صفحات الناسلقمان ديركي

بالبلم جيناكم.. بلا اتفاقية/ لقمان ديركي

 

 

لم يعد مهماً ما سيؤول إليه الأمر. فالأمل صار معفى. واليأس أضحى بالمجان. يوزعونه مع الراتب. عفواً. مع المعونات. حاكم عم يتضايقوا المقيمين القديمين بأوروبا من استخدام النفر لكلمة راتب عوضاً عن المعونة. كمان عم يتضايقوا لأنو النفر ما عم يعرف يعيش بأوروبا. وما عم يفهم على قوانين أوروبا. بتحسهن أوروبيين أكتر من الأوروبيين.

هيك في فخر واعتزاز بأوروبيتهن. ولما بيحكوا معنا بيقولوا لنا أنتو. بيفصلوا حالهن عنا. بيسلّوا حالهن سَلّ من طينتنا. وبيناولونا مجموعة وصايا فيها أستذة بالتأكيد. بالإضافة لتذكيرنا بأن علينا ان نشعر بالذل.

والنفر أكره شي عليه هالشعور. يعني بيقطع بحر وخمس دول تهريب وهو عم يتصور سلفي مع إشارة النصر. بدون إشارة نصر ما بيمشي الحال. حتى سببت هالإشارة الإزعاج لبعض الصحافيين الأوربيين. أنو هدول على شو رافعين إشارات النصر. على أي أساس عم يستخدموا هالعلامة. معناها كذابين. مو هربانين من الحرب هدول. ومعهن موبايلات ذكية كدليل على غناهن الفاحش. ما بيعرفوا أنو الموبايل الذكي هو جزء من عدة النفر. وما بيقدروا يحسوا بعلاقة النفر مع موبايله الذكي. بينتبهوا بس للجانب المادي من الموضوع. أنو موبايل غالي ونفر فقير. وبيبلشوا بالإتهامات.

معلم لازم تجيهن منتوف مشحر. وشعرك محروق. وشي من أطرافك مكسر. لحتى يقتنعوا أنك هربان من الحرب ومالك جايي لعندهن تمارس هواية عبور حدود خمس دول في خمسة أيام بدون فيز. وفوق اللي منها بيجيك بقى ابن البلد. اللي كنا نقول عنه مغترب. وين عايش؟! والله بألمانيا متل الملك. يا سيدي من أشهر الدكاترة هنيك هو. اللوحة تبعه بتنباع بملايين الدولارات. بيكتب بالألماني. عنده عمود أسبوعي بالفرنسي. نياله. عرف قرف البلد من زمان ونفد بريشه. وحقق ذاته ببلاد بتحترم الذات البشرية. وصار وتصور.

بقى هاد اللي صار وتصور بلش يصير ويتصور على سمانا. شي بده ينتقدنا لأنو زعوطنا بالشارع لما طرشتنا سيارة مسرعة فاتت برومة مي جنبنا. لازم نتطرش من تم ساكت. هيك قال لي المغترب ابن البلد. قال الغريب لازم يكون أديب. لأ ولسه في أديب قال انتبهوا هون هالبلاد مسيحية وعاداتها وتقاليدها مسيحية. مع أنو قالوا لنا بيت الجيران الألمان أنو هون البلاد حرة وكل مين على دينه ألله يعينه. بس أخونا الأديب المغترب ما بيمشي عليه هيك كلام. وهو برأيه أنو البلاد مسيحية مع أنو ما شفنا حدا شاحط حدا عالكنيسة يوم الأحد. ولا شفنا حدا بنص الشارع انصلب.

ما علينا أبو شريك. بس كله كوم وهدول اللي امتعضوا لاستخدامنا كلمة راتب بدال المعونة. لأ ومصرين يفهمونا أنو هي معونة من الحكومة تبع (بلدهن). بلدهن وأعز انشالله. لأ مو بس ممتعضين من هالشغلة. طلعوا ممتعضين حتى من جيّتنا. وبالبلم جيناكم بلا اتفاقية.

المدن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى