بشار العيسىصفحات سورية

انهيار الدولة السورية، كيانا وسلطة.

بشار العيسى

سقطت الدولة السورية مع نشر صور الشبيحة وهم يمثّلون بالاهانة النفسية والجسدية بالصوت والصورة لمتظاهرين سلميين في قرية البيضا بانياس. بسقوط السلطة في العصبية الفئوية الفتنوية تحت احذية رعاع من سقط القاع الاجتماعي.

ومع فشل الهياكل المعارضة: مجلس وطني وائتلاف وغيرهم، في تمثيل حالة كيانية وطنية بديلة للسلطة ونقيض معاييرها وسلوكها، وتوزعها بين الفئات والافراد الغارقين في الفساد والتبعية والعصاباتية السياسية، بغير رؤية سياسية وبغير برنامج وطني بديل للسلطة سقط الكيان السياسي الوطني للدولة السورية التي تشكلت سنة 1946 على انقاض دولة الانتداب التي استلهمت اتفقاية سايكس بيكو مع تغييرات حدودية.

اليوم على الأرض، تقوم سلطة قوى ثورة مدنية ومسلحة، في مواجهة سلطة قوى طغيان اقليمية ودولية ومحلية فئوية في صراع مسلح غير متكافيء بالقدرة النارية ولكنه مشروع مدني لصالح الثورة ان استطاعت الانتصار في كامل التراب الوطني قبل تفتته، تتواجه قوى الثورة بشرعية البيعة الشعبية، وقوى السلطة بشرعية السيطرة الميدانية وادارة مؤسسات اسمها الدولة ( الخزينة الوزارات الفاعلة وبعضاً من ادارة مدنية محصورة وخاصة في العاصمة.

على هامش هاتين القوتين هنالك قوى مسلحة مختلطة ضبابية الحدود والفعل تكمل كل يوم ولحظة بنية الدولة الواحدة ذي الكيان الحقوقي،قوى تبعية خارجية بمفاهيم دينية خارج المؤسسات والشرعية الفقهية الدينية تستولي وتقضم الارض من الطرفين المتصارعين وهي تبدو وكأنها تنفذ اجندة سلطة بشعارات قوى الثورة وفي ارضها .

اذا لم يتم تدارك هذا الواقع سريعا بقوة كبيرة تُسقط السلطة وتسكت فوهات نيرانها وتفرض سلطة مركزية جامعة تحصر السلاح والسلطة لمرجعية دولتية واحدة وتحمي المؤسسات المدنية الباقية من الانهيار وتعيد بناء ما تدمر بمفهوم واضح لدولة واضحة الهوية دولة باسم “الجمهورية السورية” ( أعني حذف العربية منها) دولة غير دينية بل مدنية بصياغة واضحة لدستور يساوي بين مكونات الكيان المحددة الواضحة بغير تكحيل او تعمية فاننا سنكون امام مرحلة سوداء :

انهيار اقتصادي

انهيار امني

انهيار مجتمعي

انهيار قانوني وحقوقي واخلاقي

تفتت بنية الكيان السوري الى ما شاء الله من امارات وخلافات ودويلات طائفية ومناطقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى