صفحات سوريةمازن كم الماز

تداعي الديكتاتورية في سوريا و باب الحرية المفتوح


مازن كم الماز

–                     أولا نرجو أن يكون اختفاء شبيحة الديكتاتور من حياتنا هو نهاية للتشبيح و للشبيحة من حياتنا كسوريين , ما جرى في القاهرة هو باختصار تشبيح سياسي لا يشرف أحدا , لن نساق مرة أخرى بالسياط و لن نهتف لأحد أو نردد أي شعار و السيف على رقابنا

–                     صحيح أن الثورة فعل طوباوي في النهاية يخرج على القواعد التي تحكم فترات الركود و الصمت لكن طوباوية هيئة التنسيق الوطني تتجاوز ذلك المعنى الإيجابي للطوباوية الثورية , محاولة الفصل بين السياسي و الأمني في النظام السوري هو طوباوية حقيقية بكل المقاييس بل أكثر من طوباوية , الحقيقة أن الأمني في النظام هو الأصل , السياسي ليس إلا تمظهر للأمني , صورة خارجية عن النظام , الطبقة أو الطغمة الحاكمة بالأصح في سوريا هي زعيمة أو رأس المؤسسة الأمنية العسكرية , لا أعتقد أن هناك حاجة لتفصيل ذلك , هذا واضح لكل سوري , على نفس الدرجة أيضا كانت طوباوية ما يسمى بمبادرة الجامعة العربية , “الحوار بين الجلاد و الضحية” , لا أدري أيهما أكثر غباءا و فحشا – الطلب إلى الضحية “التفاوض أو الأحرى الحوار” كما قيل مع جلادها , و هو يذبحها , أم الزعم بأن الجلاد يرغب بمثل هذا “حوار” و يكترث أصلا لضحيته , يدرك الجميع أن المعركة الحالية بين الشباب السوري المنتفض و الديكتاتورية هي معركة حياة أو موت , الديكتاتوريات هي من تلك الأشياء في العالم التي لا يمكن إصلاحها أو تحويلها إلى أشياء نافعة , أيضا لا حاجة للتفصيل هنا ,

–                     لقد شكل قرار تعليق عضوية النظام في الجامعة العربية أول انتصار سياسي لثورة الشعب السوري , يفسر هذا التخبط الذي أصاب النظام , الحقيقة هي أن النظام السوري يعرف جيدا منذ يونيو حزيران 67 أنه أعجز من أن يواجه أي تهديد خارجي إسرائيلي أو أمريكي , إننا أمام ممانعين و مقاومين لا يريدون مواجهة “عدوهم” , خاصة بعد نظرية الزلازل الأخيرة لبشار الأسد كان يفترض بالممانعين و المقاومين أن يبدوا سعادتهم لأنهم على وشك زلزلة المنطقة و الكرة الأرضية ناهيك عن القضاء على “عدوهم” , الحقيقة هي أن النظام السوري يمانع جيدا فقط فوق جثث السوريين و من داخل سيارات المرسيدس و ما هو أحدث منها التي انتزع ثمنها من عرق السوريين و جيوبهم , يفضل الجيل الثاني من حكام سوريا سيارات أحدث , أكثر رياضية و مكلفة جدا خلافا للأب الذي كان أميل إلى شيء من التقشف , و النظام يمانع فقط لأن تلك الممانعة توفر له المزيد من تلك السيارات و أشكال الرفاهية المخملية الأخرى , و لا يعرف الديكتاتور من السيادة إلا حقه المطلق في قمع شعبه و قتل الآلاف منه دون شكوى أو تدخل خارجي , إفقار شعبه و تعذيب الآلاف و قتلهم هو المظهر الوحيد لتلك السيادة طبعا , لكن يجب أيضا القول بأن التدخل الخارجي لا يشترط فقط طلبه من قبل قوة معارضة أو في مظاهرات جماهيرية , يخضع التدخل الخارجي أساسا لمصالح الدول القادرة فعلا على القيام به ,

–                     إن القوات المدرعة و الجوية و الدفاعات الجوية للجيش السوري كبيرة و ضخمة العدد , صحيح أنها متخلفة تكنولوجيا لكن يبقى استهدافها يحتاج لفترة ليست بالقصيرة حتى لإعداد مسرح العمليات أولا , يمكن القول بكل ثقة أن التدخل الخارجي الأمريكي أو الغربي ليس احتمالا ممكنا في الغد و لا بعد غد أيضا , لكن مجرد طرحه يقلق النظام و يسبب له و لأزلامه الكثير من الرعب , أيضا فإن الجيش الحر رغم البسالة التي يبديها جنوده قادر فقط على إزعاج القوات المدافعة عن النظام و المسؤولة عن قمع الجماهير المنتفضة و إبقائه تحت خطر انشقاقات أكبر في المستقبل , عدا عن أن مصر قد قدمت لنا مثالا جيدا عن كيفية تصرف الضباط إذا لعبوا أي دور في إنقاذ الشعب من الديكتاتورية كما أن انشقاق أشخاص كخدام أو رفعت الأسد أي من الحلقة المقربة لرأس النظام سيشكل عبئا على الانتفاضة و ليس قوة لها و إضعافا لتفوقها الأخلاقي الذي ينطلق من أنها حركة مضطهدين ضد من يضطهدهم , الحقيقة التي يجب على الشباب الثائر السوري أن يعيها هي أن الحسم ضد ديكتاتورية مجرمة كنظام بشار الأسد غير ممكن , على الأقل في المدى المنظور اعتمادا على تدخل خارجي مؤثر يدمر أو يضعف قوى القمع و القتل التي بتصرف النظام , لكن هذا هو الجزء الأول من القصة فقط ,

–                     هذه السطور هي أساسا برسم شباب الثورة و شباب التنسيقيات – هذه الكلمات تهدف أساسا لأن تساعد على إيضاح ما هي الأطراف “الخارجية” التي عليكم الآن التعامل معها بعد أن كان التعامل معها حكرا على النظام و المعارضة في الماضي و لنفهم أكثر من خلال تجارب هامة في التاريخ كيف يمكننا أن ننتزع حريتنا فعلا , لعل أقرب الثورات أو الانتفاضات لثورتنا السورية هي انتفاضة الجماهير العراقية في 1991 ضد ديكتاتورية صدام حسين , قامت الثورة أساسا في الجنوب ذي الغالبية الشيعية و الشمال الكردي فورا بعد إقرار نظام صدام بهزيمته في حرب الخليج الأولى في نهاية شباط فبراير 1991 , في الأول من مارس آذار كانت البصرة تنتفض لتنتشر الثورة حتى جبال كردستان كالنار في الهشيم , تزعم رواية ديكتاتورية صدام و الرواية الأمريكية في نفس الوقت أن الثورة قامت بفعل “تحريض خارجي” , إيراني أو أمريكي , نظريا كان الشيعة و الأكراد هم الأكثر معاناة من ديكتاتورية صدام الذي حاول أن يعتمد على الأقلية السنية كحاضنة لديكتاتوريته و مصدر لأفراد أجهزة قمعه أو شبيحته بمصطلحاتنا السورية و لحرسه الجمهوري ثم حرسه الخاص الذي كان الحامي الفعلي لديكتاتوريته , كان هناك بعض التعاطف مع الانتفاضة في المناطق السنية خاصة و أن الثوار قد سمحوا للجنود العاديين بالذهاب بسلام إلى قراهم بينما عاقبوا أفراد حزب البعث و الأجهزة القمعية التابعة للنظام بقسوة هائلة لكنها في العموم بقيت هادئة طوال فترة الانتفاضة , يمكن القول بكل ثقة أن الأمريكان الذين كانوا قد حطموا الجيش العراقي التابع لصدام للتو قد سمحوا لفلوله خاصة من قوات الحرس الجمهوري المخلصة للديكتاتور بالتراجع من الكويت بعتاد عسكري ثقيل كافي لقمع الانتفاضة و سمحوا لصدام باستخدام مروحيات الهجوم الروسية ميل 24 ضد المدن المنتفضة ليستيعد الطاغية سيطرته على معظم العراق بفضل هذه القوى بالتحديد بعد أن أغرق الجنوب و الشمال بالدم و أجبر قرابة مليوني شخص على النزوح فرارا بحياتهم , لكن الأمريكان سيفرضون بعد وقت قصير فقط ما سمي يومها بمنطقتي الحظر الجوي في الشمال و الجنوب التي ستستمر أكثر من 12 عاما ترافقها عقوبات اقتصادية قاسية , سيسحق الجوع و القمع الوحشي لنظام صدام إرادة الشعب العراقي نهائيا ليصبح ألعوبة بيد القيادات التقليدية الطائفية و القوى الخارجية , في الواقع كانت الانتفاضة عفوية في الأساس , لم تظهر قوى المعارضة السياسية و الدينية و القومية الشيعية أو الكردية إلا في وقت لاحق لتقطف ثمار تضحيات الجماهير المنتفضة كما تهيأ لها يومها أو عندما أصبح التعامل مع إيران أو تركيا أو سوريا أو أمريكا “صديقة” تلك القوى و القيادات السياسية ضرورة لتأمين مستلزمات الحياة اليومية أو لمحاولة صد هجوم قوات صدام أو تأمين ملجأ آمن للفارين من انتقام قواته الوحشي , ستتمكن هذه القوى في 2003 من التحكم بكل سهولة في مصير الشعب العراقي بعد سقوط ديكتاتورية صدام , من بوابة تأجيج الصراعات الطائفية , لتختصم تارة و تتفق أخرى على تقاسم ثروات العراق , مستخدمة حصتها من تلك الثروات لتخلق ولاءات أكبر بين أفراد طوائفها و ميليشيات أكثر همجية ضد الآخر , ففي الصراعات الطائفية الهمجية هي شرط ضروري لأية قيادة طائفية “ناجحة” , الأسد مثلا يعتبره أصحاب الخطاب الطائفي من العلويين السوريين و الشيعة خارج سوريا شخصية مناسبة جدا لأنه مجرم حقيقي , قاتل لا يعرف الرحمة , في الصراعات الطائفية كلما كنت أكثر عنفا و كراهية و لاعقلانية في إظهارك للعداء تجاه الآخر و محاولة استئصاله كلما كنت أكثر نجاحا , لا يمكن نسيان منظر تلك الحشود التي اجتمعت في مقام الحسين في كربلاء ترقص و تهتف بنشوة مطالبة إيران و أمريكا بالتدخل لإنقاذها , تلك النجدة التي لم تأت أبدا , كما لا يمكن نسيان منظر جلاد كربلاء حسين كامل المجيد صهر صدام الذي لا يمكن تفريقه عن نظرائه السوريين ماهر الأسد أو حافظ مخلوف و هو يواجه مقام الحسين على ظهر دبابة و يقول قبل أن يطلق القذيفة الأولى عليه “اسمك حسين و اسمي حسين , لنر من هو الأقوى اليوم” , و غير ذلك الكثير من تصرفات و أقوال جنود قوات صدام الذين كانوا في غالبتهم من السنة بحق أئمة و مقدسات الشيعة و التي تشبه اليوم تماما ألفاظ و تصرفات شبيحة و قتلة بشار الأسد في حمص حماة و إدلب و قبلها في درعا الذين ينتمون للطائفة العلوية المهينة لمقدسات المنتفضين الذين ينتمي أغلبهم للطائفة السنية , و لأن شبيحة صدام حسين كانوا من السنة اعتبر سقوطه خسارة للطائفة السنية و انتقالها من كونها “حاكمة” ! إلى محكومة , نحن نعرف في سوريا من هو الشبيح , لا يتقاسم رامي مخلوف ثروته مع الشبيحة , يعطيهم الفتات فقط و يطلب منهم بالمقابل أن يموتوا و يقتلوا ليحافظ هو على ملياراته , كما كان حال صدام مع سنة العراق , يحاول بشار الأسد و أخوه كما والده و عمه من قبل الاحتماء بالطائفة العلوية لتتلقى هي أي عقاب مستحق على ما فعله و أبوه و عمه بالسوريين على مدى عقود طويلة ,

–                     الغريب في انتفاضة كانتفاضة الشعب السوري أن المنتصر فيها لن يكون كالمنتصر في حرب بين قوتين , المنتصر في الانتفاضة يفترض أن يكون كل الشعب السوري , رغم أن قسما منه كان يقف حتى اليوم على الأقل متفرجا على الشباب الثائر و هو يقتل و يقمع و يعذب بكل وحشية و همجية , هذه معضلة حقيقية بالفعل , حلها يكمن في الأساس بالتغلب على خوفنا من حريتنا , صراعنا مع الاستبداد هو بشكل من الأشكال صراع مع خوفنا الطفولي من أن نصبح أحرارا , تبقى الانتفاضة فعلا طوباويا لا يعترف بالواقع , شيئا أشبه بالمعجزة , لكنها معجزة إنسانية يجترحها البشر أنفسهم , و هي تقوم في الأساس على خلق و تعزيز إيماننا بإنسانيتنا كأساس لحريتنا قبل إيماننا بأي شيء خارج عن إنسانيتنا و حريتنا هذه , توسيع الثورة هو احد الطرق الهامة لتقريب يوم هزيمة الديكتاتورية , لكن للأسف مازال وعي غالبية العلويين البسطاء لا يستطيع تخيل حالة يكون فيها الناس أحرارا بالفعل , بالنسبة لهم وجود شخص ما “واسطة” يمكن عن طريقه تدبير عمل حكومي براتب تافه من عدة آلاف من الليرات أو منفعة أخرى تافهة إلى جانب قصص الماضي عن اضطهاد السلطات المركزية و استغلال البرجوازية المدينية و كره الطوائف الأخرى هي العناصر الأساسية في تشكيل وعيهم بأنفسهم و بالآخر , لا يستطيعون التمييز بين حكم النخب من المذهب السني و بين حكم الجماهير التي غالبيتها بحكم الأمر الواقع من الطائفة السنية , يمكن القول أن هذا قد يعتبر منطقيا , ما دام اليسار السوري , و العربي و الدولي , بقي حتى الأمس القريب و بعضه حتى اليوم يعتبر دولة معسكرات العمل العبودي و الغولاغ و التشيكا و أجهزة القمع و التنكيل السرية و دولة الحزب الواحد في روسيا الستالينية و ذلك الهراء من القمع و الاستغلال و الاضطهاد و القهر الذي مورس باسم الاشتراكية و القومية في عالمنا العربي منذ الأربعينيات على أنه المجتمع النموذج و الدولة المثال , لكن الحياة تثبت مرة أخرى أن الناس هم أبطال معجزاتهم الحقيقية و ليس أية قوة أخرى , هل سيتغلب السوريون كل ضحايا الديكتاتورية على مخاوفهم و هواجسهم لكي يصبحوا قادرين و أحرارا و أقوياء بما يكفي لينتزعوا حريتهم من الديكتاتورية في الوقت المناسب , أعتقد هنا أن الحوار بين كل ضحايا الديكتاتورية هام و ضروري جدا , لكنه حوار لا مكان فيه للشبيحة أو للديكتاتورية نفسها , إحدى النتائج المحتملة لعجزنا عن استئصال نوازع الخنوع و الاستسلام للديكتاتورية داخلنا هي أن ننقسم فعلا ليس إلى ديكتاتورية و ضحاياها , مضطهدون و من يضطهدهم , بل إلى مضطهدين يختصمون و يقتتلون في سبيل من يضطهدهم و يستغلهم , اشعر شخصيا بالأسى الفعلي على العلويين البسطاء في دولة “علوية” يحكمهم فيها شبيحة الأسد و على السنة البسطاء في دولة “سنية ” يحكمهم فيها شبيحة رجال دين كالعرعور مثلا , المعضلة الأخرى هي أن الشباب الثائر يرى مهمته حتى اليوم في أن يوصل نخبة ما لكي تحكمه و لو من خلال صندوق الانتخابات و لا يفكر بجدية حتى الآن بخياره الديمقراطي الحقيقي – في أن يحكم هو نفسه بنفسه , هذا يمنح النخب التي تتوقع أن تحل مكان الأسد شيئا من الهدوء النسبي لكن الخادع باعتقادي , فأنا أدرك جيدا ما الذي يجب فعله لإعادة تدجين هذا الشباب و قتل توقه للحرية الحقيقية , أعرف جيدا مثلا ما الذي فعله البلاشفة ليسحقوا إرادة العمال و الفلاحين الروس ليستعبدوهم من جديد , لكني في مواجهة هذا كله أستمر بالتعويل على هذا الشباب السوري الثائر نفسه , و ليس على أي يسار تحرري أو ثوري بالإذن من الرفيق غياث نعيسة , الشباب الذي حولته الثورة أو تحول بسرعة في أتونها إلى أنماط إنسانية رائعة كغياث مطر , أدرك جيدا حجم القمع و الخداع الضروري لإعادة تدحينكم سواء من ديكتاتورية الأسد أو أي نخبة قادمة طامحة لإعادة استعبادهم , و أعرف جيدا أن قسما منكم سيفهم و لو بعد حين بشكل أفضل فأفضل معنى الحرية و سيعرف كم يختلف عن المعنى الذي ترمي إليه النخب المختلفة , هذا القسم هو الذي سيشكل حامل لواء الحرية الحقيقية للناس العاديين ,

–                     أميل للقول بأن انتماءاتنا الطائفية لعبت دورا كبيرا في مقارباتنا للوضع الحالي في سوريا , من ينتمي للطائفة الأكبر رأى قمع النظام الهمجي أكثر من غيره و وجد أنه من غير الممكن تبريره بأي شكل , من ينتمي لطوائف “الأقليات” رأى خطر التطييف المدمر أكثر و نزع إلى مهادنة أكبر مع النظام , هذا دليل إضافي على أننا لم نستطع التخلص من مخاوفنا و هواجسنا من الحرية , حرية الناس العاديين كما حريتنا نحن , أرجو ألا يكون الاستبداد قد أزمن فينا , أن نتمكن أخيرا , أقول هذا لمن هم خارج البيروقراطية الحزبية التي تشكل جزءا أصيلا من النظام , مثل هذا الشباب من أن نواجه مخاوفنا بكل جرأة , في النهاية يبقى الخيار الوحيد لمن يريد الوقوف فعلا في وجه أية مخاطر للانزلاق إلى حرب أهلية أو لسد الباب في وجه أي تدخل خارجي هو الانخراط بكل فعالية في الثورة بهدف إسقاط الديكتاتورية دون التعويل على أوهام تغيير من داخل النظام و معه ,

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى