إيّاد العبداللهصفحات مميزة

اليسار مدافعًا عن دولته


إيّاد العبد الله

شاركتْ قوى يساريّة تونسيّة ومصريّة في ثورتيْ تونس ومصر. فلقد كان لحزب العمّال الشيوعيّ، والاتحادِ التونسيّ للشغل، بالإضافة إلى شخصيّاتٍ يساريّة، حضورٌ لافتٌ في ثورة تونس. وكذلك كان الأمرُ بالنسبة إلى الحزب الشيوعيّ المصريّ الذي أيّد إضرابَ 25 كانون الثاني ودعا إليه، وشارك مع قوًى وشخصيّاتٍ يساريّةٍ أخرى في التظاهرات في ساحات مصر. هاتان الثورتان ستلقيان تأييدًا واسعًا من قِبَلِ اليسار العربيّ عمومًا:

فالنظامان المصريّ والتونسيّ، بالإضافة إلى كونهما فاسدَيْن، “عميلان” للغرب، والأول بشكل خاصّ “حارسٌ” لربيبته إسرائيل. لذا، فإنّ سقوطَهما “انتصارٌ لقوى التقدّم” في العالم العربيّ، وهزيمةٌ للغرب والأنظمةِ المتحالفة له.

الخلخلة في مواقف اليسار ستبدأُ مع قيام الثورة الليبيّة، ولاسيّما بعد الدور الذي ستؤدّيه دولٌ خليجيّةٌ ودولُ حلف الناتو في دعم الثوّار الليبيّين ضدّ قوّات القذّافي. لكن ما إنْ بدأت الثورةُ السوريّة حتى تحوّلتْ هذه الخلخلةُ إلى موقفٍ صلبٍ مناوئٍ للثورات العربيّة عمومًا، وللثورةِ السوريّة على وجه الخصوص, فهذه الأخيرة ستتبدّى، وفقَ حوليّاتٍ يساريّةٍ، عبارةً عن فورةٍ سلفيّةٍ، أو نتيجةً لمؤامرةٍ يقودها حلفُ الناتو وقطر والسعوديّةُ على سوريا، البلدِ الممانع للمشاريع الاستعماريّةِ والداعمِ للمقاومة في المنطقة.

هكذا، وما إن مضى شهرٌ وبضعةُ أيّام على قيام الثورة السوريّة حتى خرج علينا الحزبُ الشيوعيّ اللبنانيّ ببيانٍ في 19 نيسان 2011، يتكلّم فيه على ضرورةِ “مواجهة الفتنة الداخليّة التي تسعى إليها الإمبرياليّةُ الأمريكيّة وإسرائيل بالتعاون مع بعض القوى العميلة والمغرقة في رجعيّتها داخل سوريا وخارجها، والتي تريد النيلَ من موقف سوريا الوطنيِّ والقوميِّ غير الخاضع للإملاءات الأمريكيّةِ ومشاريعها.” وفي بيانٍ آخرَ له في 7 حزيران 2011 دعا النظامَ إلى التسريع في الإصلاحات لقطع التدخّلِ الخارجيّ “المستندِ إلى قوًى داخليّةٍ معروفةٍ بارتباطاتها.” غير أنّ البيان لم يحدّد هذه القوى. والحقّ أنّ الثورة السوريّة كانت حتى صدور البيان الثاني ثورةً سلميّةً، وشعاراتها وطنيّة جامعة، ولم يكن التدخّلُ الخارجيُّ مطروحًا؛ ومع ذلك نرى الحزبَ الشيوعيّ اللبنانيّ يمتح في بياناته من الدلو ذاتِها التي كان إعلامُ النظام السوريّ يمتح منها: مؤامرة، عمالة، رجعيّة، فتنة، استهداف للموقفِ القوميّ الممانع للنظام السوريّ!

في الأردن لم يكن الوضعُ مختلفًا. فلجنةُ تنسيق أحزاب المعارضة الأردنيّة، المكوّنةُ من سبعة أحزاب وحركات يساريّةٍ وإسلاميّة (حشد، والحزب الشيوعيّ، والبعث العربيّ الديمقراطيّ، والبعث العربيّ الاشتراكيّ، والوحدة الشعبيّة، والحركة القوميّة للديمقراطيّة المباشرة، وجبهة العمل الإسلاميّ)، أيّدتْ ثورات تونس ومصر واليمن، ودبّ الخلافُ بينها مع قيام الثورة الليبيّة (إذ رفضت الحركةُ القوميّة توقيعَ بيانٍ مساندٍ للثورة الليبيّة باسم لجنة التنسيق). ولكنْ مع قيام الثورة السوريّة كان الشقاقُ أكثرَ وضوحًا: فقد وقفت الأحزابُ اليساريّةُ علنًا مع النظام السوريّ “الذي يتعرّضُ لمؤامرةٍ صهيونيّةٍ وأمريكيّة،” بينما وقف إسلاميّو اللجنة ضدّه. وتصاعد الخلافُ حول تقييم الوضع السوريِّ بين أحزاب اللجنة، فعمدت الأحزابُ اليساريّة إلى تشكيل تحالفٍ خاصٍّ بها، من دون الانسحاب من لجنة التنسيق (التي ستغدو شكليّة).

أما في سوريا فيتوزّع اليسارُ، بحضوره الضعيف، على خطّين: رسميّ متحالف علنًا، ومنذ عقود، مع النظام، ويدافع عن سياساته بشراسة، ويضرب بسيفه؛ وغير رسميّ، ضعيف الحضور والفاعليّة. وثمّة “تجمّعُ اليسار الماركسيّ” (تيم)، الذي انخرطَ في “هيئة التنسيق الوطنيّ” التي ضمّتْ أحزابًا وقوى يساريّةً كرديّةً وعربيّة وليبراليّين. لم تستطع “الهيئة” أن تتجذّرَ عند السوريين لأنّها لم تكن جذريّةً في تمثيل مطالبهم والدفاعِ عن استمراريّة الثورة وتحقيق مطالبها في التغيير. أما على صعيد الشخصيّات اليساريّة العربيّة فقد لاقت الثورةُ هجومًا من بعضهم، راح يستعير مفرداتِه من قاموسِ التخوين والعمالة، لها ولرموزها، ويضفي مسحةَ المقاومة والممانعة على النظام. وربّما يخطرُ في البال هنا الشاعرُ العراقيّ سعدي يوسف أكثر من غيره.

ثمة أمثلة عديدة لأحزاب وشخصيّات يساريّة تدور في فلك المواقف المذكورة أعلاه. إلا أننا سنختم هذا القسم من المقال بموقف مغاير صدر عن اليسار المصريّ. فتحت شعار “تضامنًا مع الشعب السوريّ،” صدر بيان وقّعتْ عليه مجموعةٌ من الأحزاب والحركات اليساريّة المصريّة، أبرزُها الحزب الشيوعي المصريّ، والحزب الاشتراكيّ المصريّ، وحزب التجمع. وجاء في مقدمته: “انطلاقًا من إيماننا الكامل بحقّ الشعوب العربيّة فى إسقاط أنظمتها الديكتاتوريّة الحاكمة سعيًا للحريّة والتقدّم، فإننا نعلن، نحن الأحزاب وقوى اليسار المصريّ الموقعين على هذا البيان، تضامننا الكامل مع الشعب السوريّ الشقيق فى نضاله من أجل انتزاع حريّته من براثن سلطة الأسد الديكتاتوريّ. ” ويحمّل البيان الدول العربيّة والعالميّة مسؤوليّة حماية النظام السوريّ، انطلاقًا من مصالحها الاقتصاديّة والإقليميّة.

الإسلاميّون: براغماتيّة لافتة

على عكس اليسار الذي اندفع مشاركًا ومؤيّدًا لحراك الشعوب في بداية “الربيع العربيّ،” كان حضورُ الإسلاميّين هزيلاً وأدّى في بعض الأحيانِ دورًا سلبيًّا. فلقد فاجأت الثوراتُ العربيّةُ الإسلاميّين كما فاجأتْ غيرهم ـــ وهو ما ظهر في ارتباكهم في التعامل معها، وإحجامهم عن الانخراط بها، والتصريح بعدم جوازها. تأخّر حزبُ النهضة التونسيّ، وكذلك الأخوانُ المسلمون في مصر، عن الانخراط في الثورة في كلا البلدين. التنظيمُ الوحيدُ الذي كان ينادي بالتغيير هو تنظيمُ القاعدة، الذي نجحتْ ثورتا تونس ومصر السلميّتان في إحراجه وتوجيهِ ضربةٍ إلى إيديولوجيّته الجهاديّة المدجّجة بالعنف أسلوبًا وحيدًا للتغيير.

السلفيّون، وخصوصًا في مصر، كانوا بأغلبهم ضدّ التحرّك الشعبيّ لإسقاط الأنظمة، مبرّرين موقفَهم بأنّ مثل هذا الأمر لم يَرِد عن الرسول، أو متذرّعين بالمخاوف من الفتنة والفوضى. لكنّ انتصار الثورات هزّت بنيةَ تفكيرهم المتشدّد في رفض كلِّ التعبيرات السياسيّة الحديثة (من أحزابٍ وانتخاباتٍ ودستور…)، فانتظموا في أحزاب، وخاضوا الانتخابات، ودخلوا البرلمان والحكومة، وظهروا قوّةً لها وزنها أثناء المنافسة في الانتخابات الرئاسيّة. وفي السعوديّة، عقر دارِ السلفيّة، رحّبَ رجالُ دينٍ سلفيّون بالثورات العربيّة، على الرغم من شعاراتها المنادية بدولةٍ مدنيّةٍ وتعدّديّة. بل جرى إقرارُ دخولِ المرأة إلى مجلس الشورى والمجالسِ البلديّة في السعوديّة. ولم يكن هذا التغييرُ على صعيد الدولة وحدها، بل طاول رجالَ دينٍ سعوديّين أيضًا: فها هو الشيخُ سفر الحوالي، الذي لطالما اعتبرَ الديمقراطيّةَ كفرًا وشركًا، يقول في مؤتمرٍ في تونس: “وحدها الدولُ العربيّة باتت بعيدةً عن رياحِ الديمقراطيّة والحرية، وتحوّلت الجمهوريّاتُ إلى بلدانٍ وراثيّةٍ ترثُ البلادَ والعباد.”

تنظيمُ القاعدة نفسه لم يكن في منأًى عن التأثّر بثورات “الربيع العربيّ.” ففي رسالةٍ أطلق عليها “رسائل الأمل والبشْرِ لأهلنا في مصر،” رفضَ أيمن الظواهري “القيامَ بأيِّ أعمال عنفٍ أو تفجيرٍ في مصر، كما رفض استهدافَ المسيحيّين الذين سماهم الشركاء في الوطن.”

اليسار مدافعًا عن دولته

1 ـ ينتمي النظامُ السوريّ، وكذلك نظامُ القذافي وإنْ بدرجةٍ أقل، إلى سلالةٍ سلطويّةٍ حاول اليسارُ عقلنتَها والدفاعَ عن شرعيّتها في أزمنةٍ سابقة. فوفق ترسيمةٍ ماركسيّة، هذه السلالة أنظمةٌ تقدميّةٌ، اشتراكيّةٌ، تأخذ شرعيّتها من قوانين التاريخ الصارمة، ومن الأدوار المنوطة بها. إنّها ليست أنظمةً بروليتاريّة، ولكنّها ليست برجوازيّةً أيضًا. إنّها شكل من الأنظمة فرضتْه “الخصوصيّةُ العربيّة،” ولكنه لا يتعارض مع السير العامّ للتاريخ الكونيّ. هي أنظمةٌ “ديمقراطيّةٌ شعبيّةٌ” يرأسها عسكر (برجوازيّة صغيرة) يدينون بفكرٍ “تقدميّ،” وسيكون عليها “إنجازُ مهامّ الثورة البرجوازيّة،” كالقضاء على التخلّف وإقامةِ بنيةٍ إنتاجيّةٍ تشكّل البنيةَ التحتيّةَ للثورة البروليتاريّة فيما بعد. إنجازُ هذه المهامّ لن يكون ـ بسبب “تقدّميّة” هذه النخب العسكريّة ـ إلا عبر القضاء على البرجوازيّة ذاتها. إنه إنجازٌ لهذه المهامّ بغير أهلها. واستنادًا إلى “التحليلِ الملموس للواقع العربيِّ الملموس” الذي يحيلنا على واقعةِ “تكالب القوى الاستعماريّة على بلادنا،” فإنّه من “المحتّم” أن تغدوَ هذه الأنظمةُ عروبيّةً وحدويّة. ومن هنا المضمون “التقدميّ” للوحدة العربيّة، أو كما قال إلياس مرقص، أنّ “علم الوحدة هو علمُ الطبقاتِ غير الخائنة،” ارتبط قسمٌ من اليسار عقائديًّا وعاطفيًّا بهذه الأنظمة، على الرغم ممّا سيناله منها. قسمٌ آخرُ، وهو اليسارُ الذي سيصبح رسميًّا، تحالفَ مع هذه الأنظمة (وفي سوريا سيظهرُ هذا بوضوح)، واحتفظ ببعض الفتات من المكاسب، مقابل طمسِ شخصيته: إنّه يسارٌ انتهازيٌّ وصغير. قسمٌ ثالثٌ عارض هذه الأنظمةَ، لكنْ على الأرضيّة التي تقفُ عليها تقريبًا، ودفع أثمانًا باهظةً لأجل هذا الموقف. بعضُ هذا اليسار الأخير انضمَّ إلى اليسار المشكّكِ في الثورات العربيّة والمناهض لها بوصفها مؤامرةً أمريكيّة.

يتضح أنّ النموذج الذي تطلبه الشعوبُ غريبٌ عن النموذج الذي روّجَ له هذا اليسار. وسقوط هذا النموذج يعني سحبَ الأرض من تحت اليسار المذكور وتركَهُ معلّقًا في الفراغ، آيلاً إلى السقوط في أيِّ لحظة.

2 ـ كان يكفي أن ينتصر اليسارُ لقيم العدالة والحريّة لكي يُعتبر مناصرًا لحراك الشعوب ضدَّ الأنظمة المستبدّة، من دون أن ينفي هذا حقّه (بل واجبه) في ممارسة دوره النقديّ تجاه بعض الصيغ أو “الانحرافات” التي تمارسُها جهاتٌ محسوبةٌ على هذه الثورات. إلا أنّ أغلب اليسار العربيّ لا يزال أسيرَ تلك الصورة التي تقسمُ العالمَ إلى فسطاطين، محورِ خيرٍ ومحورِ شرّ، معسكرٍ اشتراكيّ ومعسكرٍ رأسماليّ؛ وهو أسيرُ تحليلٍ يقول إنّ المعسكر الأخيرَ، بالإضافة إلى أنظمةِ الرجعيّة العربيّة، مسؤولة عمّا آلت إليه أوضاعُ العرب، ولطالما كانت حجرَ عثرةٍ أمام تقدّمهم. ومن هنا، وأمام وجودِ تحالفين، يضمُّ الأولُ منهما روسيا والصين وإيران وسوريا، ويضمُّ الثاني دولَ الناتو والسعوديّة وقطر، فإنّ “المكانَ الطبيعيّ” لليسار سيكون مع أهل الحلف الأوّل. وربّما هذا ما يفسّر الموقفَ الموحّد لمؤتمر الأحزاب الشيوعيّة العالميّة الذي عُقِدَ في بروكسل (12 ـــ 15 أيّار 2011) ووقف إلى جانب النظام السوريّ، إذ جاء في بيانه الختاميّ: “من الواضح أنّ سوريا ضحيّةُ المناورات التخريبيّة والاستفزازيّة التي خطّطتْ لها الإمبرياليّةُ الأمريكيّةُ وحليفتُها إسرائيل والقوى الرجعيّةُ في المنطقة… إنّ الولايات المتّحدةَ تعتزم استبدالَ هذا النظام بدمًى مواليةٍ لواشنطن وحلفائها.” اللافت أنّ البيان يتخذ موقفًا “مبدئيًّا” من الثورة السوريّة أكثر ممّا هو موقفٌ مبنيٌّ على وقائع. فآنذاك، لم يكن قد مضى على هذه الثورة سوى شهرين، وكانت ما تزالُ سلميّةً؛ ولم تكن قد جرت محاولاتٌ من قبل الغرب أو الدول العربيّة للتدخّل في الشأن السوريّ؛ والأهمّ أنّه اتُّخذ قبل تشكّل المجلس الوطنيّ السوريّ الذي سعى إلى استحضار الحماية الدوليّة تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتّحدة.

وأخيرًا

يصعبُ القبضُ على جميع الإشكاليّات التي يعانيها اليسارُ هنا. فهذا الالتزامُ الإيديولوجيُّ الذي يريد أن يظهرَ به لا ينمُّ، جُلّه، عن براءةٍ أو خطأ في التقدير، بل كانت المصالح التي نمت وتجذّرتْ خلال عقودٍ هي وراء أغلب هذه المواقف التي نراها، ولاسيّما حيال الثورة السوريّة. فليس من البراءة أن يُشيحَ اليسارُ نظرَه عن أنّ أحدَ محرّكات هذه الثورة هو السياساتُ الاقتصاديّةُ النيوليبراليّة، التي كانت تسير جنبًا إلى جنبٍ مع مزيدٍ من تركيز الثروة ومصادرها بيد المقرّبين؛ إضافةً إلى انهيار القطاع العامِّ ( أحد المفاخرِ “الاشتراكيّة”) وبيعِ بعضه إلى مقرّبين من النظام الحاكم؛ عدا عن الفساد الذي استشرى في كلّ مفاصل البلد.

لقد ساهم اليسارُ في صياغة المآل الذي وصل إليه، وذلك عندما نظّر لبنيةٍ لن تحتملَ وجوده إلا تابعًا أو في السجون. وهو الآن يكرّرُ ذاته عبر وضع عنبه كلِّه في سلّة الأنظمة، والابتعاد عن الشعوب التي هبّت لأجلِ نيل حقوقها وصناعةِ حياتها الكريمة. ولكنّ المآل هنا سيكونُ أكثرَ قسوةً.

بقي أن نقولَ: يوجد يساريّون لا ينطبق عليهم ما ورد في المقال. لكنّهم قلّةٌ.

دمشق

*كاتب سوريّ.

المقالة منشورة في مجلة الآداب, صيف 2012

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى