صفحات العالم

بيان مجلس الأمن عجز إضافي

 

    خليل فليحان

لم يظهر مجلس الامن أي تجاوب مع 3 تحذيرات وجهها اليه كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس والمسؤولة عن العمليات الانسانية في المنظمة الدولية فاليري أموس، عن التدفق اليومي لالاف النازحين، من اجل ان يدعم لبنان وكذلك الاردن ليتمكن من الاستمرار في استيعاب هذا الكمّ المتدفق الى اراضيه، ويتبنى اقتراح سليمان بان تتوزع الدول العربية والغربية الاعداد والاعباء.

ولم يأخذ في الاعتبار التحذيرين اللذين اطلقهما كل من غوتيريس وأموس عن العجز المالي للمفوضية الذي سيحول قريبا دون تقديم المساعدات، والمتوقع ان يتضاعف مع مرور الايام لان الدول المانحة التي تعهدت تقديم 1,5 مليار دولار لتغطية تكاليف الحاجات الانسانية لسوريا لم تقدم سوى نصف هذا المبلغ، اضافة الى الصعوبة التي ظهرت في تسليم تلك المساعدات وفقا لاموس.

وقللّت مصادر ديبلوماسية لبنانية من أهمية البيان الذي صدر عن المجلس، وهو غير ملزم، مع انه يستوجب اجماعا من مجموع الدول الاعضاء. ولفتت الى ان البيان “انشائي وغير عملي ولا يوقف الاقتتال”. واشارت الى ان الايجابية الوحيدة هي ان المؤيدين والمعارضين لكل من النظام والمعارضة مقتنعون بأن العنف يجب ان يتوقف على الفور، دون تحديد آلية عملية للأمر. وانعكس ذلك في نص العبارة الآتية من البيان: “العنف المتصاعد في سوريا مرفوض تماما ويجب ان ينتهي على الفور”.

ولفتت الى ان التوصل الى اصدار بيان عما يجري في سوريا هو “عمل نادر بعد انقطاع طويل عن طرح الازمة السورية على المجلس. “وابدت انزعاجها من اللهجة في البيان لجهة مناشدة “كل الاطراف على ضمان الوصول الآمن بلا عوائق الى منظمات الاغاثة، الى من هم في حاجة في كل مناطق سوريا”.

وسألت: ما دام البيان غير ملزم، فما قيمة الاستنكار الوارد فيه لـ”الانتهاكات الواسعة لحقوق الانسان من جانب السلطات السورية وكذلك اي اساءات الى حقوق الانسان من جانب الجماعات المسلحة؟”. ورأت أن تهديد المرتكبين باخضاعهم للمحاكمة بالصيغة التي وردت في البيان في ثنيهم عن انتهاك القانون الانساني الدولي وقانون حقوق انسان.

وانتقدت بشدة صمت المسؤولين عن عدم التجاوب الدولي والعربي مع ما يطالب به لبنان لتخفيف وطأة ازمة النازحين التي ستفوق ازمة اللاجئين الفلسطينيين. وأعربت عن دهشتها ان تثني الدول الكبرى ومنظمة الامم المتحدة على ضيافة لبنان للنازحين دون الايفاء حتى بنصف المبالغ التي كانت قد وعدت بها الدول المانحة لتوفير الحاجات للنازحين دون الاعلان عن اي مبرّر لها.

وأعربت عن تخوفها من أن يكون هناك مؤامرة دولية على لبنان لاغراقه بمليون سوري نازح، ليس في وسع المسؤولين والشعب الا ان يستقبلوهم وهم هاربون من نيران المعارك. وأشارت الى أن عدم التجاوب العربي والدولي مع اقتراح سليمان عقد مؤتمر دولي لمناقشة وضع النازحين السوريين الوافدين الى مناطقه، دليل على النيات الخبيثة لقادة تلك الدول القابلة بهذا التدفق، على الرغم من انها تسمع أن لبنان لم يعد يستطيع استيعاب الاعداد الهائلة، كما ان المفوضية العليا للاجئين عاجزة عن تسجيل النازحين.

ودعت الى انشاء خلية طوارىء ديبلوماسية وامنية للتصدي لما يواجهه لبنان من جراء الازمة السورية، ليس فقط لجهة النازحين بل ايضا للخرق الحدودي من قوات النظام والمعارضة السورية على السواء، وهذا الوضع المقلق حافز على الاسراع في تتشكيل الحكومة.

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى