صفحات الحوار

تشارلز سيميك: حين يقرأ الصربيون شعري يقولون لم يعد واحداً منا


هاجر مراهقاً من بلغراد إلى نيويورك ليتوج لاحقاً أمير شعراء أميركا

ترجمة فوزي محيدلي

يعتبر تشارلز سيميك وعلى نطاق عالمي، واحداً من أكثر الشعراء فرادة، نالت اعماله العديد من الجوائز من بينها جائزة بوليتزر لعام 1990، زمالة ماك آرثر (1984 ـ 1989)، جائزة غريفين الدولية للشعر، جائزة والاس سيتفنس (2007) التي تمنحها أكاديمية الشعراء الأميركيين، امير شعراء أميركا الخامس عشر، كما نال “ميدالية فروست” للشعر عام 2011.

أمضى سيميك سنوات تكوينية من حياته في بلغراد، فهو من اصل يوغسلافي، وقد تطابقت طفولته مع الحرب العالمية الثانية، وأجبرت عائلته على إخلاء منزلها مرات عدة لتحاشي القصف الأعمى حسبما يقول: “وكيلا سفري كانا هتلر وستالين”، بعد الحرب ونتيجة للاضطهاد ترك والد سيميك البلاد الى ايطاليا، وحاولت الوالدة اللحاق به لكن السلطات منعتها من المغادرة، حين بلغ سيميك الخامسة عشرة نجحت الوالدة في تدبر أمر سفر العائلة الى باريس. بعد عام سافر سيميك مع والدته الى نيويورك، فاجتمعت العائلة كلها هناك. في شيكاغو انتسب الى الثانوية وبدأ اهتمامه بالشعر، وكذلك الرسم، ومهما يكن، فهو يشير الى أن احد اسباب اهتمامه بسبر أغوار الفن يعود الى مقابلة الفتيات.

مع ان سيميك هاجر الى الولايات المتحدة في عمر المراهقة، الا انه يكتب الشعر بالانكليزية مسترجعاً بل ناسجا على تجاربه في بلغراد التي مزقتها الحرب ليؤلف قصائد عن الفقر المادي والروحي للحياة المعاصرة. وقد كتب فيكتور كونتوسكي في “الشيكاغو ريفيو”بأن سيميك يكتب “بعضاً من اكثر الشعر اصالة في زماننا، شعر صادم في مفاهيمه، وتصويره ولغته”. من جهة أخرى قال عنه بيتر ستيت في “جورجيا ريفيو” بأنه “واحد من الأكثر” ذكاء وحصافة بين شعراء جيله، كما وانه بين الأفضل”.

يتحدى شعر سيميك التصنيف السهل، بعض قصائده تعكس ميلا سيرياليا وحتى ميتافيزيقياً (ما ورائياً) فيما البعض الآخر ذو واقعية متجهمة تعكس العنف واليأس. ولعل أكثر اهتمامات سيميك تنصب على تأثير البنى السياسية القاسية في ما خص الحياة البشرية العادية. “عالم قصائد سيميك مخيف، غامض، معاد وخطير” حسبما يقول بيتر ستيت. ويضيف ستيت ان سيميك يطوع هذا الالمام بالرعب بمشنقة الدعابة مع ادراك للذات بشكل ساخر. ومن هنا فإن اكثر قصائده جدية تعكس اسلوبا ينبض بالحياة والمخيلة ويعيد الصياغة امام ناظرينا بشأن “امكانية وجود النور على الارض” وحسب شيت لعل “افضل طريقة للتعبير عن هذا هي القول ان سيميك يقاوم ظلام البنى السياسية بالنور المطهر للفن”.

من بين أعمال هذا الشاعر، “ما يقوله العشب” (1967)، “في مكان ما بيننا ثمة حجر يدون الملاحظات” (1969)، “مدرسة للأفكار السوداء” (1978) العالم لا ينتهي، قصائد نثر (حاز جائزة بوليتزر لعام 1990)، “اصطحاب القطة السوداء في نزهة “(بلغ نهائي جائزة الكتاب الوطني)”، “قصائد مختارة” 2004 (حاز جائزة غريفين الدولية للشعر لعام 2005)، “الوحش يهوى متاهته” (2008)، “سيد التنكر” (2010).

لمزيد من القاء الضوء على الشاعر الصربي الاصل الذي عانى الحرب العالمية الثانية وعرف التهجير وثنائية المنفى رأينا ترجمة انتقائية لاحدى المقابلات معه التي وردت في مجلة “باريس ريفيو” الاميركية.

[ ما مقدار صعوبة سنوات الحرب العالمية الثانية وحكم الشيوعيين؟

ـ ثمة قصة اعتاد من حولي في العائلة تردادها، انتهت الحرب العالمية في اليوم الذي سبق 9 ايار من عام 1945، والذي صدف انه يوم عيد ميلادي. كنت ألهو يومها في الشارع. قصدت شقتنا في الأعلى طلباً لشربة ماء فرأيت والدتي والجارات يستمعن الى الراديو. قلن،”انتهت الحرب”، فنظرت اليهن مذهولاً وقلت: “الآن لن يكون هناك مزيد من المرح!” أقصد انه خلال فترة الحرب لم يكن هناك من رقابة أهل علينا، الكبار كانوا منهمكين في حياتهم، فيركض الصغار أحراراً. منذ سنوات قلائل قمت بمراجعة كتابين ضخمين يحويان صوراً عن الحرب في البوسنة. الوجوه جميعها بدت غير سعيدة، فيما عدا بعض الأولاد في ساراييفو كانوا يبتسمون وكأنهم يقولون اليس هذا عظيماً؟ أليس هذا بديعاً؟ حين رأيت تلك الوجوه، قلت لنفسي، لا بد ان هذه الوجوه هي لي ولأصدقائي، من ثم بعد الحرب، تتابع المرح، اجل كنا نعاني من الفقر، وتشرب العقيدة الشيوعية، لكن كان لدينا ايضا القليل من الافلام الاميركية، موسيقى الجاز على راديو الجيش الأميركي، وعصابات الأولاد المتقاتلة في الشوارع، كنت أعيش في قلب بلغراد في جوار مكتظ وضاج، لذا لم يكن الجو بليداً، في المدرسة كان هناك صور لتيتو، لستالين، ولينين فوق كل لوح اسود، كانوا يراقبوننا نؤدي دراستنا. وكان اساتذتنا يقولون لنا انه يوجد ثلاثة رجال حكماء يجلبون السعادة الى كل الأولاد في العالم. من جهتي لم أعرف ماذا اصدق. في المنزل كانوا يقولون لي ان اولئك الثلاثة رجال سيئون مسؤولون عن هرب والدي الى خارج البلاد.

[ لطالما صرحت ان نيويورك هي مدينتك المفضلة: هل كان حباً من النظرة الأولى.

ـ بالفعل، كان منظراً مدهشاً عام 1954. كانت اوروبا رمادية اللون ونيويورك ساطعة جداً، بل كان ثمة الكثير من الألوان، الاعلانات، وسيارات الأجرة الصفراء، لم تكن اميركا تبعد أكثر من خمسة ايام بالسفينة، لكنها بدت بعيدة كما الصين اليوم. بدت المدن الأوروبية كأنها مكان لعرض اوبرالي. اما نيويورك فبدت كلوحة داخل كرنفال حيث بالعو السيوف والسحرة يؤدون برامجهم.

[ هل شعرت يوماً انك مضطهد بفعل التاريخ؟

ـ ليس حين كنت يافعاً. الآن، لا أدري. نفس نوع المجانين الذين جعلوا العالم ما كان عليه وأنا ولد، ما زالوا موجودين، انهم يريدون المزيد من الحروب، المزيد من السجون، المزيد من القتل، الأمر اكثر من مألوف لناحية انه متعب ومخيف الى ابعد الحدود.

[ العديد من قصائدك على مدار نظمك للشعر يمثل الحياة على الهامش ـ ابطالك اما متوحدون أو سكارى، او متبطلون، مجرمون، بائسون، نزلاء فنادق تدب فيها البراغيث.. هل من الحق القول انك اقرب ما عشت حياة كهذه كان خلال السنوات التي امضيتها في نيويورك؟

ـ أتيت الى نيويورك صيف العام 1958 ووجدت نفسي وحيداً. وكان لدي العديد من الأصدقاء في شيكاغو الذين تساءلوا قائلين: لماذا تريد الذهاب الى نيويورك؟ لكن نيويورك كانت تضم مقداراً أكبر من الاشياء التي أهواها ـ المزيد من دور السينما ونوادي الجاز، الى المزيد من المكتبات. كنت أذهب الى الجامعة مساء وأعمل نهاراً في مهن مختلفة.. كنت أنام قليلاً، واقرأ كثيرا واقع في الحب مرات. أذكر اني لم اكن فائق السعادة ولا مفرط الحزن..

[ اصدارات قصائدك المختارة دائما ما تبدأ بقصيدة “دكان الجزار” (1963)، هل يمكن الاعتبار ان أبياتها الأخيرة التي سأذكر مثابة الرابط بين العنف والابداع؟

“ثمة عارضة خشبية تكسر فوقها العظام،

تنظف عنها العظام ـ نهر يجفف حتى مصبه

حيث أتغذى

وحيث في أعماق الليل اسمع صوتاً”

ـ أعتقد ذلك، لكن ليس لدي فكرة عن مدى ادراكي ذلك حين كتبت القصيدة. الأرجح لا. استغرقني العديد من السنوات والاجتماعات مع أصدقاء طفولتي الذين هم من بلغراد لأدرك أني ترعرعت في مسلخ. لم تكن بلادنا محتلة فقط، بل كان هناك حرب أهلية مع تقاتل الجماعات المختلفة. لم يكن الدم في الشوارع مجرد محسنة بديعية، لكن أمراً شاهدته مراراً ومراراً. لم يكن من سؤال أنه كان لذلك شأن كبير في نظرتي الى الحياة. أناس أبرياء يقتلون كان هذا درسي الأول. كلما أقرأ عن “حرب عادلة” حيث يقتل الآلاف من الأبرياء أود أن أخرج من جلدي.

[ هل أثر أحد في نظمك لقصائدك المبكرة من مثل “دكان الجزار”، “صرصار” و”الشوكة”؟

ـ حسناً، ربما أبولينيير هو وراء “دكان الجزار”. أما بخصوص قصائد “الأشياء” فثمة وليام كارلوس وليامز والسيرياليون الفرنسيون. قرأت قصائدهم وشئت تقليدها، لكن تأثيرها كان لم يزل في ذهني. أضف أن ذلك شكل ما يشبه الاختراق. شعرت أن ذلك ما أريد كتابته من الآن فصاعداً ولم أعد أكترث إذا لم يعجب ما أنظمه هذا أو أو ذاك.

[ يرى بعض النقاد أنك في عملك الشعري تحقق نوعاً من الانصهار بين التأثيرات الأوروبية والأميركية. هل توافق على ذلك؟

ـ واقعاً، لا أدري كيف أجيب عن ذلك. قرأت بالطبع أعمال العديد من الشعراء الأوروبيين، وكذلك تقريباً كل معاصريّ من الشعراء الأميركيين. لا شك أن طريقة قراءتي للشعراء الأوروبيين كانت مختلفة بسبب خلفيتي التكوينية. من جهة أخرى، يقول الصرب إن شعري يبدو غريباً بالنسبة إليهم. أسمعهم يقولون بخيبة وغضب، “لم يعد واحداً منا”. أدرك أني أشكل حالة شاذة، عصية على التصنيف، ليس حالة منفى ولا حالة هجرة، بيد أن هذا لا يشكل أمراً يثير قلقي. الأمر ليس أشبه بامتلاكي الخيار بخصوص الحياة التي كان مقدراً لي امتلاكها أو نوع الشاعر الذي قدر لي أن أكونه. الأمر حصل بهذه الطريقة.

[ كيف يبدو لك أمر كتابتك بلغة غير تلك التي ترعرت على استعمالها؟

ـ لا أدري كيف أجيب عن هذا السؤال سيما وأني لم أكتب أبداً الشعر بلغتي الأم. لم يحدث أن عانيت من صراع داخلي على هذا الصعيد.

[ ماذا توصي الشاعر أن يقرأ؟

ـ ليس ثمة تحضير للشعر. لعل النبش أربع سنوات بجدية في ديوان شعري أو كتاب فلسفة في الجيب يؤدي المهمة مثلما تفعل الجامعة.

[ لطالما أعجب عملك الشعري الشعراء والنقاد الذين ينتمون الى المعسكرين المتقابلين، الكلاسيكي والريادي، المشغول والعفوي، التقليدي والاختباري. ما مدى إلمامك في الستينات الماضية مثلاً بـ”حروب الشعر”؟

ـ هذه الحرب هي كل ما كنا نتحدث عنه، كان هناك شعراء حركة “البيتس”، تشارلز أولسون وشعره، وصفات روبرت بلاي للشعر الأميركي في مجلته “الستينات”. كنت أُسر بشعراء مثل دبليو س. ميروين، جيمس رايت وبلاي الذين تميزوا بقدر من السيريالية في شعرهم، لكني عثرت على قصائد وأفكار بخصوص الشعر راقت لي. ما يجعل القصيدة عملاً جيداً لم يبد لي مسألة بسيطة. والتاريخ الأدبي للمئة سنة الأخيرة يثبت ذلك. أهوى قراءة فروست، وروبرت كريلي وغيرترود شتاين ودونالد جاستس. اليوم اعتقد “شعراء اللغة” والجيل الجديد من الشعراء الشكلانيين من أجل التشاجر بخصوصهم، لكني أعتقد أن الأمر مضيعة للوقت.

[ ما الدور الذي تلعبه المراجعة في كتابتك للقصيدة، هل تنساق لك القصيدة من أول مرة أو هل تعيد مراجعتها مرة بعد أخرى؟

ـ حتى حين يمددوني داخل تابوتي سيجدونني أقوم بمراجعة أو تصيلح قصيدة ما. وحتى القصائد المنشورة لا أتركها وشأنها. نادراً ما تسلس لي القصيدة قيادتها من المرة الأولى. غالباً ما أراجع العمل بشكل غير محدود. لا أحتفظ بالمسودات لكنها قد تبلغ أحياناً المئة للقصيدة الواحدة. ثمة خطر بإدمان تصليح القصيدة. قمت بتدمير العديد من القصائد، بسلبها الحياة وبعدم جعلها تبقى غير مصقولة بحدود معينة، وغير ملائمة أو هادفة. يعطي “ضعف” كهذا القصيدة أحياناً السحر الذي يميزها، لكن من الصعب معرفة ذلك الى أن يحاول المرء تحسينها.

[ واحد من أهم ملامح شعرك هو طريقة مزجك الجامح للصور مع أسلوب سردي، محكم، من دون زوائد، وأحياناً إيجازي بشكل صعب. كيف اكتمل ذلك التوتر لديك؟

ـ كان للشاعر وليم كارلوس وليامز تأثير كبير عليّ. أعتقد أن أسلوبي تشكل جزئياً كردة فعل بل تأثر بتقليدي المبكر لكل من هارت كراين ووالاس ستيفنس. كنت وراء شيء قصدت أن يبدو غير فني وخاص برجل الشارع بهدف مفاجأة القارئ ومن ثم جعله يكتشف شيئاً أبعد. بمعنى أنني أردت كتابة قصيدة يستطيع الكلب أن يفهمها. هذا لا ينفي عشقي للكلمات الشاذة، الصور الغريبة، الاستعارات المجفلة، والتعبير الفني…

[ إضافة الى تأثير الأفلام، ولا سيما الأسود والأبيض، على عملك الشعري ثمة تأثير آخر هو الموسيقى الأميركية لا سيما الجاز والبلوز.

ـ حسناً، في بلغراد استمعت الى الكثير من الجاز على الراديو غلين ميلر مثلاً، وكانت فرق الجاز الكبيرة مشهورة في يوغسلافيا. بعدها حين ذهبت الى باريس اكتشفت تشارلي باركر، مانك، ديفيس وباد باول. حين وصلت الى الولايات المتحدة استمعت الى موسيقى الجاز الحي مع والدي، لكن الأهم أني استمعت إليها لساعات يومياً على الراديو… استمعت تقريباً الى كل تسجيل جاز بين 1920 و1960. الشيء نفسه ينطبق على البلوز… هل أثر ذلك على شعري؟ لا أدري. في أميركا إذا أردت أن تعرف أين يقع القلب، إصغ الى البلوز وموسيقى الكاونتري. الشيء الأكثر جذباً في البلوز هو الإيجاز بل الاقتصاد في القصيدة الليريكية التي بمقدورها حمل دراما إنسانية معقّدة ضمن أبيات قلائل.

[ حين سئل ألان غينسبيرغ مرة عن سبب كتابته بالطريق التي يتبعها أجاب، “السبب هو أنني أكتب بهذه الطريقة!”، هل ثمة ما يمكن أن يقوله شاعر مثلك حول سبب كتابته بالطريقة التي تعتمدها؟

ـ الأرجح لا. أكتب لإزعاج القدر، لجعل الموت يضحك. أكتب لأني لا أستطيع جعل الحياة كما أريدها. أكتب لأني أريد كل إمرأة في العالم أن تقع في حبي. يمكن إيراد أسباب ذكية كهذه لكن في النهاية الصحيح هو ما قاله غينسبيرغ.

[ كتب الشاعر أودن في الأول من أيلول لعام 1939، “كل ما أملكه هو صوت لفكفكة الكذبة المطوية”. يبدو أن قصائدك غالباً ما تحفزها الرغبة في “فكفكة الأكاذيب المطوية”، أو على الأقل كشف التعقيدات كافة التي يحاول السياسيون ومستشاروهم عندنا إخفاءها عنا.

ـ لنأمل بذلك. الشعر بنظري هو دفاع الفرد بوجه كل القوى المحتشدة ضده. كل شريعة، كل إيديولوجيا وفكر تقليدي يريد إعادة تلقينه وتحويله الى شيء آخر… أدرك أن ثمة تقليداً بعيداً في الزمن على صعيد الشعر يتلخّص بعدم قول الحقيقة للسلطة بل يتمثل بتحول الشاعر الى معتذر منبطح.

قصيدة لسيميك

التحادث مع الطيور الصغيرة

لا زقزقة تصدر عنكِ الآن

بعد ضجتك المجنونة في صبيحة اليوم الباكر.

هل ترجين الصفح مني

وأنت مختبئة في الأعالي بين أوراق الشجر،

أم أن تفكيرك أصابه إرهاق مؤقت.

تستوعبين أشياء لا أستطيعها:

بذرة دوار الشمس المهملة المستحقة لشهقة،

خط سير القطط في الباحة،

خروج الغرباء من منزل الأرملة

مفكوكي ربطات العنق وعلى الوجوه

ابتسامة غير شريفة.

أو لعله بلغكِ آخر أخبار العالم؟

نبأ مفزعاً لم أسمع به بعد؟

من هو العصفور الجريء بعينكِ الذي امتلك الجرأة ليحذرني

بأن لقاءاتنا الحلوة في خطر؟

يؤدي الأولاد لعبة الجنود في الطرقات،

موجهين بنادقهم نحو الخصم ومؤدين دور الموتى.

أيتها العصافير الصغيرة، هل تحاولين إخفاء نظراتك الحذرة

داخل ترجمة الأوراق وأنت تسمعين قولي هذا؟

تشارلز سيميك

المستقبل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى