صفحات المستقبل

المهلة العربية الجديدة , في صالح الثورة


ربما مع سماع ما خرج به , الاجتماع الوزاري العربي , بـ مهلة ثلاثة ايام , لكي يوافق النظام , على ارسال مراقبين عرب , لـ الاطلاع على الحقائق  , يجعلنا نقلق و نشك , و نقول ان الجامعة , عادت لـ مجاملة النظام , بـ مهل جديدة , لـ تثبيت حكمه , و قمع الثورة

ذيُظن , أنّ الحقيقة , عكس ذلك تماماً ,,

المهلة , جاءت كـ عملية إحماء , قبل الطوفان العربي و التركي و الدولي , لاقتلاع النظام نهائياً , و بأي طريقة كانت

الجامعة العربية , و المجتمع الدولي , و الجميع , مُصرّ على الضغط على النظام السوري , لـ تطبيق المبادرة , و هم يعلمون , و النظام اكثر منهم علماً , انّ تطبيق المبادرة يعني اسقاطه شعبياً , فـ إخراج المعتقلين , و ما يحملونه هؤلاء المعتقلين , من عزيمة على المضي في الثورة , و ما يحملونه ايضاً , من جروح الأسر , و ما سيخرج معهم , من تفشّي لإسرار المعتقلات , من الاعدامات الجماعية و و و , و عن باقي بنود المبادرة , من دخول الاعلام , لـ تنكشف كامل حجج النظام , من حقيقة العصابات , و عدم تمكنه حينها من الحد في اعداد المتظاهرين , و الذي يعلم انهم سيكونون بـ أعداد كبيرة جداً , و ستكون تحت تغطية عدسات الاعلام العالمي ,  بـ الاضافة لـ كشف حجم الدمار , و روايات الاهالي , و كشف الستر الامني المعتم على الوضع السوري , و الذي مهما نشطت عدسات الجوالات , فـ هي لن تنقله كـ اعلاميين مختصين , اذاً , المحصلة لا يستطيع النظام ابداً , ان يطبق شيئاً من المبادرة , و في حال كان التحليل السابق خاطىء , لكان النظام نفّذ المبادرة من البداية , و لم يصل الى هنا

الجميع يريد استنفاذ الاسباب , امام الشعوب و الاعلام و التاريخ , و لكي لا يقال انهم قد تجاوزوا , أو وفروا حلاً , قبل الانتقال الى بدء تنفيذ آليات اسقاط النظام , و التي من الوارد ان تحوي كل السُبل

فـ لنعكس قرار الجامعة اليوم , فـ ماذا لو علّقت الجامعة , عضوية النظام السوري  ,, ماذا بعد ؟

لا  شيء جديد , سوى التحضير لـ الخطوة الثانية , المتمثلة بـ نقل الملف السوري الى مجلس الامن , و إنشاء المنطقة العازلة , و تحضير قرار دولي بـ حظر الطيران على سوريا , و بدء عمليات الدعم اللوجيستي لـ المنشقين

حقيقةً ,, كل ذلك يتم التحضير له , و هذا ما رشح عن اجتماع اوغلو مع الوزراء العرب , و زيارة جوبيه غداً الى تركيا , و سبقه تشكيل الجيش الحر , لـ مجلس قياديّ , أي انّ قرار تعليق العضوية , لو صدر اليوم ,  لا يمكن  البدء بـ تنفيذ تلك التحركات صباح الغد , لأنّ قرار البدء العملي , ليس بـ تلك السهولة , و الاجماع الدولي لم يكتمل بعد , و المعارضة بـ أطيافها , لم تحدد موقفها النهائي اتجاه تلك الخطوات , و ستكون الجامعة وقتها , مُدانة في نظر الشعب السوري الثائر

لذلك كان قرارها بـ بنوده الجديدة , و التي هي بـ نفس فحوى المبادرة السابقة مع صياغة جديدة , ملخصةً بـ اعطاء النظام مهلة ثلاثة ايام , لـ موافقته على ارسال المراقبين , واضعين كل آمالهم  ان يوافق عليها,

و بذلك يُسرع اسقاط نفسه بيده , لا بيد أحد آخر

لو كانت الجامعة , قد تراجعت في ادانتها لـ النظام , لكانت قبلت بـ عقد قمة , و وافقت على حضور المعلم , لـ اجتماع اليوم , لكن القرار العربي , و أظن الدولي , قد اُتخذ , و المهلة , هذه المرة ,  هي في صالح الثورة , و ضد النظام

إنّ كل يوم يمر , يزداد الضغط الاقتصادي , اي انّ نظام الاسد , يستهلك من مخزونه المالي , سلبياً لا ايجابياً , كما يسمى حرق اموال , لا تفعيل اموال , مع قلة السيولة في السوق و قلة مواد المحروقات , تزيد الضغط الداخلي على النظام , مما يسمون بـ الطرف الثالث , و يزداد أيضاً عدد المنشقين , و يزداد التأييد الدولي , و يزداد الاجماع الرسمي العربي , و يزداد تنظيم الثوار لأنفسهم , و يزداد حسم الموقف الشعبي السوري , و للأسف يزداد عدد الشهداء , لكن بـ منظور سياسي دولي , بعيداً عن العاطفة , كل شيء سلبي على النظام يزداد , و ايجابياته تنقص , و بذلك , فإن مرور الوقت , سيجعل النظام , ضعيفاً اكثر فـ أكثر , مما يسهل اي مهمة لاحقة , فعلية في اسقاطه

فـ المجابهة معه , سياسية او اقتصادية او شعبية , او حتى عسكرية , احتمالات نجاحها اكثر , إن كان النظام قد فقد نصف قوته , من أن يكون فقد ربع قوته ( و النسبة مجازية ) , و مع الوقت ايضاً , النظام يزداد عزلة , و يبيع نفطه بـ المزادات , و يستنفذ احتياطياته المالية و العسكرية , مما يجعل , اجتماع تلك العوامل , ينخر في جسد النظام , لـ يصبح اكثر ضعفاً , و أقل مقاومة لأي عمل فعلي اتجاه اسقاطه , و ربما خروجه قبل الوصول لـ حل عسكريّ , آخذين بعين الاعتبار , العمر الشاب لـ بشار الاسد , و الجنسية الانكليزية لـ عائلته , و يمكن – كما صدر تحليل – انّ يتبدّل الوضع السوري , في ثلاثة اشهر , او شهر , او في ليلة و ضحاها , كون النظام ادرك تماماً , ان العودة استحالت , و ربما – لاحقاً – المفاوضة , على خروجه معزوزاً بـ طريقة ما , و تحييد المحاكمة الدولية , سيكون حلاً مرضياً لـ الطرفين , و في احدى الصحف الامريكية قيل : عند الوصول لـ هذه المرحلة , يجب على الشعب السوري عدم التعنّت , و دفن الماضي , و الالتفات الى بناء دولته الجديدة ,,

الثـــــورة منتصـــــرة ,,

فري سيريا

http://the-syrian.com/archives/53679

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى