صفحات الحوار

بشار العيسى: تفكيك مؤسسة السلطة وبقاء بعض مؤسسة الدولة لضمان الانتقال السلمي


روما (12 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

اعتبر معارض سوري بارز أن تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية “سينعكس ابتهاجاً شعبياً في أوساط المنتفضين وانتكاساً في أوساط أنصار النظام”، ورأى أن تمديد مبادرة الجامعة ما هو إلا رمي لأطواق النجاة للتمديد بعمر السلطة، على حد وصفه

ورأى المعارض السوري المقيم في المنفى بشار العيسى أن “الحل في سورية يقتضي تقديم الثوار لا المجالس برنامج انتقالي للمجتمع الدولي يضمن تفكيك مؤسسة السلطة مع الإبقاء على جزء من مؤسسة الدولة وجزء من الجيش ليجري تسوية وطنية للانتقال السلمي للسلطة وتجنيب سورية انهيار مفاجيء لمؤسسة الدولة” في البلاد

وعن فائدة فرضية تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية، قال المعارض العيسى لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “حقيقة لا أملك جواباً شافياً عن كيفية أن تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية سيفيد الثورة السورية من حيث المضمون، أما من حيث الشكل، طبعاً سيكون هناك ابتهاج شعبي لكسر شوكة السلطة، وعلى الجانب الآخر، أي السلطة، سينعكس ضعفاً في معنويات أنصار السلطة وشراسة في تصرفات القتلة” حسب رأيه

وحول تمديد مهلة للمبادرة العربية قبل اتخاذ أي قرار، من خلال إرسال وفد للاطلاع على الوضع، واحتمال أن ينقذ ذلك النظام السوري، قال المعارض السوري البارز “لا شيء ولا أحد يستطيع إنقاذ النظام وسلطته، لكن المبادرة العربية من يوم بدئها وليوم تُدفن لن ترمي بغير أطواق النجاة للتمديد بعمر هذه السلطة القاتلة، ولن تستحضر إلا مزيد من القتل للشعب السوري، فالسلطة السورية غير قادرة على تنفيذ أي بند من بنود المبادرة العربية على هشاشتها، صار من الواضح أن الشعب السوري لا يرتجي من الدول العربية أي حل أو عملية إنقاذية للشعب السوري، فالحكومات العربية موحّدة في التضامن مع بعضها وغير قادرة على الضغط على سلطة ونظام يشبهها جميعاً، إنهم إخوة بالرضاعة” على حد تعبيره

وعن حتمية تدويل القضية السورية في ظل استمرار العنف، قال العيسى المقيم في منفاه الفرنسي “لا حل للخلاص من هذا النظام والانتقال إلى وضع ديمقراطي إلا بانتصار الثورة الشعبية سلمياً، وهذا يقتضي عملياً برنامج انتقالي تتقدم به الثورة لا المجالس العاجزة، سواء أكان المجلس الوطني السوري المتهالك أو هيئة التنسيق التابعة لسقوف السلطة الأمنية”، وأوضح “هذا البرنامج يعلنه ممثل حقيقي للثورة يتقدم به للمجتمع الدولي ممن يمتلك القوة الرادعة لسلطة الأسد في الخضوع والاستسلام، أو دفع قسم كبير من مؤسسة الجيش حفاظاً على مصالحهم ومصالح الطائفة العلوية التي ينتمون إليها، ويكون ذلك بتوفير رؤية سياسية وقوة ردع دولية لحمايتهم من عصابات القتلة من الانتقام منهم، إن هذا التفكيك لمؤسسة السلطة بالإبقاء على جزء من مؤسسة الدولة، الجيش يجلس إلى طاولة مفاوضات حقيقية مع ممثلي الشعب السوري الحقيقيين لإجراء تسوية وطنية بالانتقال السلمي للسلطة بمصالحة تاريخية تحمي الطائفة العلوية من مخاوف أي انتقام قد ينالهم في حال السقوط الانهياري للسلطة، كما أنها ستوفر على الشعب السوري المزيد من الضحايا وعلى الوطن تفادي انهيار مفاجيء لمؤسسة الدولة” حسب قناعته

وحول البدائل في حال استمرار روسيا إفشال أي قرار في مجلس الأمن يجبر السلطات السورية على وقف العنف، قال “البديل هو الشرعية الدولية ومنظومة تفاهمات ومواثيق حقوق الإنسان بالشرعة الدولية للأمم المتحدة بما في ذلك حق التدخل لحماية الأمن والسلم الإقليميين والدوليين وحماية السكان المدنيين من التصفية بجرائم ترتقي إلى جرائم بحق الإنسانية، والعالم كله مقتنع أن السلطة السورية أصبحت تملك على ذمتها ملفات هائلة في هذه الجرائم، وأنا مقتنع أن روسيا والصين تاجران في زمن الحروب، يعتاشان على الفوضى الدولية، وحين تصلهما رسائل واضحة من القوى الدولية الفاعلة كأمريكا وفرنسا وبريطانيا فإنهما سينضمان سريعا إلى الجهد الدولي”، وفق تقديره

وأضاف العيسى “مشكلتنا كثورة سورية أننا لم نتقدم بعد برؤية سياسية مسؤولة للعالم عن كيفية وآليات الانتقال من الاستبداد إلى الديمقراطية، وأي وطن بأي نظام؟ وما اسم دولتنا القادمة؟ مازال المجلس الوطني السوري يرفع علم سلطة الأسد، والشعب في الشارع يرفع علم الاستقلال بعد الاستقلال، ما هو البرنامج المرحلي لدولة الاستقلال، ما هي رؤيتنا على المستوى الإقليمي والدولي، بمعنى أي دولة نريد وأي محتوى سياسي لهذه الدولة” حسب قوله

وحول ما تخشى منه بعض أوساط المعارضة السورية من بدء عمليات اغتيال لمعارضين وناشطين قال “في الحقيقة لم يتوقف النظام عن القتل بشكل أو بآخر، اغتيالات في الشارع أو الزنازين، سواء بتصفيات خفية أو تحت التعذيب تنكيلاً، وتقول معلومتنا أن جزءاً من هذه الاغتيالات وبينها اغتيال القيادي الكردي مشعل التمو وابن المفتي (بدر الدين) حسون، تقوم بها أجهزة إيرانية خاصة بالتعاون أو بموازاة عصابات السلطة، وهؤلاء يتم تدريبهم وتهيئتهم في العراق بالتعاون بين الباسيج الإيراني وحزب المالكي، وهؤلاء يشكلون العنصر الغالب في كتائب القناصة، وهم الذين يسربون فيديوهات التعذيب والقتل التي تقوم بها عناصر الشبيحة، وهم الذين يسربون هذه الوثائق لإثارة الغرائز وزرع الفتنة الطائفية عمليا بين مكونات الشعب السوري، وتذهب بعض الروايات الخارجة من مراكز السلطة أن هناك تمركزاً قوياً لعناصر خاصة إيرانية ومن حزب الله اللبناني في متن مؤسسات السلطة ذات الطابع والتشكل الطائفي، ومن هؤلاء وسلطة بشار الأسد علينا أن نتوقع كل شيء” على حد تعبيره

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى