بيانات الانتفاضة

بيان إلى الشعب السوري الوحدة الوطنية أهم وأبقى من النظام


إعلان دمشق للتغيير الوطني الديموقراطي

ما برحت ثورة الشعب السوري على الظلم والاستبداد تؤكد في كل أسبوع من عمرها عمق الانتماء الوطني لهذا الشعب الذي أدهش العالم، أدلته واضحة في مظاهر التضامن العميق الذي عبرت عنه كافة المحافظات السورية وتكويناتها الاجتماعية تجاه المناطق المنكوبة من درعا إلى بانياس وتلكلخ وجسر الشغور وحماة وحمص وقطنا وفي كل مكان انتقلت إليه قوة بطش النظام. تجلت هذه الوحدة أكثر ما تجلت في حمص، التي حاول النظام استغلال خصوصيتها الديموغرافية وتنوعها الطائفي، لشق وحدة السوريين في حمص وجر البلد إلى اقتتال طائفي، طالما أكد المتظاهرون على رفضه في شعاراتهم وخطبهم وبياناتهم، الشيء ذاته حاوله النظام في قطنا، عندما افتعل صداماً على خلفية طائفية، وفشل أيضاً، فسقط شهيد وتم اعتقال المئات في مقدمتهم جورج صبرا الناشط السياسي المعروف. النظام أيضاً يدفع بشكل مستميت لعسكرة هذه الثورة وإخراجها عن سلميتها التي يصر عليها المتظاهرون لإيمانهم بأن قوة الثورة في سلميتها، من هنا فقد حامت الشكوك حول حادثة القطار في حمص الذي خرج عن سكته وكأنه في مدينة ألعاب “داهمتها العصابات المسلحة”! لقد جاء رد الشعب السوري واضحاً؛ لا طائفية في سورية ولا خوف من اقتتال طائفي، وبضاعة النظام رُدّت عليه، هذا ما أكدته البيانات المشتركة لأحياء حمص وبيان الشباب العلويين وبيان مشايخ علويين تقول كلها بصراحة، إن ما يجري في سورية هو ثورة من أجل الحرية والكرامة والتغيير الديمقراطي ولا علاقة له بالطائفية ولا بالطائفيين. إذن حمص، كما غيرها من المدن السورية، قالت كلمتها على الرغم من القصف المدفعي والقتل والتخريب الذي مارسته الشبيحة والقوى الأمنية في بعض أحياء حمص طيلة الأسبوع الماضي وسقط فيه أكثر من ثلاثين شهيداً.

الجمعة الأولى من الشهر الخامس للثورة السورية “جمعة أحفاد خالد” التي جاءت للتضامن مع حمص الجريحة خرج فيها ملايين المتظاهرين على مساحة الوطن، يصدحون للحرية، وقدموا أحد عشر شهيداً توزعوا على عدة محافظات أحدهم قتل داخل مسجد آمنة في حلب الذي اقتحمته الشبيحة.

إن النظام الأمني السوري، اعتمد الخيار الأمني في مواجهة أخطر أزمة تعيشها سورية في تاريخها الحديث، تهرباً من استحقاقات التغيير الذي يريده الشعب السوري، وتنسمته منطقتنا في أكثر من دولة، وما زال بعضها الآخر ينتظر.

إن النظام وفي كل أسبوع ومع ازدياد حجم ورقعة الثورة، يزيد في جرعة العنف الذي لم يفده إلا في حصاد مزيد من الخيبات والفشل السياسي والأخلاقي والأمني، لقد باتت أغلبية الشعب السوري على قناعة تامة بأن النظام هو الخطر الحقيقي الذي يواجه مستقبل سورية واستقرارها، خاصة مع محاولاته الإجرامية في جر البلاد إلى هاوية الاقتتال الأهلي والفوضى، وكأنه يخير السوريين بين خيارين سيئين، إما الفوضى، وإما بقاؤه متحكماً في مصيرهم وتطلعاتهم.

الدول النافذة في القرار الدولي والأنظمة العربية ودول الجوار ما زالت تفسح في الفرص أمام النظام، وتعتقد واهمة بإمكانية أن يصلح النظام من وضعه ووضع السوريين، غير عابئة بمعاناة السوريين ودمائهم. وأكثر من ذلك، فقد بدأت إيران تضخ مليارات الدولارات دعماً لخياره الأمني ودرءاً لخطر سقوطه تحت وطأة الأزمة، موقف لم يكن مستغرباً من إيران لأن النظام يعتبر واحدة من أهم ركائز الإستراتيجية الإيرانية في المنطقة. مع ذلك فإنه لم يعد هناك أدنى شك بأن ثورة الشعب السوري سوف تنتصر، طال الزمان أم قصر، فسوريا غادرت زمانها ولن تعود إلى ما كانت عليه.

تحية لأرواح الشهداء

عاشت سورية حرة وديمقراطية

دمشق 25/7/2011

الأمانة العامة لإعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى