صفحات مميزةفاطمة الصفدي

بين الصفحات .. وأُخر متشابهات


فاطمة الصفدي

 بين الصفحات :(1)

 الأُمنية ليست كلمات نتمتم بها  يسرقها الهواء ليرميها في البحر , بل هي بذور نزرعها في الحياة قابلة للنمو وقد تصل فروعها للسماء .

قبل فترة ليست بالطويلة كنت أتصفح موقع “صفحات سورية” وتمنيت أمنية أن أكون هنا بين هذه الصفحات وعندما راسلني الجميل “حسين الشيخ ” عارضاً عليي أن أستلم رئاسة التحرير لمدة شهر أصبت بصدمة لمدة نصف ساعة بقيت فيها أعيد قراءة ماكتبه . هذا العرض كان بمثابة ممارسة لإيماني بالأمنيات وبأنها بترتيب معين لاتدخل بها يد البشر قد تتحقق.

ما جعل هذه التجربة أجمل هي مزامنتها مع الثورة السورية بداية التاريخ السوري الجديد والتي جعلتني أشعر بأني قريبة من الحراك أكثر .. أشعر بنبضهم حتى إن كنت على بعد الاف الكيلومترات .

 كل يوم أحد كان صافرة لنهاية ماراثون لملاحقة الأخبار لينطلق في اليوم التالي صافرة العمل من جديد . هذه التجربة أضافت لي الكثير وستبقى معي في ذاكرتي دوماً .. أتمنى لهذه الصفحات أن تصبح يوماً ورقية وأن لاتكتفي بالأشعة الإلكترونية لأنها حتماً ستساعد ببناء سورية الغد .

(2) إنشق .. ما إنشق ؟ :

هل الثورة غسالة إذا مادخلت في قلب الإنسان قادرة على جب ماقبلها من أخطاء ؟

نعم أنا أتحدث هنا عن مناف طلاس ومن سبقه ومن سيأتي بعده ..  هل إنشقاقهم هو طهر قادر على محي الدماء من عن أياديهم ؟ . أعلم بأن  باب الثورة مفتوح ولن يغلق حتى يسقط الطاغية من على كرسيه ولكن هل سنسامح وننسى ؟ !

(3) الثورة لاتنتصر بالكذب

عروض الصيف في سوريا مغرية .. هنا فقط كيفما مت ستُتبع بصفة شهيد إن كنت من ” الشعب ” فأنت ستتبع بصفة شهيد  وإن كنت من “عصابة النظام ” فستتبع بصفة شهيد أيضاً من قبل العصابة التي تعمل معها وفي كلا التشييعين سيطلق النار أيضاً سواء على المشيعين أو في الهواء

 ربما رياح التغيير السياسي التي تعصف في  سوريا هي من تجعل هذه الصفة تتطاير لتتلاصق مع أي قتيل يسقط من الطرفين أو حتى خارج هذين الطرفين وأقول هنا خارج هذين الطرفين لأن هناك جهة ثالثة بدأت تُوارى تحت الثرى تحمل ذات الصفة .. وقد تكون في الأغلب قد ذُبحت بيد أحدهم لثأر ما ..

 وحتى يتضح تماماً ما أقول سأضرب مثلاً قصة الشاب الي وُجد مقتولا برصاصة في الرأس على أطراف إحدى المدن الكبرى – وأغلب الظن أن يكون أهل الفتاة التي أخذها “خطيفة” هم من قتلوه – لكن الصفحات الثورية بدأت بتناقل صورته واسمه على أنه شهيد قتله النظام .. هذا لايبرئ النظام من دم عشرات الالاف من السوريين  لكن يبرئها من دم هذا الإنسان .. الثورة التي تقوم على الكذب يجب أن لاترتدي الكذب حتى لاتضيع وتفقد ماقامت من أجله .

(4) الأقصى لمن ؟

هو القضية التي لاتنام منذ أكثر من ستين سنة

عندما طلبت منه أن يخرج من سوريا صرخ في وجهي ” ولمن سأتركها ؟ هذه الأرض لي وأنا لا أترك ماهو لي “

إذن الغياب صك تخلي ولو اُرتكب من دون قصد .. الأقصى ثالث المساجد التي أمر المسلمون بشد الرحال إليها متروك اليوم دون زيارة والحجّة الجاهزة حتى لاندخل في تطبيع مع إسرائيل لأن الزائر عليه أن يحمل الختم الإسرائيلي , لكن ألا نستطيع أن نتحمل الختم على أن نترك الأقصى وفلسطين لهم ؟

قد يكون الحديث عن الحنين  للأقصى وفلسطين اليوم في خضم المجازر وشلال الدم السوري المراق خارج سياق الحدث إلا إنه كالألم الخفي الذي علينا تذكره كل يوم حتى ونحن نقتل .

رئيسة تحرير صفحات سورية الزائرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى