صفحات سوريةنصر حسن

تحية إلى الشباب ” المندس ” في سورية !.

 


د.نصر حسن

إلى شباب درعا الأبطال الذين يخطون بدمائهم الزكية طريق حرية سورية وكرامتها , ودقيقة صمت على أرواح الشهداء الذين قضوا بسلاح الغدر والهزيمة , حيث أثبت النظام ” شجاعته ” بالتصدي إلى مظاهرات سلمية من قبل شباب لا يملكون سوى حناجرهم التي تصدح بالحرية والكرامة وقلوبهم العامرة بحب الوطن والحرص على الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي للشعب ومستقبله , ونسي هذا النظام المهزوم  أنه يطلق الرصاص على شعبه والجولان المحتل على بعد عدة كيلومترات من درعا  وحوران الأبطال على مدى  أكثر من أرعين عاما من احتلاله لم يجرؤ النظام أن يستعمل بارودة صيد على مشارف الجولان , إنها قمة الجبن والانحطاط أن يستقوي النظام على شعب أعزل كريم صبر عليه رغم كل قمعه وفشله وفساده وضعفه واستسلامه أمام العدو والصديق ومساومته على كل شيء في سبيل البقاء في السلطة بدون أي رادع أو كابح  أو معيار , قالها العرب ” إن السلاح في يد الجبان يجرح” لأن حامله فاقد لكل قيمة أو كرامة أو انتماء أو اعتبار سوى مصلحته ومصلحة أعداء الشعب الذين لا يريدون له التحرر والقوة والعزة والكرامة.

وكعادة النظام السقيمة واسطوانته المكررة المشروخة التي أثبتت الأحداث أنه أدمن عليها وأصابه العقم الوطني والسياسي والإعلامي  , يجتر نفس التعابير والتوصيفات لأحرار سورية وتلفيق تهم مزيفة مضحكة , فكل مثقفي سورية ونشطاء حقوق الإنسان ودعاة الإصلاح واحترام حرية الرأي والتعبير في عرف النظام يرتكبون ” جرائم توهن نفسية الأمة ” !واليوم حيث بدأ شباب سورية في درعا مظاهرات سلمية ياسمينية يكرر النظام اجترار نفس معزوفته ,لكن بتوسيع الحملة ضد الأحرار بوصفهم ” مندسين ” ! ماهذه العبقرية, ماهذه البراعة السياسية , ماهذه المهنية الإعلامية ؟!وماهذا الذل للعدو والشجاعة بالتصدي لشباب سورية بالرصاص من قبل ما يسمى بالأجهزة الأمنية الفلتانة من كل ضبط أو قيمة ؟!,لا ندري هل من يطالب بالإصلاح والحرية والعدالة والكرامة للوطن والمواطنين والوحدة الوطنية والإصلاح التدريجي وإلغاء حالة الطوارئ هو مندس من الخارج ! على هذا الأساس كلنا مندسون والشعب السوري كله “مندس “إلى حريته وكرامته وعزته التي رفعها اليوم عاليا إلى السماء أبطال درعا وسيتبعهم أبطال سورية كلها قريبا ,هذا ليس حلما ولا وهما بل هو منطق الأحداث وعنوانها العريض الواضح كما الشمس في سورية والعالم العربي , فشل النظام في قراءة الأحداث فهذا ليس غريبا عليه وهو الذي سيدفع الثمن قريبا جدا .

أيام مضت على حركة شباب درعا وبقية المحافظات السورية ولو بقدر قليل, لكن البداية كانت مماثلة في تونس ومصر وليبيا , والشباب السوري قرأ جيدا التطورات وأعاد هيكلة مطاليبه وأساليبه السلمية وصولا إلى تحقيق هدف واضح محدد هو الحرية والكرامة وحقه في المشاركة في بناء دولة مدنية حرة ديمقراطية  والدخول إلى العصر وقيمه التي حرمه منها النظام لعقود.

يدرك الشباب السوري جيدا تاريخ النظام وأفعاله الخائبة في عموم سورية على مدى عقود .ويدرك جيدا موازين القوى الداخلية , ويقرأ جيدا الأحداث التي تجري في محيطه العربي بحلوها ومرها وبكل تعقيداتها الداخلية والخارجية , وهو على يقين بأن الحل الوحيد للخروج من حالة الذل والقمع والتخلف والحصار الذي يسجنه فيها النظام هو التحرك السلمي للمطالبة بحقوقه الأساسية في الحرية والتعددية والديمقراطية وبناء وطنه واللحاق بقوى العصر عبر برامج وطنية حديثة قادرة على نقل المجتمع من حفر النظام وأنفاقه المظلمة إلى الحرية وقيم العصر والتقدم الذي أصبح  شرطا أساسيا للبقاء في هذا العالم , والذي يجري في درعا اليوم هو الخطوة الأساسية على هذا الطريق وسوف تعمم بحكم قانون فرض نفسه على العالم العربي كزلزال سياسي اجتماعي إصلاحي لن يتوقف سوى بتجاوز كل مخلفات مرحلة الاستبداد ورموزها ونتائجها وهو مصر على ذلك ومصمم على دفع ثمن الحرية إلى النهاية , لكن النظام في مثل تلك المواجهات له أحد حلين ,الأول على الطريقة التونسية المصرية أو على الطريقة التشاوسيسكية القذافية  وبكل الأحوال هو الزوال وما يمتلكه النظام من عقل ومقدرة نفسية وسياسية وحرصا على السلامة الفردية يحدد أي طريق سيختار النظام السوري!.

تحية إلى كل الأبطال المندسين في وطنهم ودعوة إلى كل شباب وشابات ومثقفي ونشطاء المجتمع المدني إلى ” الاندساس ” إلى الشعب والتحرك السريع لدعم انتفاضة الحرية في درعا برهانا على وحدة المطلب والشراكة الوطنية والمستقبل الواحد , وقطع الطريق على النظام الأهوج من الانفراد في المدن السورية , النداء هو للجميع وهو فرض واجب وطني على الجميع وذاكرة الشعب السوري لن تنسى وستسجل لأبطال الحرية والكرامة سفرا خالدا في التاريخ السوري الحديث.

تحركي أيتها الفيحاء… فحراسك لم يبق في وجوههم بعض ماء …بل فقدوا حتى بقايا الحياء …

تحركي أيتها الشهباء وقولي لهم ولد هنا الكبرياء …لا ذل لا خوف… خسئ الجبناء

تحركي أبي الفداء …نعرف أن بعض صمتك نطقٌ …وبعض صبرك قوةٌ … ونزف جرحك ثورةٌ …

تحرك جبل العرب  أيها الأشم … رمز الرجولة والتاريخ والإباء … كسرا للقيد درعا منا ولنا ونحن معها سواء …

تحرك أيها الساحل السوري  …تحركوا أبناء سورية في القامشلي ودير الزور والحسكة  عربا وكردا وكل شرائح التاريخ السوري العظيم  …جاء يوم الحسم …سورية تناديكم وتناشدكم …سلمية …سلمية ..سلمية…

هذا هو قدركم …

قدر الفرق بين القلم والسكين …

بين الرصاصة والياسمين …

خاص – صفحات سورية –

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى