صفحات العالم

المساعدات الإنسانية الأميركية للشعب السوري


آن ريتشارد * ونانسي ليندبرغ **

يواجه السوريون في الوقت الحاضر خياراً مريراً: إما ترك بيوتهم والهرب من عنف نظام الاسد، او البقاء على امل تجنب البطش بهم وبعائلاتهم. وفي العشرين شهراً الاخيرة اضطر نحو 400 الف رجل وامرأة وطفل الى اتخاذ القرار الصعب بمغادرة سورية الى أمان وحماية الدول المجاورة. وهناك على الاقل 2.5 مليون شخص في حاجة ملحة للمعونات الانسانية، وهي حاجات آخذة في الازدياد. وتقف الولايات المتحدة وراء جهود لايصال هذا الدعم الحيوي لهم جميعاً.

الولايات المتحدة بنت العديد من الشراكات عبر عقود مع منظمات دولية غير حكومية لديها معرفة عميقة وخبرة وطرق لايصال الدعم بسرعة في الوقت والمكان اللذين تكون فيهما الحاجة ملحة. وهؤلاء الشركاء يشملون برنامج الغذاء العالمي، واللجنة الدولية للصليب الاحمر، ومنظمة اليونيسيف، والمفوض الاعلى لشؤون اللاجئين التابع للامم المتحدة واخرين. وبالتنسيق مع الجهات المانحة الاخرى من المجتمع الدولي، وارسال دعمنا عبر قنوات المنظمات الدولية، تحقق مساعداتنا الانسانية الهدف المرجو منها. ويتم ايصال الدعم الذي نقدمه عبر خبراء محترفين يحترمون الثقافات المحلية، فيما يحاولون جهدهم تقديم افضل ممارسة مع الالتزام بالمعايير الدولية.

وتقود الولايات المتحدة جهود توفير المساعدات الانسانية، التي تقدر قيمتها حتى الآن بحوالى 200 مليون دولار، في سورية والبلدان المجاورة. وتعمل الولايات المتحدة من خلال المنظمات الدولية. ويعد وجودها في خلفية الجهود امراً مقصوداً ومؤثراً.

فالولايات المتحدة تهتم بأن ألاّ يعتبر نظام الاسد او المعارضة ان المساعدات الانسانية هي اداة سياسية او هدف عسكري. وفيما يمكن زيادة الوعي ببرنامج المساعدات الاميركية من طريق وضع علامات تسويقية على هذه المساعدات، فإن هذا من شأنه ان يعرّض حياة هؤلاء الذين يتلقون الدعم أو يتطوعون لتوزيعه الى الخطر. فنظام الاسد يستهدف الذين يبحثون عن الدعم، ولقي خمسة من متطوعي الهلال الاحمر السوري وخمسة من موظفي الامم المتحدة حتفهم اثناء تأدية واجبهم الانساني.

ان المساعدات الانسانية الاميركية بالاضافة الى الخبرة الفنية والدعم الديبلوماسي كانت عوامل اساسية في توفير الدعم الغذائي والعناية الطبية واللوازم المنزلية لهؤلاء الذين فقدوا كل شيء. وسوف يساهم الدعم الاميركي في دخول الاطفال الى المدارس وتوفير التدفئة للعائلات خلال فصل الشتاء المقبل. وتساهم الولايات المتحدة ايضاً في حملة تطعيم لحماية اكثر من مليون طفل سوري من الحصبة والعديد من الامراض الاخرى التي يمكن تجنبها.

وساهم الدعم الاميركي حتى الآن في مساعدة اكثر من مليون شخص داخل سورية ومئات الآلاف الذين نزحوا الى تركيا ولبنان والاردن والعراق. وتنقذ هذه المساعدات حياة هؤلاء وتمنحهم الامل، الى أن يتمكن السوريون، بمساعدة المجتمع الدولي، من الوصول الى حل سياسي يوفر لهم الامن والسلام الذي يريدونه ويستحقونه.

وفي هذا الوقت المأسوي، لا يقف الشعب السوري وحده. فعملية امداد المساعدات الانسانية اثناء النزاعات القائمة هي عملية معقدة وشديدة الخطورة. ومع ذلك تبقى الولايات المتحدة ملتزمة بتوفير الدعم الانساني طالما هناك حاجة له. وفيما يظل التزامنا بالشعب السوري راسخاً، فإن السلام وحده هو الكفيل بإنهاء هذه الحاجات الانسانية. وقد حان الوقت للنظام لكي يتوقف عن التضحية بمواطنيه، فالسوريون جميعاً يستحقون حق العودة الى بيوتهم واستئناف إعادة البناء.

* مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية

** مساعدة ادارية في وكالة الامم المتحدة للتنمية الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى