صفحات الناس

باصِمون بالعشرة/ لقمان ديركي

 

 

أحياناً.. بل وأكثر من “أحياناً”، تصادف شخصاً يرمي الكلمات هنا وهناك، رشّاً ودراكاً، أشكالاً وألواناً، خبط عشواء، من تُصب تُمِته، ومَن يعمّر فيهرمِ. تقول في نفسك التي سيتمتع بها الدود، الذي كل دودة منهن لا تشبه الأخرى وتختلف عنها شخصية وأسلوباً وحركة، لا كما يمكن أن تراها العين المجردة سواسية كأسنان المشط، وذلك لأن أسنان المشط شغلة مصنوعة من إختراعات بني إنسان. وبنو الإنسان “بيحب يعمل شغلات بتشبه بعض، بيستنسخوا عن الواحد عشرة مشان التجارة”.

لكن الأمم والعالم وخلق الله ما بيتشابه منهم إثنان لو طبقت السما عالأرض، وبيجيك واحد فهمان، لافف رجل على رجل، وماسك لي بربيش الأركيلة المعسّل، وبيقول لك بثقة لا متناهية أنو البشر كلهم متل بعضهم البعض.. هيك بجرة لسان، وما أدراك ما اللسان إذا ما كنت من زوار الميدان، حيث الروس واللسانات والنخاعات مفرودة على الطاولات، وكول نخاع. واشتهيت لَكْ يا محدثي ها اللسان، كول واسكت، لأنو الحديث على الطعام حرام، يعني شلون طلعت معك هيك، من وين جايب هالكلام، شو مصادرك، العمى..

إي والله وحياتك عالغالي يا حبيبي ومن خلال رحلتنا المتواضعة في الحياة ما سبق والتقينا بتنين بيشبهوا بعض مية بالمية، لا شكلاً.. ولا مضموناً. حتى بفيلم التوأمان اللي مثل الدورين ممثل واحد ما كان بيشبه بعضه. دايماً كان في إختلاف. ولولا الإختلاف لما دافعنا عن إستقلالية الإنسان وحرية الإنسان، ولما وجدت جمعيات الدفاع عن الحريات الفردية، وحماة الأمور الشخصية، ودائرة الأحوال المدنية.

والدائرة الأخيرة تعني دائرة النفوس. ومفردها نفس. ويقولون لها في بعض الحالات نسَمة، فتتشابه عند رجال الإحصائيات والأرقام والأعداد النسَمات، وتتساوى عند المترفّعين المتعالين المغروري النفوس. تصبح مجرد أرقام.

فأنت ترى قطيع الأغنام متشابهاً، ورف العصافير متشابهاً. هم ليسوا بمتشابهين، لكنك رأيتهم كذلك لعدم قدرتك على رؤية أبعد من ذاتك ونفسك. لم تكن لديك موهبة النظر. لم تتمتع بميزة تمييز الواحد عن الآخر، ربما لأنك قوي كما تعتقد، ولا تحتاج إلى هذا الفحص والمحص. لا وقت لديك، وربما لأنك قصير نظر وقليل حيلة وما بتجوز عليك غير الشفقة. فشبهتَ الحمير ببعضها البعض، وقلنا لك ماشي، مع أنها ما بتتشابه.

كل حمار له عالمه، وله ميوله، وله هواياته، وله مواهبه. حتى الحمار الوحشي، يختلف الفرد منه عن الثاني، مع أنهم لابسين بيجاما موحدة.. وما في داعي تشلحهم البيجامات لترى الإختلاف، لأ.. حتى الخطوط اللي على البيجاما بتختلف من حمار لتاني. هيك قال طبيب بيطري بعرفه، لذلك أحلتُ أمرك إلى الطبيب كي يناقشك بالموضوع، لأنو نسيت اقلَّكْ أنو ما عندي وقت لمناقشة الواثقين. بعرف منهم كتير، متلهم متلك بالظبط، بيشبهوا بعض كتير.

معك حق والله، أتاري الناس كلها متل بعض، وأصابيعك كلها متل بعض، رغم تميز الإنسان بالبصمات كما تراه من تحت النملات، فتقول عنا بأننا مبصّمون، يعني باصمين بالعشرة على كل شي عم بيصير، لذلك النمل كمان بيشوفونا بنشبه بعض كتير.

المدن

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى