صفحات المستقبل

انتمائنا للوطن


انتماؤنا للوطن ….

ما نشهده في الفترة الأخيرة في سوريا لا يمكن إلا أن يعلن عنه إلا بطريقة واحدة و هو أن الوضع محرج و قلق نسبياً

و من هنا يبرز دور المواطن السوري في التعبير عن انتمائه لهذه البلاد و انتمائه لهذا الوطن الذي هو أغلى ما نملك لكن السؤال هو كيف نعبر عن هذا الانتماء ؟

هل الانتماء هو بأن نرفع أكبر علم ؟

أصبحت ظاهر أكبر أو أعلى أو أعرض أو أسمك أو أوسع أو أضيق  علم هي ظاهرة تجتاح الواقع السوري حاليا ً فنسمع اليوم عن أطول علم في دمشق و غداً في حلب و نسمع أيضا عن أعلى علم في رباح و عن أطول علم في العالم و الكثير أيضاً من هذا النمط  لكن السؤال إلى ماذا تشير هذه الظاهرة ؟

هل من يشارك في رفع هذا العالم هو وطني ؟

إذا كان كذلك فلماذا يُتهم من يتظاهرون بعدم الوطنية بالرغم من أنهم يرفعون أعلام كبيرة أيضاً

و من جهة أخرى هل يعبر رفع هذا العلم عن انتمائنا لسوريا ؟

أذا كان كذلك فهل عليّ أن أكون محبراً على رفع العلم حتى أقول للعالم أنظروا لي فأنا وطني و أنتمي لسوريا

هل رفع العلم يعبر عن الوطنية ؟

هل أصبحت الوطنية في من يرفع العلم ومن لا ؟ هي معاني الوطن و الانتماء للأرض كلها تلاشت مقابل رفع علم كبير أو لا

أن ظاهرة رفع الأعلام هي ليست غلط حيث أن العلم يعبر بشكل مباشر عن الوطن  لكن في نهاية الأمر العلم هو أشارة لوطن و تعبير عنه و ليس علامة انتماء

———

من الظواهر الأخرى التي نشهدها هي تلك المسيرات التي تجوب شوارعنا ليلاً و نهاراً دون أذن أو مانع أو رقيب أو قيد أو شرط

نطرح نفس أسئلتنا السابقة فيما يتعلق عن الانتماء و الوطنية فهل نبرهن على وطنيتنا بأن نشارك بمسيرة ما أو أن نركب السيارة و نجوب الشوارع على أنغام الأغاني الوطنية , فهل بذلك أكون وطنيا ً ؟ هل عندما أشارك بمسيرة ما أكون وطنياً و إذا لم أشارك فأنا إنسان ذو وطنية معدومة ؟

لا و ألف لا فالمسيرات شيء و الوطنية و الانتماء شيء أخر

——–

لا يكاد يخلو الأمر من حملات أخرى مثلا ” ضع بصمتك على أكبر خريطة لسوريا ”  بالله عليكم أخبروني ماذا يعني أن أضع بصمتي على أكبر خريطة و كيف ستؤثر هذه الحملة على مستقبل سوريا و على واقع سوريا ……..

——

ما يزعج يا أصدقائي هو أن يقوم الشعب بربط هذه الأمور بالوطنية و أن يقوم بالحكم على وطنية و انتماء شخص ما بعدد المسيرات التي حضرها و عدد المسيرات التي شارك بها و عدد الأعلام التي رفعها ……

لكن السؤال الأهم من كل الأسئلة السابقة :

هل بحاجة لأن نبرهن على أننا سوريين ؟

أعود و أقول

عمر يا معمر العمار و زين حارتنا

http://www.syrian-k.co.cc/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى