صفحات سوريةغسان المفلح

بان كي مون” قاعدة شو؟”


غسان المفلح

“تراجع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن تصريحات كان أدلى بها أمس الجمعة، حول إمكانية أن يكون تنظيم القاعدة مسؤولاً عن التفجيرين اللذين وقعا في العاصمة السورية دمشق، في 10 مايو/أيار الحالي، نقلاً عن “العربية”، اليوم السبت. وخلّف التفجيران 55 قتيلاً و372 جريحاً، بحسب ما أعلنه التلفزيون السوري وقتذاك. وقال بان كي مون للصحافيين إن حجم وتعقيد التفجيرين دفعاه لذلك الاعتقاد. وأشار إلى أن التحقيق مستمر حول الجهة الثالثة التي يمكن أن تكون خلف التفجيرين. ولم يغفل المسؤول الدولي الدعوة مرة أخرى إلى وقف العنف فوراً في سوريا. وكان أحمد فوزي، المتحدث باسم كوفي عنان، المبعوث الدولي لسوريا، قد ألمح إلى أن طرفاً ثالثاً، لا تزال هويته مجهولة، بات موجوداً على الارض في سوريا. وجاءت تصريحات المتحدث رداً على سؤال حول تصريحات بان كي مون حول إمكانية أن يكون تنظيم القاعدة مسؤولاً عن الهجمات الأخيرة في سوريا. كما أفاد المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة، مارتن نسيركي، بأنه لا توجد أدلة دامغة على وجود تنظيم القاعدة في سوريا، لكنه قال إن الهجمات الأخيرة التي ضربت دمشق هي من عمل جماعات إرهابية منظمة وتثير القلق. ومن جانبه، رفض رئيس بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا، روبرت مود، تأكيد تصريحات تتعلق بوجود جماعات ترتبط بتنظيم القاعدة في سوريا. وأعرب في الوقت ذاته عن قلقه إزاء استمرار سقوط قتلى في البلاد، وقال إن التفجيرات التي تستهدف المدنيين مثيرة للقلق”.

هذه تصريحات لبان كي مون ومن معه، في مبادرة السيد كوفي عنان..كالسيد احمد فوزي الناطق باسم عنان، الذي أتى” ليكحلها فعماها” عرفوا أن تلميحاتهم وتصريحات رئيسهم حول وجود القاعدة لا أساس له من الصحة أبدا، فذهب أبعد من تصريحات بان كي مون التي اعتذر عنها، ليتحدث عن طرف ثالث مجهول الهوية، هذه الخفة في التعامل مع ثورة شعبنا وغدر العصابة الأسدية وهمجيتها الواضحة للقاصي والداني، توضح أن هذه المبادرة الكوفي عنانية وصلت إلى نهاية النفق، أو أنها لم تعد تجد شمعة في آخره، فبدأت بإشعال أوراق مؤقتة وبخفة منقطعة النظير، طرف ثالث مجهول الهوية!! في نقاشي مع دبلوماسي عربي حول هذه التصريحات المتناقضة والهشة والخفيفة الوزن والمصداقية، والتي تساهم في إدامة قتل شعبنا من جهة أخرى، قال لي” ربما الطرف الثالث هو عصابات تشبه القاعدة أسستها الاستخبارات الأسدية للقيام بأعمال نيابة عنها، وكي لاتتورط الاستخبارات الأسدية مباشرة كما كان يفعل في العراق ولبنان وآخرها البحرين؟ لماذا أنتم دوما تشككون دوما في موقف المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية؟ إن من لايتحدث عن القتل اللحظي لشبابنا السوري، فهو يبيح هذا القتل، ولمحاولة اجهاض ثورته السلمية من اجل الحرية والكرامة، وواجبه أن يتحدث بشكل لحظي عن قيام العصابات الأسدية بذلك وفضح هذا القتل، بينما يركض نحو تفجيرات جميعهم يعرفون أنها من صنع الآلة العسكرية الاستخباراتية الأسدية، لكي يؤخروا ويخففوا من دعم المجتمع الدولي للثورة ويخيفوه منها، لايوجد دولة غربية أو عربية لا تعرف وليس لديها معطيات أن بؤرة الارهاب الأساسية في الشرق الأوسط ومصدرتها هي أجهزة الاستخبارات الأسدية، بما فيها علاقتها بتنظيم القاعدة وبقاياه، والتي ليس لها وجود في سورية قطعا، وبمشهد هزلي ومعيب من التصريحات المتناقضة كما نلمس اعلاه من ثلاث تصريحات في يوم واحد ومن تراجع الامين العام للأمم المتحدة عن تصريحاته السابقة قبل يومين، تؤكد هذه الخفة الثقيلة الدم على شعبنا..

يبدو أن السيد نبيل العربي هو من ورط السيد بان كي مون بهذا التصريح المخجل وغير المستند على أية واقعة تحقيقية أو غير تحقيقية سوى واقعة أن العالم في جزء منه ضد ثورة شعبنا..لكن شعبنا يدرك أنه يثور وثار ضد شبكة من المصالح والقوى الدولية، والتداخلات الاقليمية، وقد غيرت الثورة السورية وجه التاريخ الشرق أوسطي وهذا ما لاتريده أطرافا كثيرة دولية واقليمية..اقترح على السيد عنان والسيد مود والسيد احمد فوزي أن يحملوا حقائبهم ويعودوا من حيث أتوا، إذا كان تعاملهم مع المجزرة التي ترتكب بحق شعبنا من قبل العصابة الأسدية بكل هذه الخفة واللامصداقية…فقاعدة شو سيد بان كي مون؟ وطرف ثالث شو سيد احمد فوزي؟ ربما هذا الطرف يشبه طرف المهدي المنتظر الذي يدعم العصابة الأسدية من طهران مرورا ببغداد.

“شو” مفردة عامية تستخدم للسؤال الاستنكاري أحيانا، لدينا أهل بلاد الشام..

ايلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى