بيانات الانتفاضة

بيان الى الشعب السوري


هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

أيها السوريون جميعا في كل مكان

ياابطال الثورة وشبابها ونسائها

يا بناة المدينة والحضارة وحماة الوحدة الوطنية والكرامة والمستقبل المشرق

تصاعد عنف النظام وما أنتجه من العنف المضاد في الأسابيع الأخيرة بصورة لم يسبق لها مثيل , وكثرت المجازر وجرائم القتل التي ذهب ضحيتها المئات من المواطنين الأبرياء , لاسيما من الأطفال والنساء , وتصاعدت عمليات الشحن الطائفي البغيض التي تهدف الى تمزيق المجتمع وتدمير الوحدة الوطنية خدمة لأهداف سياسية قذرة أهمها إجهاض الثورة وتغيير صورتها من ثورة شعبية سلمية هبت من اجل الحرية والكرامة والديمقراطية , لتصير فتنة وقتالا مسلحا يحرق الأخضر واليابس , يفتك بالأرواح ويدمر البلاد ويمزقها .

يتحمل النظام المسؤولية عن هذا المسار الدموي الخطير الذي تدفع البلاد إليه دفعا فهو قرر سياساته الإجرامية لمواجهة الثورة الشعبية منذ يومها الاول , هذه السياسات القائمة على العنف الدموي والقمع والقتل والإنكار التام لحق الشعب في تحقيق ما يريده من أهداف مشروعة , وعلى الاعتماد على أجهزة المخابرات والميلشيات الإجرامية المعروفة بالشبيحة لمواجهة المتظاهرين العزل , وعلى بث الفرقة الطائفية وتخويف أطياف من الشعب من المستقبل ومن اي تغيير يمس نظام الحكم , بزعم انه لا بديل لهذا النظام سوى حكم الجماعات المتطرفة , والفوضى والصراعات الأهلية والطائفية المدمرة , ومع استمرار الثورة واصرار الشعب على نيل حقه في الخلاص من الاستبداد والفساد , لم يوفر النظام وسيلة خبيثة الا استخدمها لدفع الامور في هذا الاتجاه التدميري للشعب والبلاد , ومازال اليوم بعد خمسة عشر شهرا يوغل في تعنته وعناده المجرم , بعد ان وصل الى حد زج الجيش في مواجهة واسعة مع الشعب وأعطاه الأوامر بقصف البيوت والاحياء والمدن الامنة بالمدافع والراجمات وغيرها من الأسلحة الثقيلة , وهو ما تسبب حتى اليوم بتدمير اجزاء واسعة مدينة حمص والرستن وإحياء وبلدات وقرى كثيرة في حوران وحماة وحلب ودير الزور وادلب وريف دمشق وغيرها , وقاد الى هجرة وتهجير اكثر من مليون مواطن داخل البلاد , واستشهاد اكثر من خمسة عشر الفا , واعتقال عشرات الآلاف واختفاء الآلاف منهم بلا اثر , ولجوء عشرات الآلاف ايضا الى البلدان المجاورة بحثا عن الامان وصون حياة عائلاتهم .

وها هي سياسات النظام الإجرامية التي عملت على ضياع حق السوريين في تقرير مستقبل بلادهم ونظام حكمهم , ووضعته بين ايدي الدول المختلفة خارجهم , هاهي توصل البلاد الى حافلة الهاوية , وتوصل الدولة وأجهزتها بما فيها الجيش الى حدود الانهيار والتفكك , وتهدد بانزلاق المجتمع كله الى التمزق والفوضى الشاملة , لا لشي سوى إصرار حفنة من القابضين على السلطة بالاستمرار في احتكارهم لها , وفي قهر الشعب ونهب ثرواته , ورفضهم الاعتراف بحقه في اقامة النظام الديمقراطي الذي ينشد , واصرارهم على الحل العسكري الأمني المجرم الذي ثبت فشله الذريع وأوصل الأمور الى ما وصلت اليه من وضع كارثي .

من جهة أخرى فان قوى ومجموعات مسلحة ذات أجندات خارجية او ذات مشاريع سياسية غير ديمقراطية تعمل وتدعو للعسكرة واستخدام العنف من اجل تحقيق أهدافها ومشاريعها بعيداً عن الإجماع الشعبي تلعب ادورا مكملة لادوار النظام في تمزيق البلاد والمجتمع , ومما يزيد الطين بلة ان هذه الجماعات تحصل على الدعم بالمال والسلاح من دول عدة في الاقليم والجوار وتسخر لها وسائل اعلامية تمارس عبرها الشحن الطائفي والمذهبي وتحرض السوريين بعضهم ضد بعض اخر , وتدعو الى العنف والكراهية لتكون النموذج المعادي للنظام ولكن من طبيعته ذاتها ولتقف معه في المحصلة العملية ضد ثورة الشعب واهدافه في بناء دولة ديمقراطية مدنية دولة المواطنة والمساواة التامة بين المواطنين امام القانون دون تمييز بسبب الدين او المذهب او المعتقد او الجنس او غير ذك .

وفي الوقت الذي يجب فيه ادانة هذه الجماعات وعنفها ومشاريعها السياسية غير الديمقراطية , فلا بد من التمييز تماما بينها وبين النسبة الكبرى من المواطنين الذين حملوا السلاح للدفاع عن ارواحهم وعائلاتهم وبيوتهم ضد الانتهاكات والاعتداءات الوحشية التي تمارسها اجهزة النظام وشبيحته المجرمين , وكذلك بين هذه المجموعات وبين الجيش السوري الحر الذي يتالف من ابناء الشعب العسكريين الشرفاء الذين رفضوا اوامر اطلاق النار على ابناء شعبهم العزل , الذين يلتزمون بالروح والقيم الوطنية الرفيعة في مسؤوليتهم تجاه شعبهم وبلادهم وارواح مواطنيهم , ويتمسكون بالدفاع عن سلمية الثورة , فهؤلاء يستحقون كل الاكبار والتقدير الواجب .

ان ايقاف العنف اليوم وحقن دماء السوريين واستعادة مناخات الحل السياسي بات يتطلب تعاونا دولياً واقليمياً بدل التدخل الدولي الراهن الذي يحقن ويدعم العنف والتطرف ويمد اطرافه بالسلاح والمال وبالدعم السياسي لحسابات ومصالح انية واستراتيجية لهذا الفريق الدولي أو ذاك . لان استقرار المنطقة وبناء الدول الديمقراطية في سورية سيكون عاملاً مساعداً لبناء علاقات دولية واقليمية مع سورية وفي المنطقة على اساس المصالح المشتركة , وبما يخدم مبادئ الحق والعدل الانساني , ولعل هذا ما يدفعنا لدعم اية مبادرة تحظى باجماع دولي ولتاييد اي مؤتمر او تفاهم في هذا الاتجاه .

أيها السوريون الشرفاء جميعا

وطنكم يناديكم باعلى صوته , ومستقبل بلادكم وابنائكم يستصرخكم , ان تكونوا كما كنتم عبر التاريخ , اكبر من كل جرائم المجرمين واحقادهم وتحريضهم المسموم لتمزيق وحدتكم الوطنية , ولدفعكم لقتل بعضكم بعضا , بهذه الحجة او تلك , فانتم من فجر الثورة سلمية وانتم من سيتمسك بسلميتها لكي تنتصر , وانتم من تعاليتم في وجه الاستعمار على محاولته تمزيق بلادكم ومجتمعكم بذرائع طائفية او بغيرها كما فعل ابائكم في وجه محاولات تمزيق سورية ايام الاستعمار الفرنسي , وانتم من جسد عبر تاريخ طويل قيم الاخوة الانسانية واحترام حرية المعتقد لبعضكم بعضا , ولغيركم ايضا , وانتم من سينتصر على وحشية النظام ستنتصرون على كل دعوات الارتداد عن الثورة وقيمها السلمية واهدافها في الحرية والكرامة والديمقراطية .

انكم مدعوون اليوم وقبل فوات الاوان للالتفاف حول الثورة السلمية ومبادئها في التغيير الديمقراطي الشامل . وحول الوحدة الوطنية وكل ما يجمع الصفوف في مواجهة الاستبداد والتطرف ومدعوون بالأساس لاستمرار النضال السلمي وتصعيده حتى تحقيق اهداف ثورة الحرية والكرامة كاملة .

النصر للشعب السوري الموحد الباسل .

الخلود لشهداء الشعب وأبنائه الذين بذلوا الدماء والأرواح من اجل مستقبله .

الهزيمة للطغاة والمستبدين ولأصحاب المشاريع الاستبدادية اللاديمقراطية .

النصر للثورة وللحرية والكرامة والديمقراطية في مواجهة كل أعدائها .

دمشق 16/6/2012 المكتب التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى