صفحات الناسلقمان ديركي

النفر الجوّي الصافي/ لقمان ديركي

 

 

نعم أنا نفر. وليس كل من قال أنا نفر، بنفر. مو كل مين صار بتركيا صار نفر. مو كل مين انقدف برة حضن الوطن صار نفر. لا يا معلم لا تغلط. النفر مرحلة متقدمة لا يصل إليها إلا من أخذ حسبة جيبه وقرر السفر، إلى بلاد الفجور والفسق والكفر.

فإذا لم تكن هديك الحسبة في جيبه فلن يكون بنفر. سيبقى سائحاً بالصرماية كمرحلة أولى أساسية بعد الفريكة من حضن الوطن، أو الهروب من تحت سقفه. وحسب البادجيت ونجاح المغامرة تكون درجة النفر.

فالنفر درجات ومنازل وطبقات. من فحول النفرات هناك النفر الجوي، وهو نفر يدخل بأكابرية إلى مطار أتاتورك مسلحاً بجواز سفر مزور، ومهرب اشترى على أساس، الطريق إلى الطائرة. وعادة ما يتعرض لموقف مخجل أمام باقي الركاب الأصليين وهو أن يقف على طرف ريثما يتم فحص جوازه المزور. وحال اكتشاف أمره يعيدونه إلى تركيا أو الحاضنة التي ينشأ فيها النفر عادة بشكل انشطاري تكاثري عنقودي بدون أي عقاب سوى عقوبة عدم السماح له بالسفر.

وغالباً ما يصاب النفر الجوي باليأس من مطار أتاتورك بعد عدة محاولات فاشلة في الطيران من على مدرجه المقدس، فيولي وجهه باتجاه البر ليتحول إلى نفر بري هابطاً من برجه الجوي على مضض. إلا أن البر ليس مضموناً على مدار الأيام، والنفرات اللي نفدوا على بلغاريا كانوا محظوظين. فالزمن قد تغير يا غالي، وما عاد فيك تروح إلا بالبلم،

لا.. لا وألف لا. كل شي إلا البلم. والله بننفضح بين الزلم. يعني من نفر جوي لنفر بري ننزل معليش، بس مرة وحدة ننزل لمستوى النفر البحري؟! مستحيل. أنتِ بترضيها لإبنِك يا جارتنا؟!

لأ يوه شو بحري ما بحري، أنا ابني نفر جوي ومن مطار أتاتورك. أصلاً رح يعملوا له تمثال بألمانيا. وصل لهنيك بدون ما تدوس رجليه البراري، وبدون ما يحط مقعدته بالبلم. ولا تقولي لي متله متايل؟ لأ، لأنو النفر الجوي هو اللي بيطلع من مطار أتاتورك أو من أي مطار عالم ثالثي وبينزل بمطار عالم أول. بيطب أوروبا وبيفوت لها بدون ما يتغبر صباطه، أو ينبل سفل بنطلونه.

يعني هدول اللي بيقولوا لك أنا نفر جوي لأنهن طلعوا من مطار أثينا لمطار أوروبي محترم ما فيكِ تعتبريهن نفر جوي صافي. هدول شي نفر بري جوي، وشي نفر مائي جوي. وفي منهن مبندقين أكتر بيجوا على نفر برمائي جوي. بقى لا تذكري كلمة نفر جوي على لسانِك يا أختي بهالزمن.

النفر الجوي الصافي صار من الماضي. عملة نادرة. ما فيكِ تلاقيه هلأ غير بكتب التاريخ. وأنا والحمد لله التاريخ سجل اسمه لإبني كنفر جوي صافي. وهلأ عم ندور له ع بنت الحلال. لأنو ما عاد بده خطيبته القديمة. عيلتهن مو من مقامنا. أخوها نفر برمائي مقطع موصَّل ما ترك إزمير ويونان ومقدونيا وصربيا يعتبواعليه. لأ وفوق اللي منها باصم بهنغاريا، وقال شو بكل عين وقحة مفكر حاله من أكابر النفر بس لأنو صار بألمانيا.

النفرات مقامات يا جارتنا، بقى لإيمتى بدِّك تضلي غشيمة ومفكرة أنو كل النفرات متل بعضهن؟! آاااه؟!!

المدن

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى