صفحات الحوار

برهان غليون: النظام السوري كالمجرم الذي وقع في الفخ وسيسعى إلى الخروج باستخدام آخر طلقاته


|بيروت – من ريتا فرج|

«العالم كلّه يعيش الآن في حقبة الإعداد لما بعد الأسد»

أكد أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة السوربون برهان غليون أن معارضة روسيا دعوة واشنطن وأوروبا الرئيس بشار الأسد إلى التنحي تعود إلى «تخوف موسكو على نفوذها في الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أن «الموقف الروسي ليس جامداً وأعتقد أن من الممكن تطويره».

 وشدد غليون على أن العقوبات التي فرضت على قطاعي النفط والغاز في سورية «ستحرم النظام من موارد أساسية مهمة» لافتاً إلى أن النظام السوري سيراهن في المرحلة المقبلة على الدعم الإيراني أكثر مما كان عليه في السابق، ومؤكداً أن «العالم كله اليوم يعيش في مرحلة ما بعد الأسد» قائلاً «إن المعارضة أمام تحدٍّ كبير لمواجهة كل تداعيات سقوط النظام».

وأشار إلى أنه بصدد التواصل مع المؤتمر الذي تعقده المعارضة في تركية اليوم الأحد لإنشاء مجلس وطني يمهد لمرحلة ما بعد الأسد.

«الراي» اتصلت بالمعارض السوري ومدير مركز دراسات الشرق المعاصر في جامعة السوربون وأجرت معه الحوار الآتي:

* فرضت واشنطن عقوبات على سورية شملت قطاعي النفط والغاز. إلى أيّ مدى تسمح هذه الخطوة بتجفيف المصادر المالية للنظام؟

– العقوبات الجديدة ستحرم بالتأكيد النظام موارد مالية أساسية لتمويل حربه على الشعب. لن تجففها ولكنها ستؤثر سلبا عليها.

* بعدما دعت الولايات المتحدة وأوروبا الأسد للتنحّي رفضت روسيا هذه الدعوة. ما تفسيرك للموقف الروسي؟ وهل بإمكان الأسد اتخاذ خطوة التنحي بمعزل عن المنظومة الأمنية؟

– روسيا تخشى أن يؤثر سقوط نظام الأسد على نفوذها في الشرق الأوسط، لأن سورية كانت منذ عقود طويلة ومنذ الحقبة السوفياتية، قاعدة تحرك أساسية لها، من الناحية السياسية والعسكرية بفضل القاعدة العسكرية في طرطوس وتسليح الجيش السوري وتدريبه. وينبغي ألا نتجاهل أيضاً المصالح الاقتصادية الكبيرة. لكن الموقف الروسي ليس جامداً وأعتقد أن من الممكن تطويره، وهذه مهمة المعارضة. لا يمكن لموسكو أن تستمر في الرهان على نظام لم يعد له أمل كبير في البقاء.

* المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة التي كلفت إعداد تقرير عن انتهاكات النظام السوري لحقوق الإنسان قي سورية أوصت بإحالة مرتكبي الجرائم ضد المتظاهرين إلى المحكمة الجنائية الدولية. كيف تقرأ هذه التوصية؟

– هي إجراء طبيعي بالنسبة لنظام يرفض وقف أعمال القتل والاعتقال والتعذيب الوحشية تجاه مواطنيه ولا يلتزم بأي قاعدة قانونية أو أخلاقية. ينبغي أن يعرف جميع أولئك الذين يعطون أوامر القتل للمواطنين الأبرياء أنهم لن ينجوا من العقاب.

* بعدما دعت أميركا وأوروبا الأسد للتنحي. ما السيناريو الذي قد يلجأ إليه النظام بعد هذه الدعوة؟ وهل من الممكن أن يلعب على الأوراق الإقليمية لترسيخ فكرة بقائه في السلطة؟

– هو كالمجرم الذي وقع في الفخ. وسيسعى إلى الخروج منه باستخدام آخر ما تبقى له من الطلقات. ولذلك نشهد الآن تصعيداً في العنف تجاه المتظاهرين السلميين وتوسيع دائرة الاعتقال والتعذيب والتنكيل. وهو يراهن أكثر من أيّ وقت سابق على التأييد والدعم الإيرانييْن.

* المعارضة ستعقد مؤتمراً في تركية الأحد لإنشاء مجلس وطني يمهد لمرحلة ما بعد الأسد. هل تلقيتم دعوة للمشاركة في المؤتمر؟ وكيف تقرأ هذه الخطوة؟

– علمت أن مجموعة من الباحثين والمعارضين يخططون لذلك. وأنا بصدد التواصل معهم ودرس الموضوع.

* هل المعارضة السورية باتت على قناعة بأن سورية اليوم دخلت في حقبة ما بعد الأسد؟

– العالم كله يعيش الآن في حقبة الإعداد لما بعد الأسد. نظام الأسد هو الوحيد الذي يعتقد أنه خالد كما كان الأمر دائما. فهو في نظر أصحابه وُجد ليبقى إلى الأبد. وألقاب وسلوك رجالاته مرتبطة دائماً بالبقاء إلى الأبد، والتمسك بمبدأ السلطة أو الموت.

* إلى أيّ مدى المعارضة السورية قادرة على التصدي لكل التداعيات المحتملة لمرحلة ما بعد الأسد؟

– هذا هو التحدي. وآمل أن يكون المعارضون على مستوى المسؤولية الوطنية. هذا ليس أمراً محسوما. ينبغي على الجميع أن يبذلوا جهدا لمواكبة الحدث الخطير والكبير معا.

الراي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى