صفحات مميزة

الموت في حلب/ فرانشيسكا بوري

 

شيئان لم يتغيرا منذ بدأت المعارك في حلب في آب (اغسطس) 2012 مع هجوم مقاتلي “الجيش السوري الحر” على قوات بشار الأسد: الدفاع الوحيد الفاعل ضد الطيران هو الطقس السيء، والملجأ الوحيد هو الحظ.

فمنذ اشهر نروي قصة مدينة مدمرة، قذائف تنهمر، وشوارع يقفلها القناصة، وصواريخ ودبابات تطلق مدافعها، قصة مدينة شوهت سكانها الحمى النمشية (تيفوس) والليشمانيوز (تسببه لسعات الناموس) والجوع، حيث عشاء اطفالها يقتصر على بعض العشب ومياه المطر، وحيث الانهار تلفظ الجثث، واسراب الحشرات تنقض على امعاء او كبد او رئة.

قنابل يدوية، صواريخ، طائرات، نشطاء مقطوعو الرأس، فتيان في الخامسة عشرة معدومون، مستشفيات مقصوفة، وعمليات جراحية تجرى بسكاكين المطبخ، اما المسكن الوحيد المتوافر فتربيت ممرضة على الكتف. شاهدنا جثثا مقطعة، ورؤوساً وايدي، واجزاء من جماجم.

البعض يقول ان حصيلة المائة وخمسين الف قتيل التي قدمها “المرصد السوري لحقوق الانسان” تقل بكثير عن الحقيقة، ويتحدث عن 220 الف ضحية. روينا الرعب بكل الكلمات الممكنة، حتى بتنا نفتقر الى الاوصاف. ربما لاننا لم نفهم انها الحرب.

لان في حلب اليوم ليس هناك سوى جبهة واحدة: السماء. هنا نموت من دون سابق انذار. انفجار يأتي من لا مكان، وميض حي، عصف، ثم الهواء الحارق الممتلئ باللهب، بالدم، بشظايا القذيفة. وفي وسط الغبار، في خضم الصراخ، كتل من اللحم واطفال متفحمين. ليس هناك اي ملجأ: المباني ليس لها طبقات تحت الارض. والثوار القليلو العتاد ليس معهم سوى هذا الرشاش الروسي القديم: الدوشكا، الذي لا تزيد فاعليته ضد الطائرات عن فاعلية بنادق الصيد.

بدأ هجوم قوات الاسد المضاد في كانون الاول (ديسمبر) 2013. ندخل حلب الآن من طريق منطقة الشيخ نجار الصناعية، تحت ازيز قذائف الهاون وقاذفات الصواريخ ورصاص الكلاشنيكوف. ندخل تحت “البراميل” المملؤة بالنفط والمتفجرات، تلقيها المروحيات بالعشرات، ليل نهار، في اي وقت، وفي كل مكان، فتوقع كل منها خمسين ضحية في المتوسط. لا تمييز بين المدنيين والمقاتلين. الموالون للنظام قريبون جدا بحيث يتبادلون مع الثوار الشتائم وهم يطلقون النار، واحيانا تأخذهم “البراميل” في طريقها ايضا.

على مدى كيلومترات وكيلومترات، حلب لم تعد موجودة. تتقلص المدينة يوما بعد يوم. لكنها ليست خالية كما توحي، لأنه كما يقول السائق الذي اقلني “النزوح ترف لا يقدر عليه الكل”. هناك من لا يستطيع دفع 150 دولارا للانتقال بالسيارة الى الحدود التركية، تضاف اليها 100 دولار عن كل شخص لرشوة شرطي الحدود والعبور غير الشرعي الى الاراضي التركية.

حلب تبدو كمدينة اشباح، لكنها لا تزال تحتضن بعض السوريين المنهكين الذي قد يصل عددهم الى 80 الفا بحسب بعض التقديرات. يمضغون احيانا الكرتون لتهدئة جوعهم، ويراقبون السماء. من قبل كان الطيران يغير مرتين او ثلاث مرات في الاسبوع، قبل ان يتوقف. ثم جاءت المروحيات التي تظهر فجأة وتلقي قنابلها، مرتين او ثلاث مرات كل ساعة. ليس هناك شيء آخر في حلب سوى الانتظار والموت. لا شيء غير هذا الهدير الذي يشتد، وفجأة هذا الصراخ: طيارة. فيهرع الجميع في اتجاهات شتى، يختبئون تحت كرسي او خلف خزانة، وحتى سطل الماء، او اي شيء. ثم يخرج الحلبيون المروّعون من بين الانقاض. هكذا يعيشون بين الجثث التي لا ينتشلونها، ووسط الجدران المهدمة والملابس والكتب والنجفات واحذية الاطفال، وبعضها لا تزال ارجلهم فيها.

يبكي الحلبيون بانتظار الانفجار المقبل. الى حين يطلق رشاش “دوشكا” بعض رصاصاته ليحذرهم من المروحية القادمة. ومن جديد يبدأ الجميع بالصراخ والهرب. وفجأة يدوي الانفجار العنيف. يبدو خيال امرأة خارجا من بين غيمة الغبار، ثم خيال رجل، فآخر، وثان وثالث، ثم رابع ينهار. يحملون بين ايديهم جثثا مشوهة ومقطعة. تركع النساء ناحبات امام هذه البقايا البشرية، وبين اصابعهن نتف من قماش… بعض ما بقي من ابنائهن.

يموتون في حلب. لا شيء آخر. ينتظرون ويموتون.

الصحافية الايطالية فرانشيسكا بوري زارت مدينة حلب السورية المحاصرة، وروت هذه الشهادة التي نشرتها صحيفة “لوموند” الفرنسية اول من امس الجمعة:

 

———————

النص كاملا بترجمة بشير البكر

 

——————————–

في جحيم مدينة حلب
فرانشيسكا بُورّي

منذ أن بدأت المعارك في حلب، في شهر أغسطس/آب 2012، مع هجوم الثوار المنضوين في الجيش الحرّ ضد قوات بشار الأسد، شيئان اثنان لم يتغيّرا. وسيلةُ الدفاع الجويّ الفعالة هي سوءُ الطقس. والملجأ الوحيدُ هو الحظُّ. نحن، منذ شهور نحكي قصة مدينة من الأنقاض، وابل من القذائف وشوارع غاصة بالقناصة المنعزلين وصواريخ ومدافع تطلق النار. قصة مدينة شوَّهَها “التيفوس” و”الليشمانيا” والجوع، حيث عشاء الأطفال الوحيد هو العشب وماء المطر. أنهارٌ تقذف جثثا وسحابة كثيفة من الحشرات تحتشد حول أمعاء وأكباد ورئات. قنابل يدوية وقذائف وطائرات ونشطاء مقطوعو الرؤوس، ومراهقون قُتِلوا ولمّا تتجاوز أعمارهم خمس عشرة سنة. لقد تحدثنا عن قصف تعرضت له المستشفيات، وعمليات جراحية تم إنجازها بواسطة سكاكين المطبخ، وعن أن أفضل مهدئ يمكن أن يترجّاه المريض هو مُداعبة من ممرضة. لقد رأينا أجساداً مشوهة ورؤوساً وأيدياً وأطرافاً من الجماجم.

إن الحصيلة تشير إلى 150 ألف قتيل، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ولكن البعض يتحدث عن 220 ألف ضحية. لقد تحدثنا عن الرعب بكل الكلمات الممكنة. تنقُصُنا النعوتُ والأوصاف. ربما لم نتفهم أن الأمر يتعلق بحرب.

لأنه لا توجد، اليوم، في حلب، سوى جبهة واحدة: السماء. نموت، هنا، من دون إشعار. انفجارٌ يأتي من أي مكان، ضوء حادّ، عاصفة، ثم يصبح الهواء حارقاً ويمتلئ بالنيران والدمّ وشظايا القذائف. ووسط الغبار، ووسط الصرخات، توجد هذه القطع من اللحم وهؤلاء الأطفال المتفحمون. لا يوجد أي ملجأ: لا تحتوي المنازل على أقبية. والمقاتلون لا يملكون إلا الرشاشات الروسية القديمة “الدوشكا”، التي تُعادل في فعاليتها ضد الطائرات فعالية المنفاخ.

ابتدأ الهجوم المضاد لقوات بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول 2013. ندخل الآن إلى حلب من خلال 15 كيلومتراً من الجبهة، ابتداء من المنطقة الصناعية للشيخ نجار. تحت نيران المدافع والقذائف والكلاشينكوف. ندخل إلى المدينة تحت “القنابل-البراميل”، الممتلئة بالبترول والمتفجرات التي تقذفها طائرات الهيلوكبتر. تُمطر بالعشرات، ليلاً ونهاراً، في كل لحظة، وفي كل مكان، متسببة، كل مرة، في 50 ضحية. لا يوجد أي تمييز بين المدنيين والمقاتلين، بل ولا حتى بين المقاتلين أنفسهم. لأن المقاتلين والموالين للنظام يتواجدون في أماكن متقاربة فيتبادلون القصف والشتائم. وهكذا يمكن للقنابل-البراميل أن تَطالَ الموالين للنظام أيضا.

لم يعد لمدينة حلب وجود على كيلومترات عديدة. المدينة تنقص من يوم لآخر. غير أنها ليست فارغة كما تبدو، لأنه كما قال لي سائقي: “من البذخ أن يصبح المرء لاجئا، وهذا ما لا يستطيعه كلّ الناس”. إنه لا يملك 150 دولاراً (120 يورو) لدفع ثمن سيارة تنقله إلى تركيا، والتي يجب أن يضيف إليها 100 دولار عن كل شخص – عنه وزوجته وأبنائه الثلاثة- ضرورية لرشوة شرطي واجتياز الحدود، بصفة غير قانونية. تبدو حلب مدينة أشباح، ولكنّ السوريين لا يزالون متواجدين فيها، مُنْهَكِين.

تشير التقديرات إلى بقاء 80 ألف شخص في المدينة، من الذين يمضغون الورق لتسكين الجوع، وهم يستقصون السماء. الطائرة في السابق كانت تقصف مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، ثم تختفي. أما الهيلوكبتر، الآن، فتحوم وفجأة تطلق قنابلها، مرتين أو ثلاثاً في الساعة. لا يوجد شيءٌ آخَر في حلب. الناس ينتظرون ويموتون. لا شيء آخر سوى الأزيز، الذي يشتدّ وفجأة ترتفع هذه الصيحة: “طيّارة”، فينبطح الجميع تحت كرسي، خلف خزانة، دلو، أي شيء. الحلبيّون مرعوبون، ينبثقون من الأنقاض. هم هكذا يعيشون، بين الجثث التي لم يَسْتَرِدّهَا أحَدٌ، أبدا. بين الحطام، ثيابٌ وكتب ورقّاص ساعة وفردة حذاء لا تزال رِجْلٌ داخلها.

يبكي الحلبيّون حتى الانفجار القادم. إلى أن تتقيّأ دوشكا انفجاراتها الأربعة أو الخمسة للتحذير من وجود هيلوكبتر قريبة، ومن جديد يسمع المرءُ الجميعَ وهم يصرخون، الجميع وهم يهربون بأقصى سرعة. وفجأة، يُدوّي الانفجار العنيف. منطقة الأنصاري، الساعة الرابعة وأربعون دقيقة بعد الظهيرة. أول شبح يظهر هو شبح امرأة. تثقب ضباب الغبار، وهي تترنح. ثم يظهر رجلٌ، رجل آخر، وثالث ثم رابعٌ يسقط مغشيا عليه. بين أذرعهم، هذه الأجسادُ المجهولة والممزقة. الفتى الذي التقيتُمْ به، للتوّ، والموجود هنا، وهو باهت، لا يزال يضم إلى صدره دميته. وخلال أيام عديدة سترون، في الفجر، النساء الجاثيات على رُكَبِهِنَّ أمام هذه البقايا البشرية. بين أصابعهن، طرف من قماش، طرف من أبنائهن.

يموت الناس في حلب، ولا شيء آخر. ينتظرون ويموتون. يطالب القرار الصادر عن مجلس الأمن رقم 2139 ، والذي تم تبنيه في 22 فبراير/شباط، بفتح ممر آمن من أجل المساعدة الإنسانية. ولكن الأمم المتحدة، وانسجاما مع وضعيتها، تعمل من خلال الحكومة المعترف بها وحدها، أي حكومة الأسد. والرئيس السوري يمنع الشاحنات من الدخول عن طريق الحدود التركية، الخاضعة لسيطرة الثوار، وهو ما يدفعها للمرور عبر الجنوب، وهو ما يسبب خسارة في الوقت والمال، وخصوصاً أن القسم الأكبر من المساعدات (ما يقرب من 90 في المائة) يسقط بين أيدي النظام. بعض شاحنات تدخل، أخيرا، هذه الأيام، إلى حلب، ولا يبدو أن أحدا ما حصل على شيء. لا أرز ولا سكر. ولا قنينة حليب واحدة، لا شيء. يقول لي حسين، وهو سائق يعمل مع منظمة الصليب الأحمر: “لم يَعُد الأمر يتعلق بمساعدة إنسانية، إن كيلو أرز إضافيا لا يغير شيئاً. محكوم علينا بالموت، في كل الأحوال”.

وفي كثير من الأحيان يموت المرء حتى إذا نجا من القصف، إذ لا أحد يأتي لِيُخرجه من الأنقاض. ولا أحد هنا يملك شيئاً للإسعاف. لا يزال هنا مستشفيان، أو بالأحرى مستشفى واحد، فالأول تم قصفه أثناء كتابة هذا المقال.

الناس في حلب ينتظرون ويموتون. ولا شيء أكثر عنفا من الضربة الأولى. حين يكون الناس لا يزالون أحياء تحت الأنقاض، وأنتم تسمعون الصيحات، وسط الغبار، وأنتم لا ترون شيئا. هم يتضرعون: “ساعِدْني! ساعِدني!”. مثل هذه المرأة من منطقة السكري، أمام صرخات ابني أختها البالغين 17 و18 سنة. كان أقرباؤها يمسكون بها وهي تبذُلُ قصارى جهودها لإخراجهما من الأنقاض، تنزلق، تنهض من جديد، وتصيح: “ساعدني! ساعدني!”. ثم جاءت اللحظة الرهيبة جدا: الإخوان والآباء والأصدقاء يساعدهم الجميع وهم يُنقِّبون، بشكل يائس، بين الأنقاض، بِأيدٍ عارية. وعلى الفور وصلت طائرة هيلوكبتر أخرى وحامت، في نوع من الساديّة، فوق المَشْهد، بينما يعدو الجميع من جديد. لا أحد يعرف إلى أين يمضي، وكل الذين حاولوا استخراج الجرحى نهضوا وسط صرخات وضجيج ودموع وغبار ودمّ… وانفجار.

المدينة مقطوعة إلى قسمين: قسم في أيدي الثوار وآخر في أيدي النظام. وفي سبتمبر/ أيلول 2013، في القسم الشرقي، الذي يسيطر عليه الثوار، حلّ نظام جديد، نظام القاعدة، محل النظام القديم. مكانٌ واحدٌ لَم يتمّ قصفُهُ أبداً وهو المقر العام للمنظمة الإرهابية الغامضة. إلاّ أنه لا معنى، اليومَ، للحديث عن نظام، فمدينة حلب أصبحت أرضاً منزوعة السلاح يتقاسمها زعماءُ الحرب. الثوار متواجدون جميعا على خط الجبهة، منهمكون في قطع مَحاوِر إمدادات الجيش السوري والتهيئة لهجوم لإلهاء النظام في محافظة اللاذقية. لا توجد معارك؛ لا يوجد سوى الموت، الذي يضرب بالمصادفة. ولا يستولي الطرفان إلا على الأنقاض.

العلامة الوحيدة المرئية للسلطة توجد في مَدخل كاراج الحاجز، الذي أُطلِق عليه “شارع الموت”، لأنه يشكل نقطة المرور بين طرفي مدينة حلب، ويوجد، بشكل دائم، تحت نيران قناصة الأسد. وبالنسبة إلى من يعيشون في شرق المدينة فهو يلعب دوراً حاسماً. وبالنسبة إلى الكثيرين فوسيلة الدخل الوحيدة هي مرتباتهم كموظفين، التي يتوجب عليهم أن يحصلوا عليها في القسم الغربي، أو في بيع الفواكه واللحم والخضار، لأن أثمانها مرتفعة. ولكن الناس، هنا، وبشكل خاص، لا يتواجدون تحت القنابل. ويحصلون على المساعدات الإنسانية. وهنا تجد العائلات التي تم تهجيرها ملجأً لها. وقد حظر الإسلامويون المرتبطون بالقاعدة، في البداية، نقل الطعام والأدوية. وقد شيّدوا، في الوقت الراهن، حاجزا إسمنتيا.

أصبحت الحرب، حاليا، وفي قسم كبير منها، من عمل المحاربين الأجانب. جهاديون من جهة وحزب الله وإيرانيون ومرتزقة من الجهة الأخرى؛ ولم يعد يبدو أنها تشغل اهتمام السوريين. لم يعد أحدٌ يتحدث عن “مناطق محررة”. يتحدث الناس فقط عن غرب حلب وشرق حلب.

يُلخِّصُ علي، وهو أحد النشطاء الذين لا يزالون يعيشون هنا الأمرّين، “الجيش الحر يتقدم، يتقدم، يُتصوَّرُ أنه سينتصر… وفجأة لا يتلقى أي سلاح. حينها يقوم النظام بهجوم مضاد. يتقدم، يتقدم، يُتصوَّر أنه سينتصر… وفجأة يحصل الجيش الحر على أسلحة جديدة. يتكرر هذا المشهد منذ شهور. يُفكر الجميع في فرصة تدخل خارجي. ولكن التدخل الخارجي موجود. إننا نحتاج، بالأحرى، إلى تدخل داخلي: يجب علينا أن نُعيد سوريا للسوريين”.

الأولوية الوحيدة، هنا، هي البقاء على قيد الحياة. على شاشة التلفزيون المحلي، حلب اليوم، تظهر حصيلة جديدة للقتلى، ومن النافذة، في الظلام، وفي كل عشر دقائق وعشرين وثلاثين، يظهر شبح حلب، من جديد، في الوميض المفاجئ لأحد الانفجارات. أنظرُ إلى بندول الساعة، بعصبية، وأنا أنتظر الفجر، ولكني المُنتَظِرَة الوحيدة؛ إنها عادةٌ تنتمي إلى حياة أخرى. الفرق الوحيد بين الليل والنهار، هنا، يَكْمُنُ في أنه لا يمكننا حتى أن نهرب، بسرعة، في ليل حلب.

____________________________

عن صحيفة “لوموند” الفرنسية 16 مايو/ أيار

ترجمة: بشير البكر

الحياة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى