كتب ألكترونية

النقد والأيديولوجية/ تيري إيجلتون

 

 

ترجمة فخري صالح

النقد والأيديولوجية للمؤلف:( تيري إيجلتون)، ترجمة: فخري صالح

تُشير مقدمة المترجم لمسيرة (تيري إيجلتون) النقدية السابقة، وانحناءات هذه المسيرة وتعرجاتها وتحولاتها وأشكال علاقاتها بكشوفات النظرية الماركسية في الأدب خاصة، وكشوفات النظرية الأدبية الحديثة بعامة، ففي النصف الأول من السبعينيات قد شهد ولادة جديدة للنظرية الثقافية المركزية في بريطانيا، بسبب أحداث سياسية من ضمنها حرب فيتنام والحركات الطلابية في الستينيات، ونهوض الحركة النسائية في بداية السبعينات، وجميعها هيّأت مناخًا مناسبًا لاشتغال الفكر ومناهضاته للنزعة الإنسانية المثالية.

دراسة الكتاب

أولًا ــ تحولات الايديولوجية النقدية:

تتجلى وظيفة الناقد تيري إيجلتون في تحولات الايديولوجية النقدية، بتقديم مفهوم النقد بكونه فرعًا من فروع الدراسة، وهو الظل للأدب وشريك طيفي له.

إنّ النقد الذي يتحدث عنه تيري إيجلتون في كتابه الموسوم:( النقد والايديولوجية)، يدفع باطراد إلى ممارسة التجربة القائمة على الحدس، والذاتانية، والقائمة على نظرية النوع، والاسلوبيات، وعلم اللاهوت، والتحليل النفسي والبنيوية، وهذه المشروعات على الرغم من كونها مترددة في انجلترا المعاصرة، فإن عملية بناء النظام النقدي تشق طريقها الآن، وذلك كما يقول: إيجلتون أن هناك مجموعة من العوامل الايديولوجية المحددة هي التي تسببت في انبعاث الاهتمام بالنقد، الذي شاهدناه في الغرب منذ العام (1968م)، ومنها النقد الماركسيّ الذي اصبح أكثر شعبية وانتشارًا، بسبب تعارضه مع التقنيات التجريبية والحدسية الموجودة في الساحة الثقافية آنذاك.

وينشغل تيري إيجلتون في كتابه هذا، للحديث عن الديمقراطية والجماهير وعلاقتهما بالنقد والايديولوجية، إذ إنَّ الديمقراطية عنده ذلك المد التوسعي المتدرج لثقافة الحركة العمالية، فيطرح آراء فكر الناقد (وليامز) ولاسيما رأيه في رفض المعلن والمعروف تمامًا لمفهوم الجماهير، إذ يقول (وليامز): ليس هناك في الحقيقة ما ندعوه بالجماهير، بل هناك فقط طرق لرؤية الجماهير، عبر نسيج التحول الاجتماعيّ، وهذا ما وجناه في كتاب: القراءة والنقد، للناقد المفكّر (وليامز) ، الذي يتحدث عن الدراما أو عن النقد الدرامي، وقد وسم عنده بصورة منتظمة بوصفه نصوصًا اجتماعية، وأن الاهتمام بالدراما بالطبع هو اهتمام بأكثر الأشكال الأدبية الاجتماعية، فهي كما يوصف نقطة تحول بين البحث والمجتمع، ولذلك فإن هذا النقد يجذب بوضوح اهتمام الناقد الاشتراكيّ، وهذا ما يجيب عنه:(وليامز) بأن الكتابة الاجتماعية تتميز من جهة اخرى بكونها دراسة تفصيلية للأشكال والمفاهيم الاجتماعية، وهو ما يمكن عدّه استخداما توضيحيًا غير شرعي للأدب.

وهنا نتساءل هل التحولات النقدية الايديولوجية التي طرحها الناقــد (تيــري إيجلتون) أثرت في الفكر العربيّ؟ وهل الناقد العربي أخذ على عاتقه مسؤولية الاهتمام؟ أم انه غير مبالٍ لذلك؟

ثانيًا ــ  أنساق من أجل نقد مادي:

يطرح تيري إيجلتون في هذا الفصل من الكتاب، العناصر المكونة للنظرية الماركسية في الأدب، ويذكر لنا مجموعة من الصيغ، وكما يلي:

1ــ صيغة الانتاج العامة: وهي الصيغة التي تتسم بالتشكيل الاجتماعي، بوصفه مُركّبًا  لمثل  هذه الصيغة الانتاجية.

2ــ صيغة الانتاج الأدبية: وهي وحدة بين قوى معينة وبين العلاقات الاجتماعية للإنتاج الأدبي في تشكيل اجتماعي محدد، وهذه الصيغة حية، كما يقول تيري إيجلتون، وممثلة بصورة انموذجية في التحولات التاريخية من صيغ الإنتاج الأدبي(الشفوي) إلى صيغ الإنتاج الأدبي(المكتوب).

3ــ الأيديولوجية العامة: وهي التي تتألف من خطابات القيم والتمثيلات والمعتقدات المتحققة في أجهزة مادية معينة والمتصلة ببنى الإنتاج المادية،

4 ــ أيديولوجية المؤلف: وهي صيغة لإدراج سيرة المؤلف في الايديولوجية العامة، مثل:(الطبقة الاجتماعية، الجنس، القومية، الدين، الإقليم الجغرافي)، إذ لا يتعامل هذا التشكيل بمعزل عن الأيديولوجية أبدًا.

5ــ النص: وهو نتاج لوضعية معينة تحتمها عناصر وتشكيلات معينة، وتظهر في علاقات النص بالأيديولوجية.

ثالثًا ــ نحو علم النص:

يشرع الناقد تيري إيجلتون في تعريف النص: بأنه جوهر الإنتاج، وحياته معنى من المعاني الأدبية، وليست نفخًا للروح في لحم الإنتاج عبر عملية النشر، فليس النص هو الإنتاج في (سكونه)، ولا الإنتاج هو النص في (حركته)، ولا يمكن القبض على العلاقة بينهما باعتبارها علاقة تضاد ثنائية بسيطة(سكون/ حركة/ روح/ جسد/ جوهر/ وجود).

رابعًا ــ الأيديولوجية والشكل الأدبي:

تتجلى رؤية (تيري إيجلتون) في النقد والايديولوجية، بالحديث عن المشكلات المستعصية التي واجهت الايديولوجية في انجلترا (القرن التاسع عشر)، فقد عجزت عن إنتاج طقم من الأساطير المؤثرة بصورة فاعلة، إذ احتاجت إلى ذلك، لتمجيد الميراث الإنساني (الرومانتيكي)، وهنا اشارة يكمن التعقيد فيها، فالايديولوجية نشأت من الوضع المعقد الناشىء بين الطبقتين: البرجوازية والاستقراطية ضمن الكتلة المهيمنة.

وبالانتقال إلى الشكل الأدبيّ، والصيغة الأدبية المهيمنة في العصر، يرى (تيري إيجلتون)، أن الرواية نشأت وتطورت نتيجة للجماليات التي اكتشفت في الشكل العضوي، الذي هو الرابط الحاسم بين التاريخ والإنتاج الأدبيّ، وقد تمثّلت الايديولوجية وشكلها الأدبي عند:

1ــ ماثيـــو آرنــولد

2ــ جـــورج إليـوت

3ــ تشارلز ديـــكنز

4ــ جوزيف كونراد

5ــ هنــري جيــمس

6ــ ت. إس . إليوت

خامسًاــ الماركسية والقيمة الجمالية:

إنَّ المتمعن لمفهوم الماركسيـَّة يجد انها نظرية اقتصادية تقوم على أساس من الفلسفة المادية الجدلية، وعلى التفسير المادي للتاريخ، الذي هو الصراع بين الطبقات، ومن هذا التعريف يمكن لنا أن نشاطر الناقد تيري إيجلتون، بقوله: انّ مهمة النقد الماركسيّ هي أن يوافّر شرحًا ماديًا لأسس القيمة الأدبية وعناصرها

فالنصّ الأدبيّ دائمًا هو نص ينوب عن الايديولوجية، كما يقول (إيجلتون)، وهو أيضا نص منتخب قابل للقراءة، وقد فُكت مغاليقه بوساطة أعراف خاصة بالاستقبال النقدي المتحكم أيديولوجيًا، والتي يُسهم فيها النص نفسه، وهذه الأعراف والتقاليد مُطوقة بإحكام في الجهاز المادي للثقافة والتعليم، وهي تمثّل وضعية خاصة بالخطابات الأيديولوجية العامة، ومنها تلك اللحظة الخاصة المحددة من هذه الخطابات، أي الخطاب الجماليّ الأدبيّ، وطبقًا لهذه اللحظة، كان لابدّ من مقاييس تحدد قيمة الجمال، أو تحدد قيمة العمل الفني، على وفق المقياس الماركسيّ، فإذا كانت المذاهب الاخلاقية تعتقد أن هناك (مستوى أخلاقيًا) مستقلًا ينبغي أن نحكم عن طريقه على الأشياء.

وبما أن النصّ نفسه هو إنتاج للايديولوجية يعمل طورًا ضد القراءة وطورًا معها، فإن القراءة أيضًا بوصفها إنتاجًا أيديولوجيًا، تعمل طورا(مع) وطورا (ضد) حدود النص في حركة مزدوجة تحددها علاقتها بالإنتاج النصي(الايديولوجية النصية)، ليدفع باتجاه المتلقي، وبهذا المعنى يمكن القول بأنه ينتج استهلاكه الخاص، لا بمعنى أنه يُملى معنى وفهمًا واحدًا على القارىء، بل بمعنى أنه يولّد حقلًا من القراءات الممكنة.

 

لتحميل الكتاب من أحد الروابط التالية

 

الرابط الأول

 

النقد والأيديولوجية/ تيري إيجلتون

 

 

الرابط الثاني

 

النقد والأيديولوجية/ تيري إيجلتون

 

 

الرابط الثالث

 

النقد والأيديولوجية/ تيري إيجلتون

 

 

صفحات سورية ليست مسؤولة عن هذا الملف، وليست الجهة التي قامت برفعه، اننا فقط نوفر معلومات لمتصفحي موقعنا حول أفضل الكتب الموجودة على الأنترنت

كتب عربية، روايات عربية، تنزيل كتب، تحميل كتب، تحميل كتب عربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى