صفحات سورية

المعارضه السوريه وثقافة اللاحل

    عمر المقداد

    يقول ل أنور السادات في مضمون رساله بعث بها لهنري كيسنجر عقب إندلاع مواجهات اكتوبر 1973 , أنا لا اخوص هذه الحرب لنصر عسكري , بل أخوضها لتمهيد الطريق أمام حل سياسي , حيث أدرك السادات حينها بعقل سياسي محنك إستحالة السماح بأي حسم عسكري من قبل الولايات المتحده , معتمداً غي ذلك أيضاً على مدرسة كيسنجر نفسه الذي كانت سياسته مبينه أساساً على هذه النتيجه , المعركه العسكريه لتمهيد الطريق لحل سياسي ..

    المعارضه السياسيه السوريه الخارجيه لاتزال تعد نفسها فصيل ثوري , وهي ليست كذلك , بل فصيل سياسي لعبته سياسه أي الذراع السياسيه للمعارضه الموجوده على الأرض الممثِله للثوره في الخارج , إلا أن المتتبع لخطوات هذه المعارضه يقع على اكتشاف مذهل ,انها لم تقدم أي نوع من أنواع الحراك السياسي منذ بداية الأزمه بل هاجمت أي مشروع لحل سياسي , وعلاوة على ذلك المبادره الوحيده التي تم تقدميها بشكل شخصي من السيد معاذ الخطيب فتحت عليه النار بدلاً من وضعها على الطاوله ومناقشتها من قبل بقية الأعضاء .

    المعارضه اليوم تنتظر المجتمع الدولي كي يفصل لها مبادرات ويتفق على الشأن السوري بينما حصرت مهمتها بالرفض على بعض القنوات كالجزيره والعربيه ,وفي بياناتها الرسميه ,

    أيضاً ماقدمته المعارضه السوريه , مؤتمرات كفيله بتغطية قضايا العالم بأسره , وهيئات دعم للثوره تكفي معظم مناطق النزاع بالعالم ,إلا أنك تفاجئ على الأرض بأرقام تصييبك بالإحباط لحجم الحاجه لدى السوريين في المناطق الحدوديه والمخيمات أو حتى المتواجدين خارج المخيمات ..أي فشل على الصعيد الإغاثي أيضاً على الرغم من عشرات الهيئات الإغاثيه.

    من هنا فإن المعارضه السياسه السوريه تتحمل جزء لايستهان به من المسؤوليه في القضيه السوريه ,سواء لجهة الاستمرار في الخطاب الحاشد لمعركة لاتمتلك المعارضه حسمها , وتعلم أن المجتمع الدولي لايريد لهذه المعركه أن تنتهي بالحسم العسكري , لإسباب عديده تم تفنيدها سابقاً بعدة مقالات , كالسلاح الكيماوي ومستودعات الجيش السوري وقضية الحدود مع اسرائيل وحزب الله وايران .. الخ

    والعديد من الملفات التي إن سقطت بها السلطه على نحو مفاجئ فانها ستؤدي لكارثه حسب توقعات مراكز الدراسات الاستراتيجيه في الغرب بشكل عام .

    وأيضاً لجهة عدم تقديم هذه المعارضه لمشروعها السياسي للبدء بتكريس اسس النضال السياسي الذي يخفف من حدة القتل والاستنزاف للدوله ومقوماتها البشريه والماديه ,ويعيد البوصله للثوره السوريه إلى أخر ما يحتاجه تفعيل اسس هذا النضال في خارج وداخل سوريا .

    في أخر ارقام قدمتها الأمم المتحده عن اللاجئين فقد وصل عددهم في المخيمات إلى أكثر من مليون لاجئ , إضافة إلى ملايين آخرين هجره داخليه , وملايين مثلها باتت موزعه حول العالم , وأكثر من 95 بالمئه منها من مايسمى بالمناطق المحرره التي تم تدمير بناها التحتيه بشكل كامل إضافة إلى اختفاء كل مقومات الحياه منها باستثاء السلاح الذي بات منتشراً بشكل عبثي غير منظم هنا وهناك ,الأمر الذي أضاع بوصلة القضيه وأطال عمر السلطه , وزاد في عذابات شعبٍ قرر الخروج على جلادٍ لايرحم ,فإذا به يصطدم بوحوش الثورات ومرتزقتها يسيطرون على ماتبقى من القضيه في سبيل قضيه أخرى ..عنوانها المال والسلطه ,وديكتاتوريه من نوع أخر باتت في طور النشوء ويتم الاعداد لها على نار هادئه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى