صفحات سوريةفلورنس غزلان

بين وهمه ومكائده…يسقط بشار الأسد


فلورنس غزلان

بعد عرض تقرير المفوضة العليا لحقوق الإنسان في هيئة الأمم المتحدة السيدة ” نافي بيلاي ” ..يتنطح بوق بوتين في مجلس الأمن..ويزعم ( أن العالم متآمر ويريد إسقاط نظام الأسد، وأن هذه التهم تخلو من الأخلاق!!!..وأن الحل يجب أن يكون سياسياً، وأن روسيا تسعى للحوار )!!…..

أسأل مُصَّدِر الأخلاق هذا ..كم من الأخلاق يحتاج هو وبوتين ــ وله من اسمه نصيب ــ حتى يفهم ماذا تعني الأخلاق وماذا يعني الحل والحوار السياسي بعد خمسة آلاف ونيف من الشهداء السوريين؟، أما كان من الأجدى لسفير ” ستالين الجديد” أن يقدم دروسه في الأخلاق لسيد الكريملين في كيفية تعاطيه مع الانتحابات والحريات في موسكو بدلاً من تقديمها لنا وللعالم؟!!..كم من الأخلاق يحتاج سفير سوريا في مجلس الأمن؟!..والذي أرسله رئيسه ..(ليلعب) لعبة الاستغماية كالنعام في المحافل الدولية ، التي لايصدقها سيده الرئيس…الذي لايعلم ولايتحمل مسؤولية الموت والقتل ولا يعرف عنها شيئاً ولم يسمع بأسماء من قتلوا ولا من كُسِّرت أصابعهم من الفنانين ، ومايهمه فقط أن يقول أن علي فرزات ” ليس مشهوراً! ..قالت العرب يوماً …خذوا الحكمة من أفواه…..

في أي قالب من الحياة المزيفة وضع الأسد نفسه؟ ..في أي بوتقة مخبرية حلل واستنتج أن كل أحابيل ووسائل من سبقوه من ديكتاوريين عرب لم تفلح..فاستنسخ لنفسه واستخرج صورة جديدة للرجل الساذج .. الزوج المغدور..المغرر به.. آخر من يعلم….إن علمتَ فهي مصيبة وإن لم تعلم فمصيبتك أكبر يابن الأسد، أين هي إصلاحاتك إذن ومانفع لقائك بحوالي 1200 لجنة قدمت من شتى أنحاء الوطن وتشكيلاته ؟ ..باعتبارك الرئيس السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، والإعلامي والأمني ، القائد والملهم ..رئيس الحزب وقائد الجيش…المسؤول عن كل صغيرة وكبيرة…عفواً ..قلت في حديثك لقناة الإيه بي سي .”.أنك فقط … رئيس!!!..لاتملك البلد”…بل تملك حسب مفهومك وسلطاتك حتى أنفاس المواطنين..تمنع عنهم الماء والكهرباء والدواء والغذاء..تعاقبهم لأنهم يتظاهرون..تعاقبهم وتقتلهم..باعترافك..لأن” من يقتل شعبه مجنون”..أتريدنا أن نفهم أن رئيس ورزائك …وزير الزراعة السابق والفاشل” عادل سفر”..هو من يحرك الجنود وأجهزة الأمن وجيوش الشبيحة؟!، هل استطاع سابقه العطري وغيره منذ خدام حتى اليوم أن يأمر على ضابط أمن؟ أو هل يستطيع وزير دفاعك أن يقوم بتحريك قطعة عسكرية فيطاع أمره ويمر دون أن يُكَّوِع وينحني بطريقه نحو مكتب ماهر الأسد أو بشار الأسد؟..أي مزامير هذه التي تغني بها ياداوود أبيك، وتخرج علينا بأنغام لاعلاقة لها بقواعد العزف ونظمه؟!!…عزفك المنفرد.. كحكمك…فاشل …باطل يابن الأسد..

رئيس لايعرف ما حصل للطفل” حمزة الخطيب، وثامر الشرعي”..ويصدق أن ما أُجبر أبيه على القول لك تحت التهديد والوعيد هو الحقيقة!..حقيقة علمت نظامك ورجال أمنك كيف يتعاملون مع الناس لسحبها، رئيس لم يرَ كيف منع شبيحتك الجبناء ذوي الطفل ” هاني الحسيني” من دفنه ولوحق جثمانه من سطح لسطح ، ومن بيت لبيت تحت وابلٍ من رصاص قناصتك..تلاحقه حتى حين يوارى الثرى!!، رئيس لم يرَّ كيف قتل الطفل” فؤاد كنعان” وبأي وسيلة نقل جثمانه الطاهر البريء…كيف يمكننا أن نرى فيك رئيس؟ كيف يمكن لشعب عاقل أن يترك رئيس لايعرف ..أو لايريد أن يعرف ولا يريد أن يرى ولا يريد أن يسمع..طغى العمى على كل حواسه..المفقودة..طغى العمى على كل ذرة من الإنسانية لدى من يسمى أباً قبل أن يكون رئيساً…أباً لايرى ضيراً في تسلم ابنه لزمام السلطة ذات يوم ” إن هو أراد ذلك”!! ألم تقل هذا قبل فترة؟..سوريا إذن مزرعة آل الأسد..لاتستطيع أن ترى فيها أكثر من هذا ولا يستطيع عقلك أن يرى فيها غير هذه الصورة وكل ماعداها مجحف في حقك!!..أعترف لك ..أننا أكثر الشعوب إجحافاً ونكراناً…لأننا لانريد أولاداً..تسمي هيئة الأمم” لعبة” وسفيرها في مجلس الأمن لاعب ومقامر..مصائر الشعوب لايقررها أولاد يلعبون بمقاديرها، ولا مجانين..نريد رجالاً ..عقلاء..هل جاءك حديث الغاشية؟؟؟….الغاشية القادمة إليك على ظهر شباب لم يعد أمامهم إلا البحر وأمواجه ولم يعد وراءهم إلا نارك الحارقة..ولن يرتدوا ولن يعودوا إلا ليجعلوها غاشية حارقة ..جهنماً تصليك وتصلي نظامك..وتعيد للمواطن السوري حريته وكرامته..رغم أنف الأولاد والطغاة والمجانين.

لم يكفنا كذب وليد المعلم ..وأفلامه المحاكة بأحد مخابر( قناة الدنيا)..سقط في كمينه…الذي اعتقد أنه ورقة الآس…فخيب ظن رئيسه ..فاستخرج له ولنفسه من أكمام ثوب الحاوي..” لزوم عدة الشغل “!!….ناطق خاص لمسح أكاذيبه وتلميع صورته ..وتلفيق..قصص وأقوال لم تقال..وإدعاءات بأخطاء سقطت سهواً .أو عفوياً..أو التباس في الترجمة..أو قُطِعت عن قصد وعبث..طالما أنها أنتجت في معامل أميركية اختارها الرئيس بنفسه ليسوق اختراعه الأخير…ولم يفلح..فجاء( جهاد المقدسي).. ليلحس الخطيئة ..ويورنش..بشيء من حشو الكلام…وتنميق الحروف..عَلَّ الحال تمشي….مع أن الحال لن تمشي..لأنها واقفة وتتراجع رغماً عن الأسد..فشوارع حمص وحماة والدير ودرعا..وإدلب ودمشق بريفها وحاراتها..تضرب وتعلن العصيان بوجهك ..فقد آن الأوان..آن الأوان رغم أن ذراعك الضارب في لبنان امتشق نفس السلاح..وأعلنها بوقاحة ندرت..من فرط ما أخفقت ..ذرائع وحجج واهية مفضوحة المقاصد..خائبة المكائد.وماعليك إلا أن تقوم بتعيين ناطق لها هي الأخرى…فقد باتت الأخلاق سوقاً رائجة للنخاسة..سوق رِقِ وعبودية ارتضت لنفسها طريق الدجل..طريق الصفاقة..لتلميع صورة مثقلة بالجرائم ..تتنكر لما تقترفه يداها..تتنكر ..لثوبها ..تتعرى وتقول أنها بهندام جميل ..لايليق إلا بالكذابين….

السيد..كما يسميه أتباعه…يقول وبكل فجاجة وبدون لياقة ..تفتقر لأبسط قواعد الأخلاق، والتي على مايبدو أنهم لايعرفون أن لها علاقة بالسياسة، فالسياسة بالنسبة لهم هي تجريد من الخلق والأخلاق لأنفسهم وللشعب…ويصل بهم الحد الخلقي الذي تربوا بأحضانه أن ينعتك سيدهم ” الصالح..ناصر الله “!! أن ينعتك ياشعب سوريا العظيم بالكفر بالوطن..لأن الوطن هو نظام الأسد ، وماهو وطن للسيد يجب أن يكون وطناً لكم!! قالها ..زعيم الباطل الخارج من جبته وعمامته كما تخرج الأرانب من قبعة الحاوي.. منوهاً بالمعنى المراد من خطاب السيد في” عاشوراء” وبعد غياب طويل وبعيد ..غمز ليُفهِم وعمَّدَ ليظهر المبطن والمخفي بين السطور وخلف العبارات المحشوة بمقاومة صارت فزاعة تُهَّدد فيها الشعوب المكافحة من أجل حريتها…خائن أنت ياشعب سوريا…خائن لأنك بتظاهراتك ، بثورة أبنائك، بدمائهم الزكية وبضحاياك اليومية من معتقلين ومعذبين ومشردين ومفقودين…وبجياع ومحرومين ، لاتسعى إلا لخيانة المقاومة ولتنفيذ مؤامرات المخطط الأمريكي!..ثورتك ..ثورة خرجت من الثوب الأمريكي والقطري والعربي..لأن عرباً لايؤيدون نظام الأسد ، أخرجهم نظام الأسد من العروبة، وها يخرجهم السيد من المقاومة..ويخرجك من الانتماء..ويضعك في صفوف الشعوب العاقة..التي لاتطيع واليها!!

إذا كان العقوق يعني أن نتمرد على الطاغوت ، وأن نلفظ الفساد ، وأن نلعن الملعون القاتل، وان نقتص من المجرم، وأن نعيد للمواطن كرامته وإنسانيته، وإن كان العقوق هو بالخلاص من الكذابين والأفاقين والمحتالين تحت أسماء مُشَوِّهة للحقائق نازعة عن وجهها أي سمة للبشرية والآدمية والأخلاق ..فهذا يعني أننا ننتصر للحق، لحماية وطننا وهويته..لحماية أهلنا ، لحماية حدودنا..لاستعادة جولاننا، هذا يعني أننا نريد استعادة ذاتنا..حريتنا..تقرير مصيرنا بإرادتنا دون إملاء أو فرض من فوق..دون تمييز بين مواطن وآخر على أي أساس مهما كانت الأسس دينية أو عرقية أو قومية…لأنها أسس تنهار أمام وحدة الشعب السوري وإرادته في بناء وطنه الحر الديمقراطي ودولته المدنية..دولة الحق والقانون والعدالة الاجتماعية ، دولة التعددية..دولة المواطنة..دولة الدين لله والوطن للجميع…عندها وعندها فقط يصبح العقوق منجاة ..وثورة شعب يعشق الحرية.

ــ باريس15/12/2011.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى