صفحات الحوار

المعارض السوري البارز ميشال كيلو في يدعو أطراف المعارضة في سوريا للتوحد والدخول في تسوية تاريخية تخرج سوريا من أزمتها


وتوفر لها الانتقال السلمي نحو نظام ديمقراطي بديل.

قرار تعليق عضوية سوريا داخل الجامعة العربية دخل حيز التنفيذ. هل ترى أن هذا الإجراء الذي أقدم عليه العرب من شأنه أن يدفع بالنظام السوري إلى مزيد من التشدد والاستمرار في سياسة الهروب إلى الأمام؟

 هذا القرار كان مرتقبا. هناك سوريون كثيرون بما في ذلك أوساط في المعارضة ترى أنه لم يكن من الضروري تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية لأن الأخيرة دخلت في مشروع سوري وهو المبادرة، والغرض منها هو إيقاف العنف في سوريا وإخراج الجيش من الشوارع والناس من السجون وإيجاد أرضية عامة من أجل الوصول إلى تسوية تاريخية تخرج سوريا من المأزق. هناك أناس من المعارضة يقولون إن هذا التدبير لم يكن ضروريا وأنه خاطئ. لقد ذهب الموقف السوري كثيرا نحو التشدد بعد قرار الجامعة العربية وهو مرشح لمزيد من التشدد.

المشكلة الحقيقية في سوريا هي أن طريقة التفكير التي يعتمدها النظام في معالجة الأزمة أصبحت الجزء الرئيسي من الأزمة وهي طريقة اعتمدها طيلة نحو خمسين عاما وتتلخص في القول “إن موقفي صحيح والآخرون على خطأ. الآخرون سيغيرون آرائهم وأنا سألتمسك بآرائي”. والمسألة مسألة وقت ومسألة استخدام مفرط أو خفيف أو رشيد للقوة وفي حالة سوريا اليوم هو استخدام مفرط للقوة.

ما رأيك في الإعلان عن تشكيل مجلس عسكري للجيش السوري الحر أي المنشقين عن القوات المسلحة السورية؟

 هناك تصاعد كبير للأحداث خلال الأسبوع الماضي، وهناك تبدل كبير في البيئة الإقليمية حول سوريا وهذا يعني أن النظام يفقد فعليا الشرعية في نظر البلدان العربية وأنه أصبح مشكلة قومية ومشكلة عربية لها علاقة بالمجال الإقليمي.

 التقيت أخيرا بالأمين العام للجامعة العربية وقلت له إن حجم العنف في سوريا لم يعد يهدد الدولة والمجتمع في سوريا فحسب وإنما أصبح يمس الآن الأمن القومي الإقليمي للعرب ويفتح أبواب سوريا على احتمالات لا أحد يتصور خطورتها إذا نجح النظام في تحطيم المجتمع أو المجتمع في تحطيم الدولة.

عندئذ سيواجه العرب مشكلة لها أول وليس لها آخر، وستنتقل كل هذه المشاكل من المجال المحدود إلى المجال العربي العام و يقع فتح أبواب العالم العربي أمام تدخلات دولية خارجية كبرى لا أحد يستطيع أن يسيطر عليها لأن السيطرة على المجال الداخلي السوري تتلاشى أكثر فأكثر خاصة مع هذه التشكيلات العسكرية التي بدأت تبرز في الساحة. وأنا متخوف كثيرا من هذه التشكيلات لأن الثورة بدأت عندنا سلمية وهي ثورة الحرية.

ماذا عن المعارضة، ما هي الطريق التي يجب أن تسلكها؟

 يجب أن تتحد المعارضة حول برنامج للانتقال السلمي والديمقراطي نحو نظام ديمقراطي بديل ونحو تسوية تاريخية تنجز مع من يريدون من أهل النظام من جميع الأطياف السياسية في سوريا.

لماذا لم تنضم حتى الآن إلى المجلس الوطني السوري؟

 أنا أفضل أن أبقى كائنا ومثقفا مستقلا، وهذا يعطيني هامشا من حركة أوسع ويترك لي حرية الضمير والرأي أكثر. كنت شيوعيا في السابق وكنت أكرر ما يقوله لي الحزب. لا أريد أن أكرر هذا الآن، لا أريد الشيء نفسه الآن. أريد أن أبقى مثقفا مستقلا يكون آراءه بنفسه ويحترم الجميع ويريد أن يصل إلى قواسم مشتركة مع الجميع ويضع المصلحة الوطنية والمصلحة العامة فوق أي اعتبار.

هل من كلمة توجهها من موقعك الوطني المسيحي السوري؟

المسيحيون في سوريا هم جزء من الشعب السوري وجزء من نتيجة وليسوا طائفة. المسيحيون أسسوا أحزابا منها “حزب البعث العربي الاشتراكي” ولعبوا دورا كبيرا في جميع الأحزاب الأخرى مثل “الحزب الشيوعي” و”الحزب القومي السوري”. نحن لسنا طائفة ولا يجوز أن نتصرف كطائفة. نحن جزء من شعب وواكبنا هذا الشعب في حراكه الوطني. نحن جزء تكويني منه ولسنا بضيوف عليه أو أننا نبتة غربية أو إضافية فيه. نحن جزء رئيسي من الشعب العربي ومن الحضارة العربية الإسلامية ومن الشعب السوري وعلينا أن نتصرف باعتبارنا جزءا مظلوما يريد الحرية لأن في الحرية مصلحة للجميع وعلى رأسهم المسيحيين.

مونت كارلو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى