صفحات الثقافة

بورتريه اللاجئ/ آلان علي

 

 

 

– 1 –

حاملا رقم حظي المخروز

ذات مساء مطير

دخلت ملفات اليو إن

موغلا في الوحل والزحام

-2-

كنت عائدا عندما رأيتها

المرأة العجوز

وحيدة في مهب العاصفة

تبحث كمن أضاع عينيه

عن حفنة من التراب تسد بها السماء

العجوز وأنا

برفشين منكسرين كنا نقلب الطين والصراخ

-3-

كم كنت أحمق

بالغناء نزداد وجعا

وإغماض العينين كما في قبلة

يزيد الحريق

ايزلم*

ماذا كنت تستحضرين مغمضة العينين

أنت تغنين ونحن نبكي

-4-

مع أول صيحة لطفل

حتى قبل أن يبدأ العالم أشغاله اليومية

كنت أسمع الخطى والأحذية الناعسة

وهي تزحف

حمّالون ينتظرون على الطرق السريعة

آباء ضاعوا في الدوائر

في انتظار عودة التركي الذي أغلق الدفاتر

غجر يرتحلون صوب الحدود

نساء أمام المكاتب المغلقة

طوال 13 شهرا أغمضت عيني

بينما قلبي

يقرع ناقوس الوجع

-5-

سألني الهولندي المشغول بترتيب خيمتي

بدهشة من يكتشف هيكل حيوان منقرض

وهو يرسم حتى علبة دخاني

من اختار أن يكون الباب هنا

فأجبت

لا باب هنا

هذا المجاز يخدعك

-6-

كانت تلك صورة لآخرين غيرنا

رغم أننا كنا داخل الإطار

اليوم

تكفي نظرة واحدة

لنعلم أننا لم نكن هناك

-7-

لا تذهب

أرجوك

البارحة حلمت أنك تتسلق تلة وتلوح بيديك

عدني أنك لن ترحل

بأي ذراعين حضنتك

وتركتك واقفة تتأملين الباب؟

لا تخافي

أنا أقل التعب في يديك

-8-

طفل في الظلال

نائما إلى الكراسي

ولا أحد الآن

علبة كولا فارغة تدفعها الظهيرة في الساحة

وتقفز في الريح الجرداء

مثلكَ أحببت الأرض

ولم أنجُ

-9-

ماذا كنا نفعل

عندما لا يكون هناك أحد

أحيانا لا شيء

الذكريات فقط تنساب

مياه تأتي وتذهب

دون صخب

ونحن أحياء كالغرقى

-10-

الوصية***

خذوا كل شيء

خذوا الخيمة اليابانية

علب السردين والبطانيات المكهربة

واطفئوا هذا النهار

ولو للحظة واحدة

ومن البوابات وحتى السور

اكتبوا

«بلا اسم ستحيا

وبلا قلب سيأتيك الهجران

وما أن تحين الساعة

افتحوا عيني أنا الميت

في التراب الأخير».

**

ايزلم: اسم طفلة كانت إحدى طالباتي في مخيم دوميز في العراق،

وهو يعني بالتركية الاشتياق.

 

٭ سوريا- الحسكة 2017

القدس العربي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى