خالد ممدوح العزيصفحات سورية

النظام العائلي الحاكم ينسف المبادرة العربية ،وحمص صامدة حتى نهاية الأسد وسقوطه…!!!


خالد ممدوح العزي

طيف نزار قباني يلاحق ال الاسد :

يقول الشاعر نزار قباني:” بان الشعوبي الذي يزيف الحقائق ويقف أمام الحاكم … نزار الذي وقف بوجه سلطة الأب منتقدا سلوكياتها وقادتها وأدواتها كاشفا عوراتها ،منددا بها ليفجر الأشياء، لينتصر الضوء على العتمة وتقرءاه سنابل القمح والأشجار، وينقذ الكلمة من محاكم التفتيش ،من شمشمة الكلاب من مشانق الرقابة …

اليوم بشار يسير بخط أبيه ليعرب بأنه أبين أبيه بالفعل والتطبيق فهو اليوم يقاتل ضد الحركات الإسلامية منذ سنة 50 محافظا على خطه القومي والعروبي الذي يترجمه رجال مخابراته وكتائبه الأمنية التي تقتل الشعب السوري وتفتك بهم ،لقد هاجم المدن واحتل الإحياء لينهي الدور الإسلامي المتعب هاجم درعا وإسرائيل تبعد عن حدوده المحتلة 30 كيلوا متر ،ذهب إلى دير الزور ليهاجمها ويحتلها وينتصر على شوارعها الفارغة من كل شيء عدى الشعب المحتج على حكم البعث ،لم نعرف مواقع وقرى سابقا إلا عندما سمعنا بها في الإعلام السوري بان الجيش احتلها واعتبرنها بأنها إحدى قرى الجولان التي دمرت ،واليوم استعادها جيش الأسد العقائدي ،هذا الجيش الذي تحول لجيش يحمي السلطة بدلا أن يكون جيش الوطن،لكننا عرفنا فيما بعد بأنها قرية في ريف ادلب ،اسمها بنش.

فنزار الذي يخاطب صديقته الذي يعتبرها الجمهور العربي، فيسألها هل الهزيمة قطرية أم قومية أم هزيمته هو الشخصية من خلال قوله :

“أنا يا صديقة متعب بعروبتي ،فهل العروبة لعنة وعقاب”

لا حربنا حرب، ولا سلامنا سلام، جميع ما يمر في حياتنا ليس سوى أفلام”.

“نكذب في قراءة التاريخ،نكذب في قراءة الأخبار،نقلب الهزيمة إلى انتصار”.

لقد كتب الشاعر في قصائده كل ما يمكن أن يكتب عن النظام السوري، لم يعرف نزار بان التاريخ وكأنه يعيد نفسه، لان هذا النظام لا يعرف المهادنة أو المحاورة، لأنه لا ينفع معه سوى سلاح القوة الموجعة فيسلم من بعدها “كالرفاس المضغوط” .

المبادرة العربية والموافقة عليها:

حسب كل المصادر والتحليل بان النظام السوري وافق على مبادرة الجامعة العربية بعد لف ودوران واحتيال طويل مارسها مهندس النظام السوري وطباله المستمر ، لكسب الوقت من خلال رمي الكرة في داخل الشعب السوري واللعب على الألفاظ والمصطلحات ،فالثعلبة التي مارسها النظام على وفد الجامعة لالتقاط الأنفاس بسبب الضغط الشعبي والدولي التي تمارس على نظام الأسد ،فالنظام السوري بالرغم من كل الصور الجميلة التي يحاول تصويرها بأنه لايزال يسيطر على الوضع السوري وبان هذه الاحتجاجات بسيطة أضحى يسيطر عليها ،لكن الوضع يختلف كليا فالنظام أضحى يعاني من الحالة الداخلية ،الضغط الدولي ،الوضع الاقتصادي ،الانقسامات العسكرية ،الحصار الاقتصادي ،والشيء الأهم إرباك حلفاء النظام السوري من تصرفاته الوحشية وتحديدا إيران وروسيا ،بالرغم من كونه يبدي مرونة في التعامل مع المواقف العربية كي لا يظهر نفسه منبوذ يحاول التدخل في لبنان من خلال الخروق العسكرية واستخدام الحكومة اللبنانية لكي تكون الجندرماه في قمع وملاحقة المعارضين السوريين في لبنان،فإخراج المواطنين السوريين بالقوة إلى الشوارع للتظاهر بمساعدة الأشقاء في لبنان والعراق وقدوم مهرجي الزجل اللبناني للمباراة الخطابية والشعرية في هذه المسيرات الاستعراضية فضيحة من قبل النظام ، لقد قبل بالمبادرة لغاية في نفسي يعقوب ،من اجل إفراغ مضمونها وتحويلها إلى مبادرة فارغة وعاجزة عن التنفيذ،فالنظام السوري الذي ألزم بتنفيذ المبادرة من اليوم الأول لموافقته الرسمية عليها ، خرج بمبادرة التفافية على المبادرة بمطالبة السورين الذي لم تلطخ أيديهم بالدماء لتسليم أسلحتهم التي اشتروها أو من ساهموا فيها “بنقلها أو تمويلها”،لكي يهرب النظام من تنفيذ المبادرة العربية ، التي لم تتوقف أمام هذا البند الذي أدرجه النظام بنفسه ويعتبره أساسي لتسويق نظريته القائمة على وجود عصابات إرهابية في سورية وهو يقاتلها منذ 8 شهور،ليتخذ من تصريح الناطقة بلسان وزارة الخارجية الأمريكي مخرجا هاما له بكون أمريكا متورطة في سورية عمليات أمنية من خلال دعوتها العلنية برفض المخربين تسليم الأسلحة ،من خلال فبركة الحديث الرسمي للناطقة القائل بان على السوريين عدم الانصياع لقرارات الأسد المطالبة بتسليم أنفسهم ، وليس عدم تسليم السلاح .

الموقف الروسي والإيراني :

لقد نصحت روسيا الأسد ونظامه بالموافقة على المبادرة العربية لان المبادرة بنظرهما مخرجا سليما لبقاء الأسد لفترة أطول في السلطة ولكي يتمكنوا من المتابعة في دعمهم له.

1- الموقف الإيراني :الذي ينصح الأسد بإجراء إصلاحات سريعة في سورية بالفاء سيطرت حزب البعث ،مقابل اعتماد صيغة الحرس الثوري الإيراني ،أي تشريع جيش البعث والشبيحة “المتطوعين “الذين تمرسوا بالقتل وباتوا من أصحاب الخبرات المذهلة والتحلل من كل الأخلاق والضمير .

2- موقف النظام : الاستفادة من المبادرة من خلال ممارسة القتل الجماعي للنشطاء الحراك ومحاولة تقطيع الوقت وكسب الود العربي من خلال الالتزام بالمبادرة العربية .

3- الموقف الروسي : لقد نصح الروس الأسد عن طريق وفد حزب الله الذي زار موسكو بان يوافق سريعا على المبادرة العربية دون تردد أو تلكأ فيها لأنها الخرج الحالي لها ،وبالتالي بظل الضغوط التي يتعرض لها الأسد والتي باتت موسكو محرجة دوليا وعربيا من دعمها للأسد،والتي رأت بالمبادرة مخرجا مشرفا للأسد من خلال التغيرات التي سوف تحدت في المنطقة،وعليه المبادرة الفورية بإجراء إصلاحات اقتصادية وإصلاحات سياسية وإعلامية وحزبية لكي يشعر السوريين بأنها خطوط معقولة .

والجميع ينصح بإجراء انتخابات نيابية وفق دستور جديد يوفر له الأغلبية المريحة داخل المجلس الجديد ،كما هو الحال في إيران وروسيا ،طالما الأسد يتحدث بان أغلبية الشعب معه.

التغيرات القادمة:

السوري والإيراني والروسي والصيني يرون بان المنطقة قادمة على تغير يسمح للأسد بالصمود وتغير المعادلة ،فأمريكا سوف تخرج من العراق ،وبالتالي سوف ينسج هذا الفضاء لنسج قوة ومتنفس للأسد يمتد من إيران إلى لبنان،في جبهة قوية تتحكم برقبة الأمريكي الذي يحاول الخروج من العراق دون خسائر من خلال ضمانة إيرانية،ولاحقا في أفغانستان فالتالي فتح حوار غير مباشر بين الأميريكان والإيرانيين على كل المسائل العالقة من الملف النووي حتى سورية وأخواتها.

هذا يسمح للأسد مزيدا من المناورة حتى يتمكن من فتح الحوار ،وبالتالي يكون جدار الجبهة الجديدة قوي للوقوف بوجه جبهة الخليج، وباستطاعتهم فتح جبهة البحريين مجددا بوجه الأمريكي كجبهة ثانية من اجل الإرباك والتفرغ لرص صفوف محور الممناعة ،اما بالنسبة لتركية يبقى ملف حزب العمال هو الورقة القاضية التي تمتلكها سورية وتعمل على تحريكها بموافقة أعضاء هذا المحور وبإيعاز مباشر من أكراد العراق لزعزعة الأمن التركي وإرباك السيد اورودغان الذي فقد مصداقيته مع نظام الأسد ،إضافة للانتخابات الفرنسية النيابية والاسبانية والأمريكية والروسية التي تفرض قيادات جديدة تساعد هذا المحور من تنفيذ سياسته ،ولا يغيب عن الأمر الأزمة الاقتصادية التي تعصف بمنطقة اليورو وتهدد كيانه والتي تساهم بدورها لعدم الاهتمام بالملف السوري.

طبعا مخطط رهيب وجهنمي يحرر سورية من العصابات ويبقي الجولان تحت السيطرة الصهيونية ،لكن الروسي والإيراني بان مصير سورية ليس بيدهم أو بيد اوباما بل هي بيد الشعب السوري نفسها وهو الذي يقرر ما هو مستقبل النظام السوري الحالي ،فكان الرد في “جمعة الله اكبر”على كل شيء .

“جمعة الله اكبر”:

بالرغم من الموافقة السورية على تنفيذ المبادرة العربية نهار الخميس بتاريخ 3 نوفمبر تشرين الثاني2010،والتي لم يلتزم بها النظام من خلال متابعته لسياسة القتل والبطش والاعتقال فكان الرد على المبادرة العربية والمهلة الجديدة للنظام بخروج إعداد هائلة من المتظاهرين والمحتجين المؤيدين للتنسيقيات السورية والمجلس الانتقالي بالخروج إلى كل النواحي والمدن السورية لتظاهروا ضد النظام وسياسته الوحشية ومطالبتهم بإسقاط الأسد ونظامه ،فخرجت الجماهير الغفورة إلى الشوارع لتلبي نداء التنسيقيات الثورية الرافضة للتفاوض مع سلطة الأسد،والتي أظهرت الحجم الكبير التي تمثله هذه التنسيقيات ولتقل لكل أطياف المعارضة التي تحاول محاورة النظام بان الشارع يلبي نداءها وحدها وهي تقود هذا الحراك ، فكانت “جمعة الله الكبر” الجديدة التي أطلقت هذا الأسبوع بتاريخ 4 نوفمبر فالتسمية الجديدة التي أطلقت تحمل معاني ومدلولات كثيرة ،بالدرجة الأولى تأتي التسمية ردا على نظام الأسد الذي يخوض معركة كبيرة مع طيف كلمة الله واكبر التي باتت تشكل عامل خوف فعلي لكل الشبيحة ورجال الأمن والعصابات الخاصة ،لان الكلمة أضحت تزلزل عرش النظام وتهد كيانه الفعلي. بالدرجة الثانية تأتي هذه التسمية ردا على تصريح بشار الأسد الذي عبر فيها بان نظام البعث الممثل بالشبيحة والعصابات والكتائب الأمنية والمرتزقة يحاربون الإرهاب الإسلامي منذ عام 1950 فالمعركة في سورية حسب قول الرئيس بين الشعب السوري الذي صنفه الدكتور بالجراثيم والذي يعتبرهم عصابات إسلامية وبين القومين العرب المشاركين باحتلال إسرائيل لفلسطين،فالقوميون العرب والعروبيون هم المخابرات والنظام والشبيحة والزعران،أما كافة الشعب فهم الأخوان . الرد الثالث من هذه التسمية هي رد حقيقي على المهلة العربية والمبادرة العربية والصمت العربي الرسمي المتواطئ مع النظام السوري على حساب الشعب السوري وشهداءه وجرحاه ومعتقليه .فكان الرد الشعبي الساخط من كل التصرفات العربية والإسلامية التي لا تهتم بالشعوب المظلومة والمقهورة من هذه الأنظمة .

سسيولوجيا الحراك الشعبي في “جمعة الله واكبر “:

بناءا على كل التقرير الصحافية والخبرات الميدانية والتغطية لوسائل التواصل الاجتماعي في 5 نوفمبر “تشرين الثاني” والتي تقول التقديرات بان جمعة “الله أكبر” شهدت أكبر عدد من المظاهرات منذ بداية الثورة السورية في 15 آذار “مارس 2011.بالرغم من تزايد عدد المظاهرات والمشاركة المرتفعة للمحتجين فكان الرد اعنف من كل الجمعات حيث استعملت المدفعية والسلاح الثقيل في دك مناطق الاحتجاجات في حمص وريف دمشق وحماة وللاذقية وجبل الزاوية .

قالت “الهيئة العامة للثورة السورية” إن جمعة “الله أكبر” شهدت أكبر عدد نقاط تظاهرات على الإطلاق منذ بداية الثورة السورية قبل ثمانية أشهر حيث وصل عدد التظاهرات الى 277، وسجلت محافظة حمص أعلى عدد تظاهرات بـ52 تظاهرة تلتها درعا بـ50 نقطة ثم ادلب بـ45 نقطة.

وشهد ريف دمشق 37 مظاهرة، ثم حماة بـ26 مظاهرة، فدمشق بـ20 مظاهرة ثم ير الزور بـ15 ثم حلب بـ12 مظاهرة، ثم على التوالي، اللاذقية 7 مظاهرات، الحسكة 6 مظاهرات، الرقة 5 مظاهرات، طرطوس مظاهرتين.

ولكن غابة مدينة دمشق عن المشاركة في هذه الجمعة مقتصرة دورها على ريفها الذي يتصدر في لوائح القائمة ،ولكن السبب الاساسي حسب رأي علماء الاجتماع والمحللين السياسيين بان عدم المشاركة الفعلية لمدينة دمشق تعود للتالي :

1-لقد أضحت المدينة قلعة أمنية لكونها العاصمة، مما ساهم بنشر إعداد هائلة من رجال الأمن والجيش والشبيحة للدفاع عن العاصمة.

2- منع المتظاهرين من إقامة ميدان تحرير مركز في العاصمة .

3-التنوع السكان الذي يقطن العاصمة والذي يمنع من الخروج بحركة أو التنسيق بين هذا الخليط السكاني .

4-انعدام الثقة بين السكان الذين ينتمون إلى فئات اجتماعية مختلفة والى مكونات مذهبية مختلفة تفشل أي حركة من حركة الاحتجاج الشعبي،بعكس ريفها الذي يكاد لا يهدأ من شدة الغضب والإصرار على التغير ومواكبة الحركة الاحتجاجية.

ولكن بالرغم من كل الصعوبات والمضيقات التي تواجه السكان ،لكننا نشهد بين الفينة والفينة حركة غير عادية من مظاهرات نسائية وفنية أو طبية ،لكن الحراك الطلابي يتمثل بالجامعة التي تمتلئ بالشعارات والكتابات والتحركات ،بمواربة ضيقة ،لكن الذي نود الإشارة إليه بأنه بالرغم من كل الصعوبات والمضيقات الأمنية والمالية والاجتماعية ،والاختناقات التي تعيشها العاصمة،لكن هناك إمكانيات كبيرة وواسعة جدا للتعبير يقوم بها المعارضون بالتعبير عن مواقفهم من خلال الرسوم والكتابات على الجداران والرسم وإطلاق البالونات والدمى اليدوية التي تدل على ان الحركة الاحتجاجية موجودة بقوة في قلب العاصمة السورية.

الجيش السوري :

فالرهان اليوم بات واضحا على الانشقاقات العسكرية التي يقوم بها ضباط وجنود الجيش السوري الأحرار ،الذين تزداد إعدادهم في رفض أوامر أل الأسد بقتل أهلهم وإخوانهم في المدن والقرى والنواحي السورية المنتفضة .فالصعوبات التي بات يوجهها الجيش في حركتهم الانشقاقية ،كنقل الأسلحة والعتاد من قطاعاتهم العسكرية بسبب قمعهم بالدبابات والطائرات والمدفعية الثقيلة ،التركيز القوي الذي يقوم به النظام السوري على إبادة الوحدات المنشقة في مدن سورية كحمص والرستن والتبليسية وجبل الزاوية كي لا تتمكن هذه الوحدات من إعادة تشكيل نفسها في وحدات قتالية جديدة لحماية الثوار والمتظاهرين والمدنيين ،مما يسبب لهذه الوحدات عجز حقيقي بإيجاد مكان امن لهذه الوحدات لكي تحتمي فيها وترتكز عليها ،ومن هنا نرى بالقتال الشرس والضروس التي تشهده إحياء حمص وبعض مناطق ريف دمشق لان بشار الأسد أعطى أوامره العسكرية بإبادة كل القطاعات المتمردة في جيش العائلة ،فالبرعم من ألاستبسال التي تبديه هذه القوة المقاتلة وبالرغم من القدرات الغير متكافئة في المعركة ،إضافة للحماية التي يحاول الشعب السوري تأمينه لهؤلاء الإبطال لكن تبقى القدرات ناقصة لجهة هذا الجيش المنشق لتحقيق تواز الرعب بين وحدات الجيش الموالي للأسد والمنشق عنه ،بالرغم من الضربات الموجعة التي يتلقها الجيش النظامي من هؤلاء الثوار الجدد ،لكن هذه القوة لكي تستطيع إنزال الخسائر القوية بوحدات الأسد وإرسال اكبر كمية من التوابيت المقفلة إلى القرداحة وجبلة واللاذقية وأريافهم الفقيرة لكي تتلقى الطائفة العلوية خسائر مادية تجبرها على الامتناع من تنفيذ خدمات إلا الأسد عندها يكون بدأ توازن الرعب التي تستطيع أن تفرض على الأمهات بمنع أولادهم من ممارسة مهنة القتل الجديدة .

فهذه الوحدات المنشقة تحتاج إلى :

1 حماية دولية وعربية لكي تتحمل المسؤولية في الدفاع عن شعبها المظلوم ،

2- تحتاج إلى دعم مادي وتقني وعسكري من ذخائر وعتاد وسلاح وتجهيزات لتساعدها على الحركة .

3- تحتاج هذه القوة العسكرية إلى مناطق آمنة تؤمن لها حرية الحركة وتحميها من نيران عصابات الأسد ،وبالتالي سورية بحاجة إلى بنغازي جديدة تمكن الجيش من التحرك بسرعة،وتساعد إلى انضمام أعداد كبيرة ووحدات بكاملها لهذه الحركة.

4- هذه الوحدات تحتاج إلى فرض حضر جوي يمنع كتائب الأسد من شن حرب إبادة ضدها كما يحصل في حمص والمدن الأخرى السورية .

فالمعركة السورية لا تحسم بدون انقسام الجيش وإنزال ضربات موجعة للعديد من الوحدات لكي تتمكن من توازن الرعب بين القوى ،لان دور الجيش هو الفيصل في تغير الصورة الواقعية لما يحدث في سورية فالأسد لن يتنازل عن السلطة دون تدمير البلد وسفك الدماء وبالتالي من وضع نفسه في خدمة النظام من أقليات وسنة برجوازية سياسية عليها أن تدفع الثمن كما هو الحال لو بقي نظام الأسد وانتصر فكانت تأكل المكارم .

فعلى هذه الأقليات أن تفهم بان المنتصر لا يحاسب وبكونها وضعت نفسها في خدمة نظام الأسد لتتحمل عواقب المرحلة القادمة وهذا خيارها بالدرجة الأولى ،لان الشعب السوري يقتل ويذبح ومن حق الذين أنجزوا النصر أن يفرضوا شروطهم وهذه قوانين الحرب في صولتها وجولتها والبقاء للأكثرية العددية أو المذهبية طالما الأقلية تخلت عن دورها في الشراكة.

حمص مدينة الثورة :

حمص مدينة الثورة والثوار مدينة الشهداء والجرحى والمعتقلين ،هي مدينة الرفض النهائي لسلطة بشار الأسد والعائلة الحاكمة وسيطرة المخابرات ،هي الذي تصدرت الدور الريادي في المواجهة مع نظام البعث منذ اليوم الأول للانتفاضة الشعبية ،التي ابتدأتها درعا وأهلها في الجنوب،لتمتد إلى كل النواحي والمدن السورية الغاضبة والمشتعلة لهيبا ضد سلطة القمع والاضطهاد ، لكن حمص التي أصرت بكل فخر وثقة على إكمال المسيرة ومتابعة الثورة متحدية بشار الأسد ونظامه بأهلها وشعبها الطيب والمثقف والمناضل والفقير من هيمنة الاورغارشية السورية والطغمة المالية التي نهبت خيرات البلد ،حمص تخوض معارك مستمرة مع نظام الأسد دفاعا عن سورية العربية وشعبها الطيب ،دفاعا عن الأمة العربية والإسلامية بوجه نظام الأسد وتمدد الحرس الثوري على كل المنطقة العربية حمص تدك بالسلاح الثقيل لأنها كانت المكان الأمن لضباط الجيش السوري وجنوده الأحرار الذين رفضوا إطلاق النار على سكان الإحياء الحمصية الفقيرة في باب سباع وبابا عمر والخاليدية وكرم الزيتون وتلكخ والقصير …الخ لأنهم وقفوا ضد الأسد وانتفضوا عليه وأضحت حمص العاصي ثالث مدن سورية الممتدة من حدود العراق السني إلى حدود لبنان السنية منطقة شبه محررة من عصابات الأسد،فالشعب ألحمصي المشهور بطرافة النكتة وثقفته العالية ونسبة ألمتعلمي وكبار ألمخترعي ،ليحول الثورة مظاهراتهم الى اعراس فعلية يغمرهاالرقص والمرح والزغاريد بالرغم من الأوجاع الذي يعاني منها ألحمصي،حمص تحمل نصف أوزار الثورة السورية ، فالنظام لم يستطيع ولم يتجرأ على وصف حمص بأنها مدينة إرهابية وسلفية ،لان معظم أهلها من المناضلون والقوميون العرب الحقيقيونوالليبراليون ،فالفكاهة لم تغب عن اهلها حتى في أيام الثورة بالرغم من فقدان كل شيء فحمص تغياب عنها المأكل والمشارب والكهرباء و المستشفيات مقفالة. فالتنكيل بالقتلى والجرحى ومنع الأدوية والمجموعات الطبية من العملهم صفات النظام ، لان المدينة التي تشكل العمود الفقري للثورة وعاصمتها تصر على متابعة الثورة والوقوف بوجه بشار الأسد وتقول في مظاهراتها الليلية اليومية التي أدهشت العالم بان إسقاط بشار الأسد ونظامه سيكون على يد أبناء المدينة ،لن تهدأ حمص وأبنائها مهما كلف الأمر وحتى لو دمرت كلها بسلاح الأسد الروسي ولن تركع،فالمشكلة أضحت تحدي بين أهل حمص المصرين على إسقاط الأسد أو الأسد المصر على الإبادة من اجل حماية وجوده المهدد بالزوال .فكان الرد ألحمصي المباشر من خلال الفنانة العلوية فدى سليمان بالصوت والصورة لقناة الجزيرة في 7 نوفمبر والتي تقول” بأنها مع الثورة ضد النظام الذي يقتل شعبه”.فان مدينة حمص اصبحت قضية راي عام عالمي بسبب المعاناة والنكبة التي تعصف بها ،لكنها لن تنام ولن يغمض لها جفن قبل اسقاط البشار.

تعاطي الجامعة العربية القادم مع النظام السوري:

بالرغم من الثعلبة الذي حاول النظام ممارستها في تعاطيه مع المبادرة العربية التي لم يلتزم بها منذ اليوم الأول لطرحها،فكانت ممارسات النظام الوقحة والغير مبررة في استمرار القتل والبطش ضد المواطنين الذي ذهب ضحية المبادرة زهاء أكثر من 600 شهيد معظمهم في مدينة حمص ،واستخدام الأسلحة الثقيلة مما دفع الجامعة العربية للدعوى الصريحة لعقد اجتماع سريع لها في القاهرة من اجل مناقشة عدم تنفيذ الجانب السوري تنفيذ المبادرة التي أعلن التزامه بها ،معلنة عن تحميله المسؤولية المباشرة والتي سوف تدفع بالجامعة الى التعاطي مع النظام بطريقة مختلفة، لأنها لم تعد باستطاعتها التغاضي عن تصرفات النظام السوري الغير مبالية للجامعة فالجامعة العربية كما نعرف بأنها جامعة حكومات وليس جامعة شعوب ،ولكن على الجامعة مسؤولية دولية يجب الانتباه إليها ،لان الشعب السوري الذي رفض المبادرة وتعاطي الجامعة مع أزمته الثورية،والتي عبر عنها منذ وصول الجامعة إلى دمشق بالإضراب العام الذي وضع السلطة على المحك وصولا إلى الجمعة التي أطلق عليها بالمهلة العربية وجمعة الله اكبر الذي عبرت عن رفض شرائح كبيرة من الشعب السوري للنظام والاعتراف بتمثيل المجلس الانتقالي،والذي سوف يطالب الجمعة القادمة بجمعة “صمت الجامعة يقتلنا “،مما سيجبر الجامعة على اخذ قرارات تكون أكثر خشنة نحو النظام السوري ،أو يسمح لتدخل دولي مختلف ،وهذا ما عبر عنه وزير خارجية فرنسا ألان جابيه بتصريحه في 7 نوفمبر 2011 ،”بان بلده سوف تعمل مع شركائها لتامين حماية دولية لمدينة حمص” .

طبعا كل المراقبين للوضع السوري وكل المحللين والخبراء بشؤون سورية والمنطقة يطلقون الإشارة الحمراء بان سورية ذاهب نحو حرب أهلية إجبارية يفرضها بشار الأسد ونظامه لأنها هي المخرج الفعلي له ولنظامه السياسي،لان السد لا يستطيع تنفيذ أي مبادرة عربية أو دولية أو حتى سورية لان كل المبادرات سوف تنتهي برحيل النظام لان أي إصلاحات فعلية هي ذهاب النظام إلى غير رجعة ،فالشعب الذي قدم كل هذه الضحايا والشهداء والمتعلقين والجرحى والمعقدين لن يرضى إلا بإسقاط بشار الأسد ونظامه الفاسد والبائد.

وحمص غير دليل على الوقوف بوجه الأسد بالرغم من كل ألامها وجروحها ،فالأسد سوف يدخل سورية بدوامة الحرب الأهلية والطائفية والتي تترك اثأرا واضحا على المنطقة فالعراق ولبنان لن يكونوا بعدين عنها،وسوف ينفذ الأسد تهديده الذي وعد به بحرق المنطقة ،والذي سيسمح للغرب بالتدخل دون موافقة الأمم المتحدة كما حصل في العراق إبان تحرير الكويت وفي صربيا والعراق ماخرا،والجامعة سوف توافق على قرارات ليست أجماعية كما كان الحال عليه في تحرير الكويت والنظام السوري شارك في عملية تحرير الكويت ضد العراق دون الإجماع الدولي ،وروسيا لن تستطيع سوى الإدانة والتنديد كما كان الحال في صربيا والعراق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى