، لقد شاركت معه في عدة أعمال حقّقت نجاحا جماهيريا منها ‘ الهوية ‘ الذي نال الجائزة الكبرى بمهرجان تطوان الدولي في المغرب و جائزة مصطفى العقاد في مهرجان فجر في إيران ، ‘الطحين الاسود ‘ ، ‘قلاع الشمس ‘ ، ‘أماكن وأسرار ‘ ،’ المدن المنسية’، ‘ منارات مضيئة’ ‘ فيما تعاونت في إخراج الفيلم الأخير م’ الشراع والعاصفة’، عن رواية الكاتب الكبير حنا مينه كتب السيناريو بالتعاون مع الأديب وفيق يوسف.

ماذا عن مشاريعك المستقبلية ؟

نحضر لمشروع سينمائي ضخم هو الأول من نوعه في الوطن العربي حول شخصية ‘ السلطان باشا الأطرش ‘ يشارك فيه الممثل الفرنسي المشهور جان رينو ، سيجمع العمل نخبة الممثلين من الدول العربية وسيتم تصوير العمل في عدة دول عربية وأوروبية ابتداء من شهر شباط 2013 .

كيف تمكنتم من إقناع الممثل الفرنسي جان رينو بالدور ؟

جان رينو يؤدي دور جنرال فرنسي في عهد السلطان السوري باشا الاطرش، لقد اطلع على السيناريو وأعجب بالعمل والدور معا فوافق على تأدية دوره وهو الجنرال غاملان، المشروع سيكون ضخما بالنسبة للبلدان التي سيتم تصوير المشاهد فيها وهي سواحل سوريا، لبنان، الجزائر، واوكرانيا التي سيتم تجسيد أغلبية المعارك بها، هو مشروع مشترك بين سوريا والإمارت العربية المتحدة، وسينطلق التصوير به بعد ايام قليلة فقط في شهر فيفري .

حدّثنا قليلا عن الفيلم ؟

يرصد العمل شخصية سلطان الأطرش والمعروف باسم سلطان باشا الأطرش (1891-1982) قائد و ثوري سوري درزي وهو القائد العام للثورة السورية الكبرى 1925، ضد الانتداب الفرنسي، أحد أشهر الشخصيات الدرزية في العصر الحديث عرف بوطنيته وشجاعته ورفضه لتجزئة سوريا حيث بدأ سلطان بالتنقل بين قرى الجبل يحرض الأهالي على الثورة ضد الفرنسيين ويستثير النخوات، وانتهت إلى قيادته للعديد من المعارك الظافرة ضد الفرنسيين كان من أبرزها: معركة الكفر ومعركة المزرعة في 2و3 آب، 1925، ومعارك الإقليم الكبرى، ومعركة صلخد، والمسيفرة، والسويداء ومعارك أخرى كبّد فيها الجيش الفرنسي خسائر هائلة، و أجبرت الثورة فرنسا على إعادة توحيد سورية بعد أن قسمتها إلى أربع دويلات: دمشق، وحلب، وجبل العلويين، وجبل الدروز وإضطرت فرنسا إلى عزل مفوضيها الساميين وضباطها العسكريين في سورية وتعيين البدائل عنهم، كما حصل مثلاً مع المفـوض السامـي (سراي) بعـد مهاجمة الثـوار لقصر العظـم بدمشق، فعينت (دي جوفنيل)، إلى أن أرسلت أحد أبرز قياديها الجنرال غاملان ( جان رينو ) بعد تزايد قوة الثوار وانتصاراتهم.

كلمة أخيرة ؟

أتمنى أن نجد السبيل للنجاة بالوطن سوريا إلى بر الأمان، ونطمح أن يضيف فيلم ‘ السلطان باشا الأطرش ‘ الإضافة للسينما في الوطن العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى