أحداث وتقارير اخبارية

تصريح وتوضيح

 

تصريح

لفت نظرنا ماتداولته مصادر ووسائل اعلامية، حول حوار شاركنا فيه واصدقاء آخرين مع السلطة في سوريا في ضوء الاحداث التي تشهدها بلادنا، ويعيشها اهلنا وخاصة في مناطق المحنة والتوتر في درعا واللاذقية وحمص وريف دمشق ولاسيما دوما والتل والمعظمية، وفيها جميعاً سقط شهداء وجرحى، واعتقل كثيرون، كما اعتقل غيرهم في مناطق سوريا الاخرى.

ورغم اننا مؤمنين من حيث المبدأ بالحوار طريقة لمعالجة كل القضايا التي تطرحها الحياة، وان الحوار في سوريا وبين السوريين هو الوسيلة الاهم في معالجة تداعيات الواقع، ورسم ملامح المستقبل، يهمني ايضاح، انه لم يجر أي حوار بين الاصدقاء الذين كنا معهم وبين السلطة، وان ماحدث لم يكن اكثر من لقاء حضره اصدقاء شخصيين، واصدقاء من اوساط السلطة ومقربين منها، طرحت فيه وجهات نظر وآراء فيما تشهده بلادنا، وما يمكن ان تتطور اليه حالة سوريا والسوريين، وكان في جملة ما جرى الحديث عنه موضوع الاصلاح في سوريا والحوار الذي يمكن ان يحيط به.

ويهمنا ايضاً، ان نؤكد ان اللقاء الذي اخذ طابعاً اجتماعياً، لم يكن من الممكن فيه اقامة حوار بالمعني الدقيق للكلمة، خاصة واننا اشخاص لانمثل اية مرجعية تنظيمية، وعندما طرحت فكرة الحوار بمعناها اللاحق، أكدنا بالمشاركة مع اصدقائنا، ان اقامة حوار، يتطلب توفير بيئة سياسية واجرائية تسبقه، وتساعد في وصوله الى النتائج المرجوة، التي قيل ان افاقها الاصلاح والاستجابة لمطالبات واحتياجات الشعب السوري، وتم تحديد الاساس في البيئة السياسية والاجرائية التي تسبق الحوار، بانه يقوم على اطلاق سراح الموقوفين والمعتقلين على خلفية الاحداث، واطلاق سراح السجناء السياسيين، ورفع منع السفر عن النشطاء، ووقف السياسات الامنية الجارية بمافيها من اطلاق نار واعتقال وملاحقة، ومحاسبة الذين ارتكبوا اعمال القتل في الاحداث الاخيرة، سواء كانوا من الاجهزة الامنية او من غيرهم لان دم السوريين ليس مباحاً، ووقف منع التظاهرات والاعتصام السلمية، وهي خطوات تعبر عن اجواء الانفتاح والاصلاح، وتطمئن الناس ونحن منهم.

والحق، فان فكرة توفير البيئة السياسية والاجرائية للحوار، وجدت موافقة من الحضور، ولم يعلن احد معارضتها، وهو امر مطمئن، جعلنا مؤمنين أكثر من أي وقت مضى، باهمية الحوار وامكانية انخراط السوريين فيه، اذا توفرت البيئة المناسبة، وهو مايجنب بلدنا وشعبنا والسلطة في ان معاً الانزلاق الخطر، ودفع فواتير سياسية وامنية واقتصادية، يمكن توفيرها.

لقد افترق حضور اللقاء على امل ان اموراً سوف تجري على الصعيد الوطني، مما يسهل اللقاءات والحوارات بين السوريين جميعاً، وسط تأكيد على امكانية اللقاء لاحقاً.

ان من المؤسف، تسريب خبر اللقاء ليس باعتباره امراً سرياً، ا وان ماجرى فيه لايجوز ان يطلع عليه الناس، بل من منطلق عادية ماحدث، وعدم اهميته بالمعنى العام، ذلك ان لقاءات تشبه هذا اللقاء تمت وسوف تتم بصورة دائمة، بل من الضروري ان تحدث خاصة في ظل الظرف الحالي الذي يفرض تواصلاً بين السوريين.

لقد اعطي اللقاء بصورة خاطئة اهمية سياسية كبرى باعتباره لقاء بين ممثلين عن السلطة والمعارضة، او بين المثقفين والسلطة، لكنه لم يكن كذلك، كان لقاءاً بين اشخاص رغبوا في تبادل الحديث بينهم في شؤون عامة، علهم يفتحون الباب نحو مواضيع اهم. ليس أكثر من ذلك.

7-4-2011

 

فايز سارة كاتب وصحافي سوري في دمشق لؤي حسين كاتب صحفي سوري في دمشق

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى