بنكي حاجوصفحات سورية

تركيا والأزمة السورية


بنكي حاجو

السيد رياض الشقفة مرشد الاخوان المسلمين يطالب الدولة التركية بالتدخل العسكري في سوريا لـ”انقاذ المدنيين”!. هو يرجح التدخل التركي”المسلم”على تدخل غربي بقيادة الناتو.

تركيا لن تتدخل عسكريا في سوريا لعدة اسباب منها:

ــ اي تدخل عسكري تركي يعني اعلان الحرب بين دمشق وانقرة، يعني حربا بين جيشين نظاميين مدججين بجميع انواع الاسلحة بما فيها الاسلحة المحرمة دوليا كالاسلحة الكيميائية. لاجل من ستعرض تركيا نفسها لهذه المخاطرالكارثية؟.

ــ الاقتصاد التركي يعتمد على الاستثمارات الخارجية وعماده اقتصاد السوق. مثل هذه الاقتصادات تنهار دون مقدمات لحساسياتها المفرطة عند الازمات، وقد شاهدنا امثلة على ذلك في الغرب في السنوات الاخيرة. هل من داع ان نكرر ما يعرفه الجميع وهو ان الراسمال جبان ولايستطيع البقاء الا في اجواء السلم والهدوء ويهرب حتى من سماع اصوات اسلحة الصيد.

ــ الفسيفساء المجتمعي التركي غير المتجانس والمليء بالغبن التاريخي لا يقل عن نظيره السوري من حيث القوميات والمذاهب والطوائف ولهذا فان البيت التركي هو من زجاج وولايتيح لانقرة القاء حتى حصوة صغيرة على بيوت الآخرين.

 اي تدخل عسكري تركي سوف يعني الاعلان الرسمي للحرب الاهلية التي باتت تنتظر الشرارة لاشعالها ويبدو ان السيد الشقفة وحركته يريدون من تركيا الضغط على الزر لقدح الشرارة التي ينتظرونها بفارغ الصبر. الحروب الاهلية سريعة العدوى وتنتقل بأسرع من الانفلونزا الموسمية وسوف تنتشر في المنطقة بما فيها تركيا بالذات عدا عن “الخطرالكردي” الذي تردده تركيا صباح مساء منذ تسعين عاما وحتى اليوم.

ــ التدخل التركي يعني “تدخلا سنيا” بكل معنى الكلمة وهذا يعرض تركيا للوقوع بين فكي الكماشة الايرانية السورية وما يفرض ذلك من تداعيات لا تحتاج الى تحليل.

ــ الدول والشعوب المحيطة بتركيا باستثناء آذربيجان ليست صديقة لها على الاطلاق بل ولا زالت تكن لها العداء بسبب رواسب واحقاد تاريخية من ارمينيا وروسيا وبلغاريا واليونان. التدخل التركي كفيل بتفجيرهذه الجراحات المليئة بالقيح.

تركيا لن تتدخل عسكريا في سوريا ويبدو هذا واضحا اذا تتبعنا المواقف التركية ازاء الازمة السورية. هذه المواقف لم تتعد حتى الآن سوى التهديد والوعيد. في بدايات الازمة اعطت تركيا النظام مدة ثلاثة ايام لوقف العنف ومرة اخرى اسبوعين وتوالت هذه العنتريات وفي كل مرة تقول ان صبرها قد نفذ. ولكن سرعان ما تحصل على كميات من الصبر القسري عبر الوريد بشكل اسعافي.

حتى العقوبات الاقتصادية لم تتجرأ تركيا اتخاذها ضد النظام حيث ان المليارات القليلة التي تجنيها من التجارة مع سوريا تشكل ضرورة قصوى لوضعها الاقتصادي الذي اتيت على ذكره اعلاه لا سيما وان ازمة انهيار اقتصادي عالمي تدق على الابواب.

تركيا لن تُقدمْ على فرض عقوبات اقتصادية على سوريا الا اذا حصلت تركيا مقدما على التعويض من دول عربية او من الغرب.يبدو ان وزيرخارجية تركيا السيد داود اغلو اخذ التطمينات اللازمة في مؤتمر الجامعة العربية مؤخرا في الرباط عربوناً للمهر المقدم.

لم تعد هناك اية مصداقية للاخوان لدى الكرد وقد ظهرذلك بكل وضوح عندما ظلوا صما بكما اثناء مجازر حلبجة الكيميائية والانفال ومجازر البرزانيين يتفرجون على الضحايا من الكرد المسلمين. اليوم ايضا لهم نفس الموقف عندما يجلسون في احضان الدولة التركية التي تتنكر لوجود 25 مليون كردي مسلم في تركيا وليس لهم حتى التعلم بلغتهم الام.

لماذا جنيت على نفسك يا دكتور برهان غليون والذين معك في “المجلس الوطني السوري” الاسطنبولي بهذا التحالف المشبوه؟.

هل هو داء التسلق السرطاني؟؟؟

ايلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى