صفحات سوريةعماد عزوز

بثينة شعبان: فاقد الشيئ لايعطيه

 


عماد عزوز

لم تسعف الإبتسامات التي وزعتها بثينة شعبان أثناء خطابها في إخفاء الإرتباك الذي رافق بداية الخطاب, وهي إذ انتبهت لذلك فقد اتبعت خطة جديدة وهي إعلاء صوتها لدرجة الصراخ والوعيد في النصف الثاني من الخطاب, كيف لا وهي تتكلم بصفتها مستشارة الرئيس وممثلته في أول تعليق رسمي على المجزرة التي ارتكبت ومازالت ترتكب بحق مواطنين عزل.

وسواء سلوك الإرتباك أم لغة الوعيد فإن ذلك يمكن تفهمه فموقفها وموقف أي ممثل للنظام سيكون صعبا من حيث إيجاد كلمات مقنعة لشعب لم يعد يثق بنظام يقتل أمام مرأى الجميع وعندما يقوم بتوصيف الحالة يقول عكس الواقع تماما.

يحلو لشعبان ترديد الحجة القديمة نفسها حيث تعتبر أن بعض المخربين قاموا بتهريب السلاح من دولة مجاورة لزعزعة استقرار سوريا لأنها دولة مقاومة وهي لهذا السبب مستهدفة وبالطبع من إسرائيل وأمريكا كما نعتقد.

لايعرف المواطن السوري إن كان سيشتري بضاعة فاسدة مرة جديدة وهو يعرف أن تاريخ صلاحيتها قد انتهى منذ زمن انطلاق الثورات العربية في تونس ومصر ومنذ زال الخوف المعشعش فينا نتيجة القمع الذي مارسته أنظمة لاتريد التخلي عن كراسيها ولو قتلت كل شعبها. بهذا المعنى نفهم دفاع النظام السوري عن القذافي الذي هو أيضا مستهدف من الغرب الصليبي والذي أصبح مستهدفا مباشرة بعد بدء الثورة فيه.يريد النظام السوري إقناعنا أن الألاف المتظاهرة هي ضد المقاومة ومع إسرائيل كما كانت طل الملوحي عميلة لأمريكا وكما قد تكون سهير الأتاسي وناهد بدوية عميلات لشر تقديره ضمير غائب. لنتذكر هنا قول شعبان عندما علقت على مظاهرات مصر في مقابلة مع جريدة الشرق الأوسط اللندنية حين مدحت مظاهرات الشعب المصري وقالت عنها أنها شرارة التغيير فهل هي في مصر شرارة وفي سوريا خيانة؟

امتلأ الخطاب بالوعود التي انتظرها الشعب السوري منذ استلام الأسد السلطة . الوعود تذكرنا بمسرحيات الماغوط المشهورة حيث يسبق حرف السين كل الأفعال لتبدو الأفعال حالة وعود وهمية هدفها التخدير, فس:ندرس إلغاء قانون الطوارئ, س: نطلق إطلاق سراح المعتقلين, س: نصدر قانون الأحزاب…..الخ وإلى ماهناك من وعود انتظرناها طويلا.دون أن نلمس شيئا منها عدا وعدا قاطعا بمسألة زيادة للرواتب كان مبارك وبن علي قد حاولا نفس الأسلوب في آخر حكمهما لكن الشعب كان أذكى من هكذا وعود ورشاوى.

ثمة وعود بمحاربة الفساد, فساد تغلغل في النظام بل هو صفة ملازمة للنظام بكل رموزه, ولنسأل شعبان هل ستستمع إلى هتافات المتظاهرين في درعا والتي هي مطالب الشعب السوري ككل وهي محاسبة رامي مخلوف وماهر الأسد على سبيل المثال, هل سيطلع الشعب السوري على ميزانية ذو الهمة أو آصف شوكت وغيرهم , هل ستكون تلك الثروات أكثر من ثروة مبارك أو بن علي ؟.

يبقى السؤال الأهم في هذه المرحلة هو هل يوجد في العالم حالة ينتخب الرئيس فيها للأبد غير سوريا, فهل تستطيع شعبان ضمان انتخابات حتى رئاسية لايفوز الرئيس فيها بنسبة 99%

من الواضح أن النظام مرتبك وقلق قبل يوم من اليوم الذي وعد الشارع الخروج والتظاهر فيه والذي هو يوم الجمعة والتي سميت جمعة العزة. وهذا مايفسر ظهور شعبان في هذا اليوم بالتحديد وهذا مايفسر أيضا محاولة إخراج الناس للشوارع المؤيدة له. وبغض النظر كيف ستكون جمعة العزة فإن النظام يبدو قد قرر أن يستنفر كل قواه لمواجهة أي صوت معارض وبأي أسلوب كان.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى