بيانات الانتفاضة

بيان من جماعة الإخوان المسلمين في سورية: هلال رمضان مضرج بدماء الشعب السوري


المركز الإعلامي

    يا أبناء أمة الصيام في كل مكان.. يا أبناء الأمة العربية.. يا أبناء شعبنا السوريّ الأبيّ..

    بارك الله لأمة الإسلام في صيامها وقيامها، وبارك الله لأمة الإسلام في أخوّتها ووحدتها، وأعانها على الارتقاء إلى أفق النصرة التي كتبها الله على أبنائها.

    يا شباب الصيام والقيام في سورية الحرة الأبيّة..

    بارك الله لكم في شهركم، وربط على قلوبكم، وثبّت أقدامكم، فها هو شهر بدر، وشهر فتح مكة، وفتح الفتوح التي زال فيها ملك كسرى (يزدجرد)، وشهر عين جالوت التي انهار فيها جيش القتلة من التتار؛ يُطلّ عليكم، يُطلّ على وطننا مضمّخاً بعبير الشهادة، وملوّحاً ببشائر النصر، بإذن الله..

    أيها الإخوة أبناء أمة الصيام والقيام في كل مكان..

    يُطلّ هلال رمضان على إخوانكم الصائمين في مدن سورية وبلداتها هذا العام، مضرّجاً بدماء الأبرياء من أبناء سورية الصائمين القائمين، أبناء الجمعة والجماعات. فمع غرّة رمضان المبارك اقتحمت دبابات نظام القمع -وما زالت تقتحم، كما فعلت من قبل في عهد حافظ الأسد- المدن السورية في حماة، ودرعا، ودير الزور، والمعضمية، وبقية المدن والبلدات.

    مع إطلالة رمضان المبارك يصبّحنا نظام الفتنة والمؤامرة والاستبداد والفساد، بزحف الدبابات والمدرّعات ورجال العصابات على المدن السورية الآمنة، لتقتل وتدمّر وتنتهك، تحت سمع العالم وبصره، في القرن الحادي والعشرين!! والعالم المتحضّر أطلق يد الجزّار في أبناء سورية من الصائمين والقائمين يذبحهم كما يشاء عندما يشاء..

    أيها الإخوة أبناء أمّة الإسلام في كلّ مكان.. يا أبناء شعيرة الصيام والقيام في سورية الحرّة الأبية..

    يحمل التوقيت الذي اختاره النظام الفاشي لحملته على الصائمين القائمين من أبناء سورية، دلالاته التي تكشف عن وجه النظام الحقيقي، وتعرّي حقده الدفين على شعائر الإسلام، وعلى أبناء الإسلام الذين سيظلون سدّاً منيعاً في وجه كلّ الاختراقات، رغم إرادات المزيّفين والمارقين والجاحدين..

    إنّ ما يجري في سورية اليوم، هو حرب تطهير عرقيّ، على خلفيات واضحة المضامين والعناوين. إنّه مع حرب الإبادة المفتوحة التي ربطها نظام العار بهلال رمضان المبارك، أصبحت هذه الحرب التي يشنّها النظام على هويّة الأمّة وعقيدتها وشعائرها، لا تحتاج إلى التعريف والتحديد..

    إنّ ما يجري في سورية اليوم هو جريمة ضدّ الإنسانية بالمعنى الإنساني والحقوقي، وإن صمت عليها أدعياء الدفاع عن حقوق الإنسان..

    وهو جريمة ضدّ الإسلام وعقائده وشعائره وأبنائه، حرب تطهير ديني، مازال هذا النظام يمارسها على الهويّة، ضدّ أبناء سورية العربية المسلمة، على مدى أربعة عقود، استئصالاً واعتقالاً وإقصاءً وتشريداً..

    يا أبناء أمّة الصيام في كلّ مكان..

    نتوجّه إليكم بنداء النصرة التي أوجبها الله للمسلم على المسلم، بعد أن تواطأ العالم أجمع، على إخوانكم في سورية العربية المسلمة، فسفكت دماؤهم بين شماتة الشامتين، وتخاذل المتخاذلين، وتربّص المتربصين، وصمت الصامتين..

يا أبناء رمضان في سورية الحرّة الأبية..

    هذه أيام لله، هبّت فيها رياح الجنة، وقامت فيها سوق الجهاد، ولم يترك طغيان الطغاة المجترئين على حرمات الله، لمتخاذل أو قاعد أو صامت عذراً، فماذا سيقول القاعدون عن النصرة إذا سئلوا غداً عن الدم المسفوك ظلماً في درعا أو في دمشق أو في حماة أو في دير الزور..؟!

    إنّنا في جماعة الإخوان المسلمين في سورية، نحمّل نظام البغي والطغيان، المسئولية المدنية والقانونية، عن جريمة الإبادة الجماعية، التي يرتكبها بحقّ أبناء شعبنا في سورية، ونهيب بكلّ أبناء شعبنا، أن يهبّوا للدفاع عن وجودهم وعن دينهم وعن عقيدتهم، وعن شهر صومهم الذي ضرّج هلاله المجرمون بالدماء..

    ونذكّر أبناء الأمة في كلٍّ مكان، بقول الرسول الكريم: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله..

    وبإيمان بالله لا يداخله ريب، وبعزيمة المؤمنين التي لا تعرف الوهن ولا التردّد؛ نعاهد الله ربنا، ونعاهد الشهداء الذين قضَوا من حمَلة مشعل النور والحرّية، ونعاهد الأوفياء الذين ينتظرون.. أنّنا معهم على العهد، ماضون على طريقنا، شعارنا دائما: النصر أو الشهادة..

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون..

جماعة الإخوان المسلمين في سورية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى