صفحات الناسلقمان ديركي

بلد عم تنباع بالعزا/ لقمان ديركي

 

 

وقبل أن يبرد دمك باعوه. لحِّق. قرِّب. قبل ما يبرد. طلعنا وجبات. وعم نتقدم بالحفلات. وفي منا أنواع. أشكال ألوان. صار في معجنات بنكهتنا. وكوكتيلات بخلطتنا السرية. وقصائد شعرية من ورا ميكروفونات. وأفلام سينما ومسلسلات. صار في منا ع مسرحيات. متوفرون في الأسواق. خبر عاجل نحن. أخبار تزين التيترات. لأنو مو حلو الشريط الإخباري بدوننا. أصلاً بدوننا ما في نشرة أخبار.

أخبارنا بتنباع. معك خبر بليرة؟! عندك خبر بدولار؟! عندك تقرير مصور بدولارين ونص؟! عندك فيلم بخمس يورويات؟! عندك فيديو جهادي بخمس ريالات؟! عندك زعيق بليرتين. عندك صريخ بليرة ونص. عندك حالات اغتصاب؟!! دينار دينارين ما يخالف.

صرنا مصدر إلهام.

والله ودارت الأيام. وصرنا على مرمى الكاميرات. وصار يعرفوا أين تقع بلدنا. ما عاد في داعي تقول أنها جنب اسرائيل. صرنا أشهر الجميع بفضل عزرائيل.

كما أننا صرنا مكبَّاً للعواطف المشلخة. ولدموع التماسيح. ولنظرات الشفقة اللي ما بتصح لمين من كان. لأ انتبه.. نحنا مو حيا الله. لكان. إيوه. احترم نفسك. واعرف مع مين علقان. نحنا اللي دهنوا بدمنا السما بويا. نحنا اللي عملوا من أجساد أطفالنا معارض وأخبار. نحنا اللي زرعونا بأراضينا وقعدوا ينطروا موسم البطاطا. نحنا بطاطا. أنا بطاطا إذن أنا نشويات.

نشويات ينصح بشرب كازوزة معنا. غير مهضومين إحنا. يا واد يا تقيل. أنت اللي على نفسك جنيت. كان في بالليستة وجبات تانية. ليش لتطلبنا ألنا؟! نحنا مكلفين. بدنا جنبنا كم قرن فليفلة فاتح للشهية. حاكم مناظرنا ما بتشهي كل هالقد. لا تواخذونا. شكلنا معتر وهضمنا عسير. لكن كل شي الحصير بيصير. طالما التكنولوجيا في خدمة البشر. ليش ما دريت؟! صار في منا على معلبات. وصار في منا بكل اللغات. وصارت البشرية تعرف كل شي عنك. لكان صرت موضع اهتمام. وصارت كل معلومة عنك حقها هداك المبلغ. صار في إقبال على شراء بضاعتك وأخبارك وعلومك. صار مهم عندهم يعرفوا كيف بتنام. صار خبر مهم واستثنائي بنشرة الأخبار. أنت مهم. وليش لأ. معقولة ما يكون للبقرة المدبوحة حضور في المهرجان. معقول اللحمة المشلوفة بهالمناسف ما تنجاب سيرتها أثناء نكش الأسنان؟!

والله شي طيب. قالت العربان. وأثنت على قولهم الغربان. وطحشت الضباع على العزيمة من أولها. وحامت النسور. وعمت الفوضى أثناء التقسيم. وصار الفخد الواحد كذا شقفة. والصدر الواحد كذا شقفة. ما كان في توزيع منظم. وصار الكل يهجم على هواه. ويتلذذ على هواه.

ويستمتع بمضغ اللحم مع أنينه. لا لم نبخل حتى بالمازوات. مع أنو الأكيلة ضباع. وما بيفرق معهن اللحم التازة عن اللحم البايت. وصرنا مأكل يا أبو شريك. شي تازة بدمه. شي تازة بكفنه. شي بايت بهالشارع. وشي مفرز بالبراد. وشي طاجين مطمور وفوقه مولعة نار. صرنا يا صاحبي وجبات للأخبار.. عم ننباع  بالعزا يا مدام.

المدن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى