بيانات الانتفاضة

تصريح صحفي: واجب دول الجوار في إغاثة الشعب السوري

 

أدى تصاعد أعمال العنف من قبل النظام السوري إلى وتيرة غير مسبوقة في الأشهر الثلاثة الأخيرة، وما يقابله من عنف مضاد، إلى ارتفاع أعداد اللاجئين السوريين بشكل كبير، إن كانوا من المهجرين داخلياً، أو أولئك الذين هربوا إلى دول الجوار. وفي كلا الحالتين، فإن هؤلاء اللاجئين يعانون من أوضاع إنسانية مأساوية، تحتم على المجتمع الدولي بشكل عام، بما في ذلك وكالات الامم المتحدة المتخصصة بشؤون اللاجئين، أو المنظمات الدولية الأخرى المعنية بالأمر، وبشكل خاص على دول الجوار التي تحتمل العبء الأكبر فيما يختص بهؤلاء اللاجئين، أن تتحرك بشكل عاجل وفوري لتقديم المساعدة الإنسانية اللازمة للاجئين السوريين، لاسيما وانه من متوقع استمرار تدفقهم في غياب أي أفق سياسي لحل الأزمة في سورية، وارتفاع معاناتهم مع اقتراب فصل الشتاء،.

إن الارتقاء إلى مستوى هذه الأزمة الإنسانية الخطيرة، يحتم رفع مستوى الاستجابة لمتطلبات اللاجئين السوريين بشكل عاجل إن لم يكن فوري، وإذا ما كانت الجهود التي تبذلها دول الجوار في هذا المجال تستحق التقدير، إلا أن أي انتكاسة أو انتقاص من الحد الأدنى المطلوب لمساعدة اللاجئين السوريين، سيرسل رسالة سلبية إلى الشعب السوري الثائر في وجه الطغيان، وسيعتبر تنكراً للدماء التي انهالت في سبيل تحقيق آمال الشعب السوري في الحرية والديمقراطية، وكأن جمود جهود حل الأزمة السورية، وتخاذل المجتمع الدولي عن الاتفاق على طريقة لرحيل نظام الأسد وتحقيق الانتقال السلمي المنشود للسلطة في سورية، لا يكفي لإحباط عزيمة الشعب السوري المنتفض، كي يساهم التقاعس عن التصدي لمشكلات اللاجئين إلى زيادة معاناتهم وتعميق جروحهم.

وفي هذا السياق يهم المنبر الديمقراطي أن يذكر دول العالم بشكل عام، وبالتحديد دول جوار سورية، بالتزاماتها وفقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان فيما يختص بمعاملة اللاجئين وتوفير الملجأ الآمن لهم وتامين احتياجاتهم الانسانية الأساسية، تماشيا مع المادة 14 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والتي تنصّ على أن “لكلّ فرد الحق في أن يلجأ إلى بلاد أخرى أو يحاول الالتجاء إليها هرباً من الاضطهاد”، كما يهم المنبر التأكيد على أن عدم انضمام بعض دول جوار سورية إلى اتفاقية الامم المتحدة لعام ١٩٥١ الخاصة بالاجئين لا يعفيها من الالتزام بالقواعد العرفية الدولية الناظمة لحقوق اللاجئين في العالم، وعلى رأسها الامتناع عن طرد أي لاجئ أو رده بأيّة صورة من الصور إلى حدود الأقاليم التي تكون حياته أو حريته مهددتين؛

بناءً لما سبق فإننا في المنبر الديمقراطي:

– نتوجه بداية بالنداء إلى الشعوب العربية الشقيقة عامة، وبالأخص إلى شعوب العراق ولبنان والأردن ومصر والاسكندرون (هاتاي) وجنوب شرق تركيا، ونناشدها مدّ يد العون إلى إخوانهم السوريين اللاجئين. لقد استقبل السوريّون دوماً وعلى مدى تاريخهم إخوتهم من هذه البلدان والمناطق، خاصّة من لبنان والعراق، وفتحوا بيوتهم لهم وكانوا دائماً ملاذهم ضدّ الاستبداد أو العدوان أو التفرقة. فلا بدّ لهذه الشعوب الشقيقة من وقفة وفاء تجاه محنة السوريين في اللجوء، ومؤكدين على أن أبناء شعبنا السوري قد خرجوا من ديارهم رغماً عن إرادتهم، وهم ينتظرون بفارغ الصبر العودة إلى وطنهم سورية.

– نطالب الحكومة العراقية وبكل وضوح أن تتحمّل مسؤولية تعاقداتها الدولية بداية، وأن تقف لجانب حرية شعبنا السوري، وأن تفتح أبواب اللجوء إليها وأن تسمح لإخواننا العراقيين بإيواء إخوانهم السوريين في بيوتهم، وأن تقدّم يد العون لهم، وهم الذين قاسوا من حكم الديكتاتوريّة في بلادهم ويعرفون ألم الهجرة والتهجير.

– نطالب حكومة الأردن أن تجد حلولاً سريعة للأوضاع الإنسانيّة الصعبة في مخيم الزعتريّ والمخيّمات الأخرى، وأن تزيد من اهتمامها بإخوانهم السوريون، ونحن نعلم أن هناك عدد كبير من السوريين في الأردن لا يعيشون ضمن المخيّمات وكنا نتمنّى لو كان الجميع في مثل هذه الأوضاع.

– ونطالب لبنان الشقيق شعباً وحكومة، إضافة لكل ما ذكر ألاّ ينسى أن الشعب السوري واللبناني كانا دوماً في السراء والضراء في اللحظات المصيرية، وإن الأنظمة زائلة والشعوب باقية، وأنّ وقفة الوفاء للسوريين يجب أن تكون حافزاً لوحدتهم.

– نطالب حكومات مصر ودول الخليج العربي بفتح أبواب الهجرة واللجوء المؤقت إليها بدل إغلاقها، ومدّ يد العون إلى اللاجئين وبذل كافّة الجهود لإغاثة السوريين في الداخل والخارج.

– نطالب الحكومة التركية التوقّف عن ممارسة بعض السياسات الانتقائيّة تجاه اللاجئين، ومنحهم حريّة الحركة المصانة قانونيّاً وكذلك تعليم أبنائهم باللغة العربيّة.

كما نتوجه إلى كافة حكومات الدول العربية بمد يد العون ومساعدة دول الجوار وتقديم المساعدات المباشرة للمخيمات التي يقيم فيها أبناء الشعب السوري.

كما نهيب بكافة السوريات والسوريين المتمكنين وكل حسب طاقته في المهجر من السهر والعمل على المساعدة في هذا المجال.

أبناؤكم أبناء سوريا بحاجة لكم فلا تخذلوهم.

النصر لثورة الشعب السوري

ســوريا حرة ديمقراطية

المنبر الديمقراطي السوري

 9تشرين أول 2012

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى