صفحات العالم

تقصّي الحقائق في سورية

 


عبدالعزيز السويد

كل دولة عضو في الجامعة العربية فيها سلطة وشعب، فهل عضوية الجامعة العربية، وبالتالي اهتماماتها وصلاحياتها، محصورة بسلطات الدولة العضو، أم بها مع شعب تلك الدولة؟ من العجب قدرة الجامعة العربية على الصمت عن ما يحدث في سورية! السلطات السورية تقول إن الإعلام «المــغرض» يضـــخّم الاحتجاجات وتشير إلى جماعات مسلــحة مخــربة تقف وراء جرائم القتل لرجال الأمن والجيش والترويع وقطع الطرق، في حين تقول وسائل إعلام أخرى من فضائيات وإعلام رقمي أن سلطات الأمن والجيش السوري، هما من يقمعان احتجاجات مدنيين بقوة الدبابات والرصاص، وتضع أرقاماً لعدد الضحايا يتزايد كل يوم، ثم تظهر لنا صور قتلى ورجال أمن مدججين بالسلاح.

لم يحدث حتى الآن حضور له قيمة للجامعة العربية، لتقصي الحقائق وكشفها ومعرفة أحوال السوريين المواطنين في الداخل، ولنعلم من هو الفاسق الذي يبثّ النبأ الكاذب، هل هو الذي يقول إن مدناً سورية تتعرض لعقاب جماعي، أم من ينفي ذلك؟ الأمر نفسه بل هو الواجب ينطبق على منظمة المؤتمر الإسلامي، ورابطة العالم الإسلامي، فهل لهذه الكيانات علاقة بالشعوب… بالإنسان.

لماذا يصمت كل من عمرو موسى والبروفسور إحسان أوغلو والدكتور عبدالله التركي، ولا يقومون بواجباتهم تجاه الإنسان في بلد عضو في كل تلك التجمعات أو المنظمات؟ ولطمأنة عامة الناس خارجها ممن يتألمون كلما طالعوا أخباراً مروعة ودماءً تنزف. هل يجب أن يقود بان كي مون وفداً أممياً إلى سورية لتلحقوا بأثره. لا نريد وساطات بل وفود تقصي حقائق، مسؤولة أمام الله تعالى ثم أمام الضمير الإنساني

***

تدفع باكستان ثمن ركضها الأعمى وراء السياسة الأميركية، إدارة واشنطن تعلن وبكل ثقه حقها في ملاحقة من ترغب في الأراضي الباكستانية إما بطائرات دون طيار أو بقوات تدخل سريع، على غرار عملية اغتيال زعيم القاعدة، أو قتل مجموعة» أنفار» يتبعها اعتذار… أحياناً!

هذه سابقة خطيرة في عدم احترام سيادة دولة»مستقلة كما يقولون» عضو في هيئة الأمم، تقدم باكستان نموذجاً آخر، على انتهازية السياسة الأميركية الخارجية، باكستان تمثل نموذج الدولة، فيما مثل حسني مبارك وحزبه نموذج الفرد. الردّ الباكستاني جاء في مقال للرئيس علي زرداري نشر في «الواشنطن بوست» دافع فيه عن دور بلاده في مكافحة الإرهاب، مفيداً أنها من أكبر ضحاياه. الواقع أن باكستان ضحية «أخرى» للفساد السياسي والمالي… والتبعية للولايات المتحدة.

الحياة

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى